منتهى الطلب من أشعار العرب/حاجز بن عوف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

حاجز بن عوف

حاجز بن عوف - منتهى الطلب من أشعار العرب

حاجز بن عوف وقال حاجز بن عوف بن الحارث بن الأخثم بن عبد الله بن ذهل بن مالك بن سلامان بن مفرج:

سألتُ فلمْ تكلِّمني الرُّسومُ

فظلتُ كأنَّني فيها سقيمُ

بقارعةِ الغريفِ فذاتِ مشيٍ

إلى العصداءِ ليسَ بها مقيمُ

منازلُ عذبةِ الأنيابِ خودٍ

فما إنْ مثلُها في النَّاسِ نيمُ

فأمَّا إنْ صرفتُ فغيرُ بغضٍ

ولكنْ قد تعدِّيني الهمومُ

عَداني أنْ أزوركِ حربُ قومٍ

كجمرِ النَّارِ ثاقبةٌ عذومُ

عذومٌ ينكلُ الأعداءُ عنها

كأنَّ صلاتها الأبطالَ هيمُ

فلستُ بآمرٍ فيها بسلمٍ

ولكنِّي على نفسي زعيمُ

قتلنا ناجياً بقتيلِ فهمٍ

وخير الطَّالبِ التِّرةَ الغشومُ

بغزوٍ مثلِ ولغِ الذِّئبِ حتَّى

ينوءَ بصاحبي ثارٌ منيمُ

ولمَّا أنْ بدتْ أعلامُ ترجٍ

وقالَ الرَّابئانِ بدتْ رتومُ

وأعرضتِ الجبالُ السُّودُ خلفي

وخينفُ عنْ شمالي والبهيمُ

أممتُ بها الطَّريقَ فويقَ نعلٍ

ولمْ أُقسمْ فتربثَني القسومُ

ومرقبةٍ نميتُ إلى ذُراها

يقصِّرُ دونَها السَّبطُ الوسيمُ

علوتُ قذالَها وهبطتُ منها

إلى أُخرى لقلّتها طميمُ

فلمْ يقصرْ بها باعي ولكنْ

كما تنقضُّ ضاريةٌ لحومُ

منُ النّمرِ الظُّهورِ كأنَّ فاها

إذا أنحتْ على شيءٍ قدومُ

وليلةِ قرَّةٍ أدلجتُ فيها

يحرِّقُ جلدَ ساقيَّ الهشيمُ

فأصبحتِ الأناملُ قدْ أُبينتْ

كأنَّ بنانَها أنفٌ رثيمُ

تراها منْ وثامِ الأرضِ سوداً

كأنَّ أصابعَ القدمينِ شيمُ

ورجْلٍ قدْ لففتهمُ برجْلٍ

عليهمِ مثلُ ما نُثر الجريمُ

يصيبُ مقاتلَ الأبطالِ منهمْ

قحيطُ الطَّعنِ والضَّربُ الخذيمُ

كمعمعةِ الحريقةِ في أباءٍ

تشبُّ ضرامَها ريحٌ سمومُ

وردتُ الموتَ بالأبطالِ فيهمْ

إذا خامَ الجبانُ فلا أُخيمُ

ومعتركٍ كأنَّ القومَ فيهمْ

تملُّ جلودَ أوجههمْ جحيمُ

صليتُ بحرَّهِ وتجنَّبتهُ

رجالٌ لا يناطُ بها التَّميمُ

إذا أنسى الحياءَ الرَّوعُ نادَوا

ألا يا حبَّذا الأنسُ المقيمُ

وقال حاجز أيضاً:

لمن طللٌ بعتمةَ أو حفارِ

عفتهُ الرِّيحُ بعدكَ والسَّواري

عفتهُ الرِّيحُ واعتلجتْ عليهِ

بأكدرَ منْ ترابِ القاعِ جارِ

فلأياً ما يبينُ رثيدُ نؤيٍ

ومرسَى السُّفلَيينِ من الشِّجارِ

ومبركِ هجمةٍ ومصامِ خيلٍ

صوافِنَ في الأعنَّةِ والأواري

ألا هل أتاكَ والأنباءُ تنْمي

طوالعَ بينَ مبتكرٍ وسارِ

بمحبسنا الكتائبِ إنَّ قومي

لهمْ زندٌ غداةَ النَّاسِ وارِي

إذا نادَوا عوادِ تعودُ منَّا

عباهلةٌ سيوفهمُ عوارٌ

فأبلغْ قسعةَ الجُشميَّ عنِّي

كفيلَ الحيِّ أيّامَ النِّفارِ

بآيةَ ما أجزتهمُ ثلاثاً

بقينَ وأربعاً بعدَ السِّرارِ

فجاءتْ خثعمٌ وبنو زبيدٍ

ومذحجُ كلُّها وابنا صحارِ

وجمعٌ من صداءٍ قد أتانا

ودُعميٌّ وجمعُ بني شعارِ

فلمْ نشعرْ بهمْ حتَّى أتونا

كحِميرَ إذ أناختْ بالجمارِ

فقامَ مؤذِّنٌ منّا ومنهمْ

لدى أبياتنا سوري سوارِ

كأنَّا بالمضيقِ وقد ثرونا

لدى طرفِ الأُصيحرِ ضوءُ نارِ

فقالوا يالَ عبسٍ نازعوهمْ

سجالَ الموتِ بالأسلِ الحرارِ

فقلنا يالَ يرفى ماصعوهمْ

فرارَ اليومِ فاضحةَ الذِّمارِ

فأمّا تعقروا فرسي فإنِّي

أقدِّمها إذا كثرَ التَّغاري

وأحملها على الأبطالِ إنِّي

على يومِ الكريهةِ ذو اصطبارِ

صليتُ بغمرةٍ فخرجتُ منها

كنصلِ السَّيفِ مختضبَ الغرارِ

كأنَّ الخيل إذ عرفت مقامي

تفادى عن شتيمِ الوجهِ ضارِ

أكفِّئهمْ وأضربهمْ ومنِّي

مشلشلةٌ كحاشيةِ الإزارِ

وأعرضَ جاملٌ عكرٌ وسبيٌ

كغزلانِ الصَّرائمِ من نجارِ

فلم أبخلْ غداتئذٍ بنفسي

ولا فرسي على طرفِ العيارِ

نضاربُ بالصَّفائحِ من أتانا

وأُخراهمْ تملأُ بالفرارِ

ألا أبلغْ غزيِّلَ حيثُ أضحى

أحقّاً ما أُنبَّأُ بالفخارِ

فإنَّكَ والفخار بآلِ كعبٍ

كمن باهى بثوبٍ مستعارِ

وذاتِ الحجلِ تبهجُ أن تراهُ

وتمشي والمسيرُ على حمارِ

أرينا يومَ ذلك من أتانا

بذي الظُّبةِ الكواكبَ بالنَّهارِ

فلو كنَّا المغيرةَ قد أفأنا

المؤبَّلَ والعقائلَ كالعرارِ

أبا ثورٍ سجاحِ فإنَّ دعوى

تخالفُ ما أبيتَ عصيمُ عارِ

فلولا أن تداركَ جريُ صهوي

كلومٌ مثلُ غائلةِ النِّفارِ

لردَّ إليكَ شاكلةً بتيراً

حسامٌ غيرُ مستلمٍ قُطارِ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي