منتهى الطلب من أشعار العرب/الحارث بن حلزة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الحارث بن حلزة

الحارث بن حلزة - منتهى الطلب من أشعار العرب

الحارث بن حلزة وقال الحارث بن حلزة اليشكري:

آذنتنا ببينِها أسماءُ

ربَّ ثاوٍ يملُّ منهُ الثَّواءُ

بعدَ عهدٍ لها ببرقةِ شمَّاءَ

فأدنى ديارها الخلصاءُ

فالمحيَّاةُ فالصِّفاحُ فأعلى

ذي فتاقٍ فعاذبٍ فالوفاءُ

فرياضُ القطا فأوديةُ الشُّر

ببِ فالشُّعبتانِ فالأبلاءُ

لا أرى من عهدتُ فيها فأبكي

اليومَ دلهاً وما يردُّ البكاءُ

وبعينيكَ أوقدتْ هندٌ النَّا

رَ أخيراً تلوي بها العلياءُ

فتنوَّرتُ نارها من بعيدٍ

بخزازٍ هيهاتَ منكَ الصّلاءُ

أوقدتْها بينَ العقيقِ فشخصينِ

بعودٍ فما يلوحُ الضِّياءُ

غيرَ أنِّي قد أستعينُ على اله

مِّ إذا خفَّ بالثَّويِّ النَّجاءُ

بزفوفٍ كأنَّها هقلةٌ أمُّ

رئالٍ دويَّةٍ سقفاءُ

آنستْ نبأةً وأعجلها القنَّاصُ

عصراً وقد دنا الإمساءُ

فترى خلفَها ومنَ الرَّجعِ والو

قعِ منيناً كأنَّه أهباءُ

وطراقاً من خلفهنَّ طراقٌ

ساقطاتٌ أودتْ بها الصَّحراءُ

أتلهَّى بها الهواجرَ إذ كلُّ

ابنِ همٍّ بليَّةٌ عمياءُ

وأتانا منَ الحوادثِ والأنباءِ

خطبٌ نعنى به ونُساءُ

أنَّ إخواننا الأراقمَ يغلونَ

علينا في قولهمْ أحفاءُ

يخلطونَ البريءَ منَّا بذي الذَّ

نب ولا ينقعُ الخليّ الخلاءُ

فاتركوا الطِّيخَ والضَّلالُ وإمَّا

تتعاشوْا ففي التَّعاشي الدَّاءُ

واذكروا حلفَ ذي المجازي وما

قدِّمَ فيه العهودُ والكفلاءُ

حذرَ الرَّيبِ والتَّعدي ولا

ينقضُ ما في المهارقِ الأهواءُ

واعلموا أنَّنا وإيَّاكمُ فيها

اشترطْنا يومَ اختلفنا سواءُ

أعلينا جناحُ كندةَ أن يغ

نمَ غازيهمُ ومنَّا الجزاءُ

أمْ علينا جرى حنيفةَ أو ما

جمعتْ منْ محاربٍ غبراءُ

عنناً باطلاً وظلماً كما

قيلَ لطسمٍ أبوكمُ الأبَّاءُ

زعموا أنَّ كلَّ من ضربَ

العيرَ موالٍ لنا وإنَّا الولاءُ

أمْ جنايا بني عتيقٍ فمنْ يغدرْ

فإنَّا منْ حربِهمْ لبراءُ

أمْ علينا جرَّا أيادٍ كما

نِيطَ بجوزِ المحمَّلُ الأعباءُ

أم علينا جرَّى العبادِ كما

يعترُّ عن حجرةِ الرَّميضِ الظباءُ

أمْ علينا جرَّى قضاعةَ أمْ ليْ

سَ علينا فيما جنوْا أنداءُ

ليسَ منَّا المضرَّبونَ ولا

قيسٌ ولا جندلٌ ولا الحدَّاءُ

وثمانونَ من تميمٍ بأيديهمْ

رماحٌ صدورهنَّ القضاءُ

لمْ يحلُّو بَني رذاحٍ ببرقاءِ

نطاعٍ لهمْ عليهمْ دُعاءُ

تركوهمْ مجلّسينَ وآبوا

بنهابٍ يصمُّ منهُ الحداءُ

وأتوهمْ يسترجعونَ فلمْ

ترجعْ لهمْ شامةٌ ولا زهراءُ

ثمَّ فاؤوا منهمْ بقاصمةِ الظَّ

هرِ ولا يبردُ الغليلَ الماءُ

ثمَّ خيلٌ بعدَ ذاكَ معَ الغَ

لاَّقِ لا رأفةٌ ولا إبقاءُ

ومعَ الجونِ جونِ بني أو

سٍ عنودٌ كأنَّها دفواءُ

أجمعوا أمرهمْ عشاءً فلمَّا

أصبحوا أصبحتْ لهمْ ضوضاءُ

من صريخٍ ومن مجيبٍ ومن

تصهالِ خيلٍ خلالَ ذاكَ رغاءُ

أينما تلقَ تغلبياً فمطلولٌ

عليهِ إذا أصيبَ العفاءُ

أيَّما خصلةٌ أردتمْ فأدُّوها

إلينا يسعى بها الأملاءُ

انقشوا ما لدا مليحةَ فالصَّا

قبُ فيهِ الأمواتُ والأحياءُ

أو نقشتمْ فالنَّقشُ يجشمهُ القوْ

مُ وفيهِ الأسقامُ والإبراءُ

أو سألتمْ عنَّا فكنَّا جميعاً

مثلُ عينٍ في جفنها أقذاءُ

أو منعتمْ ما تسئلونَ فمنْ حُدِّ

ثتموهُ لهُ علينا العلاءُ

هل أتاكمْ أيامَ يتنهبُ النَّا

سُ غواراً لكلِّ حيٍّ عواءُ

إذا رفعنا الجِمالَ من سعفِ البحرَ

ينِ سيراً حتَّى نهانا الحساءُ

فهزمنا جمعَ ابنِ أمِّ قطامٍ

وله فارسيَّةٌ خضراءُ

ثمَّ ملنا على تميمٍ فأحرمنا

وفينا من كلِّ قومٍ إماءُ

لا يقيمُ العزيزُ بالبلدِ السَّهلِ

ولا ينفعُ الذليلَ النَّجاءُ

ليسَ ينجي الذي يوائلُ منَّا

رأسُ طودٍ وحرَّةٌ رجلاءُ

فملكنا بذلكَ النَّاسَ حتَّى

ملكَ المنذرُ بن ماءِ السَّماءُ

ملكٌ أضلعَ البريَّةَ لا يوجدُ

يوماً فيما لديهِ كفاءُ

كتكاليفِ قومنا إذ غزا المنذرُ

هل نحنُ لابنِ هندٍ رعاءُ

إذ أحلَّ العزاءَ قبَّةَ ميسونٍ

فأدنى ديارها العوصاءُ

فتأوَّتْ لهُ قراضبةٌ من

كلِّ حيٍّ كأنَّهمْ ألقاءُ

فهداهمْ بالأسودينِ وأمرُ اللهِ

بلغٌ تشقى بهِ الأشقياءُ

إذ تمنُّونهمْ غروراً فساقتكمْ

إليهمْ أمنيَّةٌ أشراءُ

لمْ يغرُّوكمْ غروراً ولكن

يرفعُ الآلُ حزمهمْ والضَّحاءُ

أيُّها النَّاطقُ المرقِّشُ عنَّا

عندَ عمرٍو ما إن لهُ إبقاءُ

لا تخلنا على غراتكَ إنَّا

طالَ ما قد وشى بنا الأعداءُ

فبقينا على الشَّناءةِ تبنيها

حصونٌ وعزَّةٌ قعساءُ

قبلَ ما اليومَ بيَّضتْ بعيونِ

النَّاسِ فيها تغيُّظٌ وإباءُ

فكأنَّ المنونَ تردي بنا أع

صمَ صمٍّ ينجابُ عنهُ العماءُ

مكفهرّاً على الحوادثِ لا ترْ

توهُ للدَّهرِ مؤيدٌ صمَّاءُ

إنَّ عمراً لنا لديهِ خلالاً

غيرَ شكٍّ في كُلهنَّ البلاءُ

ملكنا وابننا وأفضلُ من نمْ

شي ومن دونِ ما لديهِ الثَّناءُ

إرَميٌّ بمثلهِ جالت الجنُّ

فآبتْ لخصمها الإجلاءُ

أينما شرَّقتْ شقيقةُ إذ جا

ءتْ معدٌّ لكلِّ قومٍ لواءُ

حولَ قيسٍ مستلئمينَ بكبشٍ

قرظيٍّ كأنَّهُ عبلاءُ

وصتيتٍ منَ العواتكِ لا تنْ

هاهُ إلاّ مبيضَّةٌ رعلاءُ

فحملناهمُ على حزمِ ثهلا

نَ شلالاً ودمِّيَ الأنساءُ

وجبهناهمُ بطعنٍ كما تنهزُ

في جمَّةِ الطَّويِّ الدِّلاءُ

وثنيناهمُ بضربٍ كما يخرُ

جُ من خربةِ المزادِ الماءُ

وفعلنا بهمْ كما قدَّرَ اللهُ

وما إنَّ للخائنينَ بقاءُ

ما جزعنا تحتَ العجاجةِ إذ وَ

لَّوا شلالاً وإذ تلظَّى الصِّلاءُ

وفككنا غلَّ امرئِ القيسِ عنهُ

بعدما طالَ حبسهُ والعناءُ

وأقدناهُ ربَّ غسَّانَ بالم

نذرِ كرهاً إذ لا تكالُ الدِّماءُ

وأتيناهمُ بتسعةِ أملاكٍ

كرامٍ أسلابهمُ أغلاءُ

وولدنا عمرو بن أمِّ أناسٍ

من قريبٍ لمَّا أتانا الحباءُ

مثلها يخرجُ النَّصيحةَ للقوْ

مِ فلاةٌ من دونها أفلاءُ

فهوَ الرَّبُّ والشَّهيدُ على يوْ

مِ الحياريْنِ والبلاءُ بلاءُ

وقال الحارث بن حلزة أيضاً وهي مفضلية:

لمنِ الدِّيارُ عفونَ بالحبسِ

آياتها كمهارقِ الفرسِ

لا شيءَ فيها غيرُ أصورةٍ

سفعِ الخدودِ يلحْنَ في الشَّمسِ

أو غيرَ آثارِ الجيادِ بأعْ

راضِ الجمادِ وآيةِ الدَّعسِ

فحبستُ فيها الرَّكبَ أحدسُ في

بعضِ الأمورِ وكنتُ ذا حدْسِ

حتَّى إذا التفعَ الظِّباءُ بأطْ

رافِ الظِّلالِ وقلنَ في الكنسِ

ويئستُ مما قد شغفتُ بهِ

منها ولا يسليكَ كاليأسِ

أنمي إلى حرفٍ مذكَّرةٍ

تهصُ الحصى بمواقعٍ خنسِ

خذمٍ نقائلها يطرنَ كأق

طاعِ الفراءِ بصحصحٍ شأسِ

أفلا تعدِّيها إلى ملكٍ

شهمِ المقادةِ ماجدِ النَّفسِ

وإلى ابن ماريةَ الجوادِ وهلْ

شروى أبي حسَّانَ في الإنسِ

يحبوكَ بالزَّغفِ الفيوضِ على

هميانها والدُّهمُ كالغرسِ

وبالسَّبيكِ الصُّفرِ يضعفها

وبالبغايا البيضِ واللُّعسِ

لا ترتجي للمالِ يهلكهُ

سعدُ السُّعودِ إليهِ كالنَّحسِ

فلهُ هنالكَ لا عليهِ إذا

دنعتْ أنوفُ القومِ للتَّعسِ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي