منتهى الطلب من أشعار العرب/بشامة بن عمرو

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

بشامة بن عمرو

بشامة بن عمرو - منتهى الطلب من أشعار العرب

بشامة بن عمرو وقال بشامة بن عمرو بن حزن بن هلال بن وائلة بن سهم بن مرة، وهي مفضلية وقرأتها علي شيخي أبي محمد بن الخشاب حفظاً:

هجرتَ أُمامةَ هجراً جميلاً

وحمَّلكَ النَّأيُ عبئاً تقيلا

وحمِّلتَ منها على نأيِها

خيالاً يُوافي ونيْلاً قليلا

ونظرةَ ذي شجنٍ وامقٍ

إذا ما الرَّكائبُ جاوزنَ ميلا

أتتْنا تُسائلُ ما بثُّنا

فقلْنا لها قدْ عزمْنا الرَّحيلا

وقلنا لها كنتِ قدْ تعلمينَ

منذُ ثوى الرَّكبُ عنَّا عفولا

فبادَرَتاها بمستعجلٍ

منَ الدَّمعِ ينضحُ خدّاً أسيلا

وما كانَ أكثرَ ما نوَّلتْ

منَ القولِ إلاّ صفاحاً وقيلا

وعذرتُها أنَّ كلُّ امرئٍ

معدٌّ لهُ كلَّ يومٍ شكولا

كأنَّ النَّوى لم تكنْ أصقبتْ

ولمْ تأتْ قومَ أديمٍ حلولا

فقرَّبتُ للرَّحلِ عيرانةً

عذافرةً عنتريساً ذمولا

مداخلةَ الخلقِ مضبورةً

إذا أخذَ الحاقفاتُ المقيلا

لها قردٌ تامكٌ نيُّهُ

تزلُّ الوليَّةُ عنهُ زليلا

تطرَّدُ أطرافَ عامٍ خصيبٍ

ولمْ يدنِ عبدٌ إليها فصيلا

توقَّرُ شازرةٌ طرفَها

إذا ما ثنيتُ إليها الجديلا

بعينٍ كعينِ مفيضِ القداحِ

إذا ما أراغَ يريدُ الحويلا

وحادرةٍ كنَفَيها المسي

حُ تنضحُ أوبرَ شتّاً غليلا

وصدرٍ لها مهيعٌ كالخلي

فِ تخالُ بأنَّ عليهِ شليلا

ومرَّتْ على كشبٍ غدوةً

وحاذتْ بجنبِ أريكٍ أصيلا

توطَّأ أغلظُ حزَّانهِ

كوطءِ القويِّ العزيزِ الذَّليلا

إذا أقبلتْ قلتَ مذعورةٌ

من الرُّمدِ تلحفُ هيقاً ذمولا

وإنْ أدبرتْ قلتَ مشحونةٌ

أطاعتْ لها الرِّيحُ قلعاً جفولا

وإنْ أعرضتْ راءَ فيها البصيرُ

ما لا يكلِّفهُ أنْ يفيلا

يداً سرحاً مائراً ضبعُها

تسومُ وتقدمُ رِجلاً زجولا

وعوجاً تناطحنَ نحنَ المطايا

بهنَّ وتهدي مشاشاً كهولا

تعزُّ المطيَّ جماعَ الطَّريقِ

إذا أدلجَ القومُ ليلاً طويلا

كأنَّ يديْها إذا أرقلتْ

وقدْ جرنَ ثمَّ اهتدينَ السَّبيلا

يدا عائمٍ خرَّ في غمرةٍ

قد أدركهُ الموتُ إلاّ قليلا

وخُبِّرتُ قومي ولمْ آتهمْ

أجدُّوا بأعلى شويسٍ حلولا

فإمَّا هلكتُ ولمْ أتهمْ

فأبلغْ أماثلَ سهمٍ رسولا

فإنْ قومكمْ خيِّروا خصلتيْ

نِ كلتاهما جعلوها عدولا

خزيُ الحياةِ وحربُ الصَّديقِ

وكلاًّ أراهُ طعاماً وبيلا

فإنْ لمْ يكنْ غيرُ إحداهُما

فسيروا إلى الموتِ سيراً جميلا

ولا تقعِدوا وبكمْ منَّةٌ

كفى بالحوادثِ للمرءِ غولا

وحشُّوا الحروبَ إذا أُوقدتْ

رماحاً طوالاً وخيلاً فحولا

ومنْ نسجِ داوودَ موضونةً

ترى للقواضبِ فيها صليلا

ولكنَّكمْ وعطاءَ الرِّها

نِ جرَّتِ الحربُ جلاً جليلا

كثوبِ ابنِ بيضٍ وقاهمْ بهِ

فسدَّ على السَّالكينَ السَّبيلا

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي