منتهى الطلب من أشعار العرب/المخبل السعدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

المخبل السعدي

المخبل السعدي - منتهى الطلب من أشعار العرب

المخبل السعدي وقال المخبل واسمهُ ربيعة بن مالك بن قتال بن أنفِ الناقة واسمه جعفر بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر وإنما لقب المخبل لخبلٍ كان به وهي مفضلية وقرأتها حفظاً على شيخي أبي محمد بن الخشاب في جملة المفضليات: الكامل

ذكر الربابَ وذكرُها سقْمُ

فصبَا وليسَ لِمنْ صَبا حِلْمُ

وإذا ألَمَّ خيالُها طُرِفَتْ

عيني فماءُ شؤونِها سجْمُ

كاللؤلؤِ المسجورِ أغفلَ في

سلكِ النظامِ فخانَهُ النظمُ

وأرَى لها داراً بأغدرَةِ ال

سيدانِ لم يدرسْ لها رسْمُ

إلاَّ رَماداً دارساً دفَعتْ

عنهُ الرياحَ خوالِدٌ سحْمُ

وبقيةَ النؤي الذي رفعَتْ

أعضادُهُ فثَوَى لهُ جذمُ

فكأنَّ ما أبقَى البوارِحُ والأ

مطارُ منْ عرصاتِها الوشمُ

تقرو بها البقْرُ المسارِبَ واخ

تلطتْ بها الآرَامُ والأُدْمُ

وكأنَّ أطْلاءَ الجآذِرِ وال

غزلانِ حولَ رُسُومها البهمُ

ولقدْ تحلُّ بها الرَّبابُ لها

سلفٌ يفلُّ عدوَّها فخمُ

برديةٌ سبقَ النعيمُ بها

أقرانها وغلا بها عظمُ

وتريكَ وجهاً كالصحيفةِ لا

ظمأَنُ مختلجٌ ولا جهمُ

كعقيلةِ الدارِّ استضاءَ بها

محرابَ عرشِ عزيزها العجمُ

أغلَى بها ثمناً وجاءَ بها

شختُ العظامِ كأنهُ سهمُ

بلبانهِ زيتٌ وأخرجها

من ذِي غوارِبَ وسطهُ اللخمُ

أو بيضةِ الدعصِ التي وضعتْ

في الأرضِ ليسَ لِمسِّها حجمُ

سبقتْ قرائنها وأدفأها

قردٌ كأنَّ جناحَهُ هدمُ

ويضمُّها دونَ الجناحِ بدفِّهِ

وتحفُّهنَّ قوادِمٌ قتمُ

لم تعتذرْ منها مدافِعُ ذي

ضالٍ ولا عقبٌ ولا الزخْمُ

وتضلُّ مدارها المواشطُ في

جعدٍ أغمَّ كأنهُ كرمُ

لولا تسلي حاجةً عرضتْ

علقَ القرينةِ حبلُها جذمُ

ومعبدٍ قلقِ المجازِ كبا

رِيِّ الصنَاعِ إكامُهُ درْمُ

للقارباتِ من القطا نقرٌ

في جانبيهِ كأنها الرقْمُ

عارضتهُ ملَثَ الظلامِ بمذْ

عانِ العشِيِّ كأنَّها قرمُ

تذرُ الحصى فلقَاً إذا غضبتْ

وجرى بحدِّ سرابِها الأكمُ

قلقتْ إذا انحدَرَ الطريقُ لها

قلقَ المحالة ضمها الدعمُ

لحقتْ لها عجزٌ مؤيدةٌ

عقدَ الفقارِ وكاهِلٌ ضخمُ

وقوائمٌ عوجٌ كأعمِدَةِ ال

بُنيانِ عواليَ فوقَها اللحمُ

وإذا رفعتَ السوطَ أفزعَها

بين الضلوعِ مروَّعٌ شَهْمٌ

وتسدُّ حاذَيْها بذي خُصلٍ

عقمتْ فنعمَ نبتُها العُقْمُ

ولها مناسِمُ كالمواقعِ لا

معرٌ أشاعِرُها ولا كُزْمُ

وتقيلُ في ظلِّ الخباءِ كما

يغشَى كناسَ الضالةِ الرئمُ

كتريكةِ السيلِ التي حُبِستْ

بشَفا المَسِيلِ ودونَها الرضمُ

بليتُها حتى أؤديها

دمٌ العظامُ وينفد اللحمُ

وتقولُ عاذلتي وليسَ لها

بغدٍ ولا ما بعدَهُ علمُ

إنَّ الثراءَ هو الخلودُ وإ

نَّ المرءَ يُكْرِبُ يومَهُ العُدْمُ

إني وجدك ما تخلدني

مئةٌ يطيرُ عفاؤها أدمُ

ولئنْ بنيتَ لِيَ المشقرَ في

هضبٍ تقصرُ دونهُ العُصْمُ

لتنقبنْ عني المنيةُ إ

نَّ اللهَ ليسَ كحكمِهِ حُكْمُ

إنِّي وجدْتُ الأمرَ أرشدهُ

تقوى الإلهِ وشرهُ الإثْمُ

وقال المخبل أيضاً: الكامل

أعرفتَ منْ سلمَى رسُومِ ديارِ

بالشطِ بينَ مخفقٍ وصُحارِ

وكأنَّما أثرُ النعاج بجوِّها

بمدافعِ الرُّكنَيْنِ ودْعُ جواري

وسألتُها عنْ أهلِها فوجدْتُها

عمياءَ جافيةً عن الأخبارِ

وكأنَّ عينَي غربُ أدهَمَ داجِنٍ

متعودِ الإقبال والإدبارِ

تئقٌ يقسمُ زارِعٌ أنهارَهُ

بالمرِّ يقسمهُنَّ بينَ دبارِ

حتَّى إذا مالَ النهارُ وأنزفَتْ

عيني الدموعُ وقلتُ أيُّ مزارِ

قربتُ حادِرَةَ المناكِبِ حرةً

خلقتْ مطيةَ رحلَةٍ وسِفارِ

أجداً مداخلةً كأنَّ فروجَها

بلقُ الموارِدِ من خلالِ عِفارِ

ويلي بياضَ الأرضِ من أخفافِها

سمرُ الطباقِ غليظَةُ الأصبارِ

وكأنّما رفعت يديْ نواحةٍ

شمطاءَ قامتْ غيرَ ذاتِ خمارِ

وكنها لمَّا غَدَتْ سرويَّةٌ

مسعودةٌ باللحمِ أمُّ جوارِ

وكأنما علقتْ وليَّةُ كورِها

وقتودَها بمصدرٍ عيارِ

غردٍ تربَّعَ في ربيعٍ ذي ندًى

بينَ الصليبِ فصوة الأحفارِ

فرعَى بصوتهِ ثلاثةَ أشهُرٍ

وهراقَ ماءَ البقلِ في الأسآرِ

حتى إذا أخذَ المراغُ نسيلَهُ

من مدمجٍ من خلقهِ وشوارِ

ورمَى أنابيشَ الشفا أرساغُهُ

من كلِّ ظاهرةٍ وكلِّ قرارِ

وتجنبَ القربانَ واختارَ الصُّوى

يعدُو بهنَّ كفارسِ المضمارِ

ذكرَ العيونَ وعارضَتْهُ سمحَجٌ

حملتْ لهُ شهْر ين بعَد نزارِ

يرضى بصحبتها إذا برزتْ لهُ

وأشذْ عنها إلفَ كلِّ حمارِ

فأقالها بقرارةٍ فيها السفا

ظمأى وطلَّ كأنهُ بإسَارِ

وتفقدا ماءَ القِلاتِ فلَمْ يجدْ

إلا بقيةِ آجنٍ أصفارِ

فأدارها أُصُلاً وكلَّفَ نفسهُ

تقريبَ صادقَةِ النجاءِ نوارِ

يغشى كريهتها على ما قدْ يرى

في نفسِها من بغضةٍ وفرارِ

ترمِي ذراعيْهِ وبلدةَ نحرهِ

بحصًى يطيرُ فضاضُه وغُبارِ

وتفوتُهُ نشزاً فيلحقُ معجلاً

ربذَ اليدينِ كفائضِ الأيسارِ

يعلو فروعَ قطاتهِا من أنسِهِ

بملاحِكٍ كرحالةٍ النجارِ

فتذكرا عيناً يطيرُ بعوضُها

زرقاءُ خاليةً من الحضارِ

طرَقا من المغدى غديراً صافياً

فيه الضفادِعُ شائعُ الأنهارِ

والأزرَقُ العجليِّ في ناموسِهِ

بارِي القداح وصانعُ الأوتارِ

من عَيشهِ القتراتُ أحسَنَ صنعَها

بحصا يدِ القصباءِ والجيَّارِ

فدَنتْ لهُ حتى إذا ما أمكنتْ

أرساغُهُ من معظمِ التيارِ

وأحسَّ حسهُما فيسَّرَ قبضَةً

صفراءَ راشَ نضيَّها بظُهارِ

فرَمى فأخطأَهَا ولَهَّفَ أمَّهُ

ولكِّ ما وقِيَ المنيةَ صَارِي

فتوليا يتنازعانِ بساطِعٍ

متقطعٍ كملاءةِ الأنبارِ

يتعاورانِ الشوطَ حتى أصبحا

بالجزعِ بينَ مثقبٍ ومطارِ

فبتلْكَ أفضِي الهمَّ إذْ وهمتْ بهِ

نفسِي ولَسْتُ بِناء ناءٍ عوَّارِ

وقبيلةٍ جنبٍ إذا لاقيتهمْ

نظروا إليَّ بأوجهٍ أنكارِ

حييتُ بعضهمُ لأرْجعَ ودهمْ

بخلائقٍ معروفةٍ وجوارِ

والجارُ أومنُ سرحَهُ ومحلَّهُ

حتى يبينَ لنيةِ المختارِ

فلئن رأيتُ الشَّيبَ خوصَ لمتِي

منْ طولِ ليلٍ دائبٍ ونهارِ

إنِّي لترزأني النوائبُ في الغنَى

وأعفُّ عندَ مشحَّةِ الإقتارِ

فجزا الإلهُ سراةَ قوْمي نُصرةً

وسقاهمُ بمشارِبِ الأبرارِ

قومٌ إذا خافُوا عثارَ أخيهم

لا يسلمونَ أخاهُمُ لعثارِ

أمثالُ علقمةَ بن هوذةَ إذْ سعَى

يخشَى عليَّ متالفَ الأمصارِ

أثْنَوا عليَّ فأحْسَنُوا فترافدُوا

لي بالمخاضِ البزلِ والأبكارِ

والشولُ يتبعُها بناتُ لبونِها

شرقاً حناجرُها من الجرجار

حتى تأوَّى حولَ بيتِي هجمةٌ

أبكارُها كنواعِمِ الجبارِ

وكأنَّ خلفَتَها عطيفَةُ شواحطٍ

عطلٌ براها مِنْ خزاعةَ باري

وبغَى بها ماءَ النطافِ فلمْ تجدْ

ماءُ بتنهيةٍ ولا بغمارِ

وقال المخبل أيضاً: الطويل

عَفا العرضُ بعدي منْ سُلَيمى فحائلُهْ

فبطنُ عنانٍ رييهُ فأفأكلُهْ

فروضُ القَطا بعدَ التساكُنِ حقبةً

فبلؤٌ عفتْ باحاتُهُ فمسايلُهْ

فميتُ عريناتٍ بها كلُّ منزلٍ

كوشمِ العذارى ما يُكلَّمُ سائلُهْ

تمشي بها عوذُ النعاجِ كأنَّها

فريقٌ يوافي الحجَّ حانتْ منازلُهُ

ذكرتُ بها سلمى وكتمانَ حاجةٍ

لنفسي وما لا يعلمُ الناسُ داخلُهْ

يظلُّ يؤسيني صحابي كأنني

صريعُ مدامٍ باكرتْهُ نواطلُهْ

وما كانَ محقوقاً فؤادُكَ بالصبا

ولا طربٌ في إثرِ من لا تواصِلُهْ

وما ذكرهُ سَلمى وقد حال دونَها

مصانعُ حجرٍ دورُهُ ومجادِلُهُ

وإنْ لمْ يورعُني الشبابُ ولم يلُجْ

برأْسِيَ شيبٌ أنكرَتْهُ غواسلُهْ

وفيتُ فلمْ أعذِرْ ولم يلقَ غبطةً

مساجِلُ بؤسَى قمتُ يوماً أساجلُهْ

وقد رابني منْ بعضِ قومِي منطقٌ

لهُ جلبٌ تروى عليَّ بواطِلُهْ

ومَنْ يرَ عزاً في قريعٍ فإنَّهُ

تراثُ أبيها مجدُهُ وفواضِلُهْ

نقلنا لهُ أثمانهُ

من بيوتنا

وحلتْ إلينا يومَ حُلتْ رواحِلُهْ

وكائنْ لنا من إرْثِ مجدٍ وسؤددٍ

مواردُهُ معلومةٌ ومناهلُهْ

ومنا الذي ردَّ المغيرةَ بعدما

بدا حاملٌ كاللوثِ تبدو شواكلُهْ

أتاحَ لها ما بينَ أسفلِ ذي حُسَى

فحزْمِ اللوى وادي الرُّسَيسِ فعاقِلُهْ

هزبرٌ هريتُ الشدْقِ رئبالُ غابةٍ

إذا سارَ عزتهُ يداهُ وكاهِلُهْ

شتيمُ المحيَّا لا يفارقُ قرنَهُ

ولكنهُ بالصحصحانِ ينازلُهْ

وأُعطِيَ منا الحلقَ أبيضُ ماجدٌ

نديمُ ملوكٍ ما تغبُّ نوافِلُهْ

وجاعلُ بردِ العصبِ فوقَ جبينهِ

يقي حاجبيه ما تثيرُ قنابلُهْ

وليلةٍ نجوى يعتري الغيُّ أهلَها

كفينا وقاضِي الأمرِ منا وفاصِلُهْ

ويومَ الرَّحى سُدْنا وجيشَ مخرمٍ

ضربناهُ حتى اتكأتهُ شمائلُهْ

ويومَ أبي يكسومَ والناسُ حُضَّرٌ

على حلبانٍ إذ تقضَّى محاصلُهْ

فتحنا لهُ بابَ الحصيرِ وربُّهُ

عزيزٌ تمشَّى بالحرَابِ أراجلُهُ

عليهِ معدٌّ حولَنا بينَ حاسدٍ وذي حنَقٍ تغلي علينا مراجلُهْ

وإذ فتكَ النعمان بالناسِ محرماً

فملئ من عوفِ بن كعبٍ سلاسلُهْ

فككنا حديدَ الغلِّ عنهم فسرحُوا

جميعاً وأحظَى الناسِ بالخير فاعلُهْ

وقلنا لهُ لا تنسَ صهركَ عندنا

ولا تنسَ منْ أخلاقنا ما نجاملهْ

فما غيرَتْنا بعدُ من سوءِ صرْعةٍ

ولا شيمةٍ ما بَوَّأ الخلقَ حابلُهْ

فتِلكَ مساعينا وبدرٌ مخلفٌ

على كتفيهِ ربقُهُ وحبائلُهْ

لعمرُكَ إنَّ الزبرقانَ لدائمٌ

على الناسِ يغدو نوكُهُ ومجاهلُهْ

شرى محمراً يوماً بذودٍ فخالهُ

نماهُ إلى أعلى اليفاعِ أوائلُهْ

رأى مجدَ أقوامٍ صرًى في حياضهُم

وهدمَ حوضَ الزبرقانِ غوائلهْ

أتيتَ أمرأً أحمى على الناسِ عرضَهُ

فما زلتَ حتى أنتَ مقْعٍ تناضلُهْ

فأقْعِ كما أقعى أبوك على استهِ

رأى أنَّ ريماً فوقَهُ لا يُعادِلُهْ

فقبلَكَ بدْرٌ عاشَ حتى رأيتهُ

يدبُّ ومولاهُ عن المجدِ شاغِلُهْ

وينفِسُ مما ورَّثَتْنِي أوائلِي

ويرغَبُ عما أورثتْهُ أوائلُهْ

فإنْ كنتَ لم تصبحْ بحظكَ راضياً

فدعْ عنكَ حظي إنني عنك شاغِلُهْ

وأنكحتَ هزالاً خليدةَ بعدما

زعمتَ برأْسِ العينِ أنَّكَ قاتِلُهْ

يُلاعِبُها تحتَ الخباءِ وجارُكمْ

بذي شبرُمانَ لم تزيلْ مفاصلُهْ

وأنكحتهُ رهواً كأنَّ عجانَها

مشقُّ إهابٍ أوسعَ السَّلخَ ناجِلُهْ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي