منتهى الطلب من أشعار العرب/أبو الأخيل العجلي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبو الأخيل العجليّ

أبو الأخيل العجليّ - منتهى الطلب من أشعار العرب

أبو الأخيل العجليّ وقال أبو الأخيل العجليّ، وكان آخر أيام بني أمية:

ألا يا اسلمي ذاتَ الدَّماليجِ والعقدِ

وذاتَ الثَّنايا الغرِّ والفاحمِ الجعْدِ

وذاتِ اللّثاثِ الحوِّ والعارضِ الذي

بهِ أبرقتْ عمداً بأبيضَ كالشّهْدِ

كأنَّ ثناياها اغتبقنَ مدامةً

ثوتْ حججاً في رأسِ ذي قنَّةٍ فْردِ

وكيفَ أُرجِّيها وقدْ حالَ دونَها

نميرٌ وأجبالٌ تعرَّضنَ منْ نجْدِ

لعمري لقدْ مرَّتْ ليَ الطَّيرُ آنفاً

بما لمْ يكنْ إذْ مرَّتِ الطَّيرُ منْ بدِّ

ظللتُ أُساقي الموتَ إخوتيَ الأُلى

أبوهمْ أبي عندَ المزاحِ أو الجدِّ

كِلانا يُنادي يا نزارُ وبينَنا

قناً منْ قنا الخطِّيّ أوْ منْ قنا الهنْدِ

قرومٌ تسامَى منْ نزارٍ عليهمِ

مضاعفةٌ منْ نسجِ داوودَ والسُّغْدِ

إذا ما حملْنا حملةً مثلوا لنا

بمرهفةٍ تُذري السَّواعدَ منْ صعْدِ

وإنْ نحنُ نازلناهمُ بصوارمٍ

ردوا في سرابيلِ الحديدِ كما نردي

كفى حزناً أنْ لا أزالَ أرى القنا

يمجُّ نجيعاً منْ ذراعي ومنْ عضدي

لعمري لئنْ رمتُ الخروجَ عليهمِ

بقيسٍ على قيسٍ وعوفٍ على سعْدِ

وضيَّعتُ عمراً والرّبابَ ودارماً

وعمرو بنَ أُدٍّ كيفَ أصبرُ عنْ أُدِّ

لكنتُ كمهريقِ الذي في سقائهِ

لرقراقِ آلٍ فوقَ رابيةٍ صلْدِ

كمرضعةٍ أولادَ أُخرى وضيَّعتْ

بني بطنِها هذا الضَّلالُ عنِ القصْدِ

فأُوصيكُما يا بنيْ نزارٍ فتابعا

وصيَّةَ مُفضي النُّصحِ والصِّدقِ والودِّ

فلا تعلمنَّ الحربَ في الهامِ هامتي

ولا ترميا بالنَّبلِ ويْحكُما بعدي

أما ترهبانِ اللهَ في ابنِ أبيكُما

ولا ترجوانِ اللهَ في جنَّةِ الخلْدِ

فما تربُ أثرى لوْ جمعتُ ترابها

بأكثرَ من إبنيْ نزارٍ على العدِّ

هُما كنفا الأرضِ اللَّذا لوْ تزعزعا

تزعزعَ ما بينَ الجنوبِ إلى السُّدِّ

وإنِّي وإنْ غادرتهمْ أو جفوتهمْ

لتألمُ ممَّا عضَّ أكبادهمْ كبدي

فإنَّ أبي عندَ الحفاظِ أبوهمُ

وخالهمُ خالي وجدُّهمُ جدي

رماحهمُ في الطُّولِ مثلُ رماحِنا

وهمْ مثلُنا قدَّ السُّيورِ منَ الجلْدِ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي