منازلنا التي لبست بلاها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة منازلنا التي لبست بلاها لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة منازلنا التي لبست بلاها لـ السري الرفاء

مَنازِلُنا التي لَبِسَت بِلاَها

وحاَلت بَعدَ نُضرَتِها حِلاَها

خَطَتكِ رِكابُنا لحُلولِ خَطبٍ

أناخَ على رُباكِ فما خَطَاها

مَنحنَاها القِلَى كُرهاً ولَولا

صُروفُ الدَّهرِ لم نَختَر قِلاها

يَميلُ بنا الهَوى طَرَباً إليها

فنَبكِيها ونَسعَدُ من بُكاها

تَلقَّاها الزَّمانُ بخَفْضٍ عَيشٍ

وعاودَها السُّرورُ كما بَدَاها

نَقولُ لها سَقاها الغيثُ رَيّاً

وقلَّ لها مَقالُتنا سَقَاها

قُصورٌ حَلَّقَت في الجوِّ حتّى

لقَصَّرَتِ الكَواكِبُ عن مَداها

مُشَرَّفةٌ كأنَّ بَناتِ نَعشٍ

تُناجيها إذا خَفقَت شِفاها

يُتَوِّجُها اصفرارُ الشمسِ تِبراً

فَتُمْسِي وَهيَ مُذْهَبةٌ ذُراها

وجَنَّاتٌ يحيِّي الشَّربَ وَهناً

جَنَى وَهَدَاتِها وجَنَى ربُاها

مُصَنْدَلةُ الثَّرى والريحُ تَأْبَى

غرائبَ حُسنِها إلا اشتَباها

إذا رَكَدَ الهواءُ علَت نسيماً

وإن فُقِدَ الغَمَامُ طَغَتْ مِياها

تَفرَّجَ وَشيُها عَن ماءِ وَردٍ

يَفيضُ على لآلٍ من حَصاها

إذا صلَّتْ بها أوقاتُ فَرضٍ

جِباهُ الشَّربِ عَطَّرتِ الجِباها

وذائدةٍ دموعَ العَينِ صَفواً

إذا باتَت تُرَقرِقُ في صَفاها

تُعانِقُ رِيحُها لِمَمَ الخُزامى

وأعناقَ القَرَنْفُلِ في سُراها

ويَأبى زَهرُها إلاّ هُجوعاً

ويأبَى عَرفُها إلا انتباها

قَرَاها الدَّهرُ بُؤسَى واقشَعَّرتْ

مَغانِيها الحِسانُ كما قَراهَا

ذَوَتْ أشجارُها الغِيدُ اللَّواتي

إذا عَبثَ النَّسيِمُ بها ثَناها

وقد مَرِيَ الحَمامُ بها وكانت

على الأفنانِ لا يُغني مَراها

كأنْ لم تَغْنَ عَرصَتُها بخُضرٍ

يُقَيِّدُ لَحْظَ مُبصِرها غِناها

ترقْرَقُ في نَواظِرها دُموعٌ

أحَبُّ إلى النَّواظرِ من كَراها

وساقيةٍ كأنَّ الريحُ ساقَت

إليها الخوفَ فارتعَدَت حشَاها

إذا نَظمَ الشَّقائقُ جَانِبَيها

أَرَتكَ صفائحاً دُمِيَت ظُباها

عفَت منَّا السُّوَيقةُ فالمُصلَّى

فمُشرِقةُ المِياه فمُلتقاها

ملاعبُ لو جُلِينَ غَداةَ دَجْنٍ

على النُّعمانِ آثر مُجتلاها

يُجلِّلُ رِيحُها الرِّيحانَ حسرَى

مُعَنبرةَ الهُبوبِ وهَتْ قُواها

وتَقصِدُ أو تَجوُرُ بها سواقٍ

كحيَّاتِ الرِّمالِ عَصَت رُقَاها

وتَبتسمُ القِبابُ البِيضُ منها

على خَضراءَ مُحمرٍّ جَناها

على جرعاءَ مَيثَاءَ النَّواحي

يُلبِّدُ نَقْعَ تُربتِها نَداها

تُساقُ إلى أصائِلها النَّدامَى

فتُنسِيهم أصائلُها ضُحَاها

تراءَت من كِفاحِ الدَّهرِ غُبراً

كأنَّ عِجاجَ حُومتِها عَلاها

فما لِنَعيمِها انفضمَت عُراها

وما لرِياضِها حَسَرت كُساها

وما لرياحها العَطِراتِ ردَّت

رِداءَ الحِلمِ وادَّرَعت سَفاها

أَحِينَ أَظلَّها سِلمُ اللَّيالي

وقُلنا قد تجَنَّبَها أَذاها

رمَاها بالتي عَظُمت ولكِن

أصابَ قلوبَنا لمّا رَماها

فمالَ بمَعشَرٍ غِرَرٍ إليها

ومالَ بِنا إلى أُخرى سِواها

أراذلُ ليسَ تَحمي الأُسدُ غِيلاً

كما تَحمِي رَوائحُها حِماها

عُراةٌ في الجنائبِ لا تُبالي

أصُدَّ العارُ عنها أم عَراها

لَهتنا أن نُلِمَّ بساحَتَيها

رياحٌ إن سَطت أردَت سَطَاها

وأَمواهٌ لو أنَّ التُّربَ يَشكو

مجَاورةَ الأَذى يوماً شَكاها

فلو غُسِلَت بماءِ المُزنِ مِنهم

وماءِ البَحرِ لم يَطْهُرْ ثَراها

يَحِنُّ الطائرُ المُوفِي علَيها

وتُوسِعُ كلُّ ماشيةٍ خُطاها

سلامُ اللهِ منكَ على رِباعٍ

نَأَتْ أحبابُها ودَنت عِداها

وطيِّبَةِ النَسيمِ عدتْ علَينا

جنائبُها وعَادَتْنا صَبَاها

وكافوريَّةِ البُنيانِ تُثني

على من خَطَّها أو مَن بَناها

مُحلِّقةٍ يكِلُّ الطَّرفُ عَنها

إذا ما الطَّرفُ حاولَ مُنتهَاها

تُضئُ إذا الدُّجَى اشتملَت علَيها

فَتحسِبُها مُؤلَّقَةً دُجاها

بَعَثْتُ الطَّرفَ مُشتاقاً إليها

فكادَ يَرُدُّه عَنها سَناها

وَحَبَّبَها إليَّ وإن تَوَلَّت

مآربُ بَلَّغتْ نفسي مُناها

لقد كانَت جِلاءَ العَينِ حُسناً

فعادَت وهي من قُبحٍ قَذاها

عِقابُ الدَّهرِ بُقياه علَيها

وعَفوُ الدهرِ عَنها لو عَفَاها

فيا نُوَبَ الخُطوبِ إليكِ عَنها

كفَاها ما أَلمَّ بها كفَاها

شرح ومعاني كلمات قصيدة منازلنا التي لبست بلاها

قصيدة منازلنا التي لبست بلاها لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي