منتهى الطلب من أشعار العرب/المرقش الأكبر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

المرقش الأكبر

المرقش الأكبر - منتهى الطلب من أشعار العرب

المرقش الأكبر وقال المرقّش الأكبر، وهو عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وقيل عوف وهو عم المرقش الأصغر عمّ طرفة، وهي مفضلية، وقرأتها في جملة المفضليات على شيخي ابن الخشاب رحمه الله:

أمِنْ آلِ أسماءَ الطُّلولُ الدَّوارسُ

تخطِّطُ فيها الطِّيرُ قفرٌ بسابسُ

ذكرتُ بها أسماءَ لو أنَّ وليَها

قريبٌ ولكنْ حبستنِي الحوابِسُ

ومنزلِ ضنكٍ لا أريدُ مبيتَهُ

كأنِي بهِ منْ شدَّةِ الرَّوعِ آنسُ

لتبصرَ عينِي أنْ رأتنِي مكانها

وفي النَّفسِ إنْ خلَّى الطَّريقَ الكواديسُ

وجيفاً وإبساساً ونقْراً وهزَّةً

إلى أن تكلَّ العيسُ والمرءُ حادسُ

ودويَّةٍ غبراءَ قدْ طالَ عهدُها

تهالكُ فيها الوردُ والمرءُ ناعسِ

قطعتُ إلى معرُوفِها منكراتِها

بعيهامةٍ تنسَلُّ واللّيلُ دامسُ

تركتُ بها ليلاً طويلاً ومنزلاً

وموقدَ نارٍ لمْ ترمُهُ القوابِسُ

وتسمعُ تزقاءُ منَ البومِ حولنا

كما ضربتْ بعدَ الهدوءِ النّواقيسُ

فيصبحُ باقي رحلِها حيثُ عرّستْ

منَ اللّيلِ قد دبَّت عليه الرَّوامسُ

وتصبحُ كالدَّوداةِ ناطَ زمامُها

إلى شُعبِ الجوارِي العوانسُ

ولمّا أضاءَ النّارَ عندَ شِوائِنا

عرانا عليها أطلَسُ اللَّونِ بائسُ

نبذْنا إليهِ حزَّةً منْ شِوائنا

حياءً وما فحشِي على منْ أجالِسُ

فآضَ بها جذلانَ ينفضُ رأسَهُ

كما آبَ بالنَّهبِ الكمِيُّ المخالِسُ

وأعرضَ أعلامٌ كأنَّ رؤوسَها

رُؤُسُ جبالٍ في خليجٍ تغامسُ

إذا علَمٌ خلَّفتهُ يهتدي به

بدا علمٌ في الآلِ أغبَرُ طامسُ

تعاللتُها وليسَ طبِّي بدرِّها

وكيفَ التماسُ الدّرِّ والضّرعُ يابسُ

بأسمرَ عالٍ صدرهُ منْ جلازهِ

وسائرُهُ منَ العلاقةِ نائسُ

وقال أيضاً:

ألا بانَ جيرانِي ولستُ بعائفِ

أدانَ بهمْ صرفُ النَّوَى أمْ مخالفي

وفي الحيِّ أبكارٌ سبينَ فؤادَهُ

علالةُ ما زوَّدنَ والحبُّ شاعفي

دقاقُ الخصورِ لم تعفّرْ قُرونُها

لشجوٍ ولم يحضرْنَ حمّى المزالفِ

نواعمُ أبكارٌ سرائرُ بدَّنٌ

حسانُ الوجوه ليّناتُ السّوالفِ

يهدّلنَ في الآذانِ من كلِّ مذْهَبٍ

لهُ ربدٌ يعيا به كلُّ واصفِ

إذا ظعنَ الحيُّ الجميعُ احتبستهمْ

مكانَ النَّديم للنَّجيِّ المساعفِ

فصرنَ شقيّاً لا يبالينَ غيّه

يعوّجْنَ من أعناقِها بالمواقفِ

نشرنَ حديثاً آنساً فوضعنَهُ

خفيضاً فلا يلغَى به كلُّ طائفِ

فلمّا تبنَّى الحيُّ جئنَ إليهمِ

فكانَ النّزولُ في حجورِ النّواصفِ

تنزَّلنَ عن دومٍ تهفُّ متونُهُ

مزيَّنةٌ أكنافُها بالزَّخارِفِ

بودِّكَ ما قومِي على أنْ هجرتُهُمْ

إذا أشجذَ الأقوامَ ريحُ أظائِفِ

وكانَ الرِّقادُ كلَّ قدحٍ مقرَّمٍ

وعادَ الجميعُ نجعةً للزَّعانفِ

جديرونَ ألاَّ يحبسُوا مجتدِيهمِ

للحمٍ وألاّ يدرؤوا قدحَ رادِفِ

عظامُ الجفانِ بالعشيّاتِ والضُّحى

مشاييطُ للأبْدانِ غيرُ التَّوارفِ

إذا يسروا لم يورثِ اليسرُ بينهُمْ

فواحشُ ينعَى ذكرُها بالمصايفِ

فهلْ تبلغنِّي دارِ قوميَ جسرَةٌ

خنوفٌ علنديً جعلدٌ غيرُ شارفِ

سديسٌ عليها كبرةٌ أو بويزلٌ

جماليَّةٌ في سيرها كالتَّقاذُفِ

وقال المرقش الأكبر أيضاً: السريع

هل بالدِّيار أنْ تجيبَ صممْ

لو كان رسمٌ ناطقاً كلَّمْ

الدّارُ قفزٌ والرُّسومُ كما

رقشَ في ظهرِ الأديمْ قلمْ

ديارُ أسماءَ التي تبلَتْ

قلبِي فعينِي ماؤُها يسجَمْ

أضحَت خلاءً نبتُها ثئدٌ

نوَّرَ فيها زهرُهُ واعتمْ

بلْ هلْ شجتكَ الظعنُ باكرةً

كأنَّهنَّ النَّخلُ من ملهَمْ

النَّشْرُ مسكٌ والوُجُوهُ دَنا

نيرُ وأطرافُ الأكفِّ عنمْ

لم يشجُ قلبي ملْ حوادثِ إلا

اَّ صاحبِي المتروكُ في تغلمْ

ثعلبُ ضرّابُ القوانِسِ بالسَّيْ

فِ وهادِي القومِ إذْ أظلَمْ

فاذهبْ فدىً لكَ ابنُ عمِّكَ لا

يخْلُدُ إلاَّ شابةٌ وإرَمْ

لو كانَ حيٌّ ناجياً لنجا

من يومه المزلَّمُ الأعصَمْ

في باذخاتٍ من عمايةَ أو

يرفعُهُ دونَ السّماءِ خيمْ

من دونِهِ بيضُ الأنوقِ وفَو

قهُ طويلُ المنكبينِ أشمْ

يرقاهُ حيثُ شاءَ منهُ وإ

مّا تنسِهِ منيَّةٌ يهرمْ

فغالَهُ ريبُ الحوادِثِ حَ

تْى زلَّ عن أريّادِهِ فحطِمْ

ليسَ على طولِ الحياةِ ندمْ

ومن وراءِ المرءِ ما يعلمْ

يهلِكُ والدٌ ويخلفُ موْ

لودٌ وكلُّ ذي أبٍ يتيمْ

والوالداتُ يستفدْنَ غنىً

ثم على المقدار من تُعقَمْ

ما ذنبنا في أنْ غزا ملكٌ

من آل جفنة حازمٌ مرغِمْ

مقابلٌ بينَ العواتِكِ وال

غلَّفِ لا نكْسٌ ولا توأمْ

حارَبَ واستعوَى قراضِبَةٌ

ليسَ لهمْ ممّا يحازُ نعمْ

بيضٌ مصاليتٌ وجوهُهُمُ

ليستْ مياهُ بحارِهِمْ بعمَمْ

فانقضَّ مثلَ الصَّقرِ يتبَعُهُ

جيشٌ كغلاّنِ الشّريفِ لِهَمْ

إنْ يغضَبُوا يغضبْ لذاكَ كما

ينسلُّ من خرشائهِ الأرقَمْ

فنحنُ أخوالكَ عمرَكَ وال

خالُ لهُ معاظمٌ وحرَمْ

لسنا كأقوامٍ مطاعِمهُمْ

كسبُ الخَنا ونهكةُ المحرَمْ

إنْ يخصِبُوا يعيَوا بخصْبهِمِ

أو يجدبُوا فهُمْ بها ألأمْ

عامَ ترى الطّيرَ دواخِلَ في

بيوتِ قومٍ معهمْ ترتمْ

ويخرجُ الدّخانُ من خللِ ال

سّترِ كلونِ الكودنِ الأصحَمْ

حتّى إذا ما الأرضُ زيّنَها

النّبتُ وجنَّ روضُها وأكمْ

ذاقوا ندامةً فلو أكلُوا

الخطبانَ لم يوجدْ لهُ علقمْ

لكنّنا قومٌ أهابَ بنا

قومُنا عفافةٌ وكرمْ

أموالُنا نقي النُّفوسَ بها

منْ كلِّ ما يدني إليهِ الذّمْ

لا يبعدِ اللهُ التّلبّبَ وال

غاراتِ إذ قالَ الخميسُ نعمْ

والعدوَ بينَ المجلِسيْن إذا

وليَّ العشيُّ وقدْ تنادَى العمْ

يأتي الشَّبابُ الأقورين ولا

تغبطْ أخاكَ أنْ يقالَ حكمْ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي