منتهى الطلب من أشعار العرب/جحدر بن معاوية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

جحدر بن معاوية

جحدر بن معاوية - منتهى الطلب من أشعار العرب

جحدر بن معاوية وقال جحدر بن معاوية العكلي، وكان من اللصوص من بني محرز بطن من عكل:

تأوبني فبتُّ لها كنيعاً

همومٌ لا تفارقني حوانِ

هيَ العوادُ لا عوادُ قومي

أطلنَ عيادتي في ذا المكانِ

إذا ما قلتُ قد أجلينَ عني

ثنى ريعانهنَّ عليَّ ثانِ

فإنَّ مقرَّ منزلهنَّ قلبي

فإن أنفهتهُ فالقلبُ آنِ

أليس اللهُ يعلمُ أنَّ قلبي

يحبكَ أيها البرقُ اليماني

وأهوى أن أعيدَ إليكَ طرفي

على عدواءَ من شغلٍ وشانِ

نظرتُ وناقتايَ على تعادٍ

مطاوعتا الأزمةِ ترحلانِ

إلى ناريهما وهما قريبٌ

تشوقانِ المحبَّ وتوقدانِ

وهيجني بلحنٍ أعجميٍّ

على غصنينِ من غربٍ وبانِ

فكانَ البانُ أن بانت سليمى

وفي الغربِ اغترابٌ غيرُ دانِ

أليسَ الليلُ يجمعُ أمَّ عمرو

وإيانا فذاكَ بنا تدانِ

بلى ونرى الهلالَ كما تراهُ

ويعلوها النهارُ كما علاني

فما بينَ التفرقِ غيرُ سبعٍ

بقينَ من المحرمِ أو ثمانِ

فيا أخويَّ من جشمِ بن سعدٍ

أقلاَّ اللومَ إن لم تنفعا لي

إذا جاوزتما سعفاتِ هجرٍ

وأوديةَ اليمامةِ فانعياني

إلى قومٍ إذا سمعوا بنعيي

بكى شبانهم وبكى الغواني

وقولا جحدرٌ أمسى رهيناً

يحاذرُ وقعَ مصقولٍ يمانِ

يحاذرُ صولةَ الحجاج ظلماً

وما الحجاج ظلاماً لجانِ

ألم ترني غذيتُ أخا حروبٍ

إذا لم أجنِ كنتُ مجنَّ جانِ

فإن أهلك قربَّ فتىً سيبكي

عليَّ مخضبٍ رخصِ البنانِ

ولم أكُ ما قضيتُ ديونَ نفسي

ولا حقَّ المهندِ والسنانِ

وقال جحدر أيضاً في إبراهيم بن عربي والي اليمامة:

إني أرقتُ لبرقٍ ضافني ساري

كأنَّ في العينِ منهُ مسَّ عوارِ

أو حرَّ فلفلةٍ كانت بها قذيت

لما يرى قشرها عن حرها الباري

إنَّ الهمومَ إذا عادتكَ واردةً

إن لم تفرج لها وردٌ بإصدارِ

كانت عليكَ سقاماً تستكينُ لهُ

وأنصبتكَ لحاجاتٍ وإذكارِ

فصرتُ في السجنِ والحراسُ تحرسني

بعدَ التلصصِ في برٍّ وأمصارِ

وسيرِ حرفٍ تجوبُ الليلَ جافلةً

عومَ السفينةِ في ذي اللجةِ الجاري

يا نفسَ لا تجزعي إني إلى أمدٍ

وكلُّ نفسٍ إلى يومٍ ومقدارِ

وما يقربُ يومي من مدى أملي

فاقني حياءك ترحالي وتسياري

إني إلى أجلٍ إن كنتِ عالمةً

إليهِ ما منتهى علمي وآثاري

للهِ أنتِ فإن يعصمكِ فاعتصمي

وإن كذبتِ فحسبي اللهُ من جارِ

أدعيهِ سراً وناديهِ علانيةً

واللهُ يعلمُ إعلاني وإسراري

وما السعادةُ في الدنيا لذي أملٍ

إنَّ السعيدَ الذي ينجو من النارِ

سقياً لسجنك من سجنٍ وساكنهِ

بديمةٍ من ذهابِ الماءِ مدرارِ

بكلِّ جونٍ رواياهُ مطبعةٌ

واهي العزالي من الجوزاءِ جرارِ

وقد دعوتُ وما آلو لأسمعهُ

أبا الوطيدِ ودوني سجنُ دوارِ

في جوفٍ ذي شرفاتٍ سدَّ مخرجهُ

ببابِ ساجٍ أمينِ القفل صرارِ

أدعوهُ دعوةَ مظلومٍ لينصرني

ثمَّ استغثتُ بذي نعمى وأخطارِ

أشكو إلى الخيرِ إبراهيم مظلمتي

في غيرِ جرمٍ وإخراجي من الدارِ

الدهرَ أرسفُ في كبلٍ أعالجهُ

وحلقةٍ قاربوا فيها بمسمارِ

أدورُ فيهِ نهاري ثمَّ منقلبي

بالليلِ أدهمَ مزرورٌ بأزرارِ

كأنهُ بينَ أستارين قدهما

سراةُ أورقَ مطليٌّ من القارِ

يا أقربَ الناسِ من حمدٍ ومكرمةٍ

وأبعدَ الناسِ من ذمٍّ ومن عارِ

وأعظمَ الناسِ عفواً عندَ مقدرةٍ

وليثَ غابٍ على أعدائهِ ضارِ

وردٌ هزبرٌ يميتُ القرنَ صولتهُ

وضمهُ بين أنيابٍ وأظفارِ

أنعم عليَّ بنعمى منكَ سابغةٍ

من سيبِ أروعَ نفاعٍ وضرارِ

أوفى اليمامةِ من يعلق بذمتهِ

يأخذ يداهُ بحبلٍ غيرِ خوارِ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي