منتهى الطلب من أشعار العرب/زهير بن جناب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

زهير بن جناب

زهير بن جناب - منتهى الطلب من أشعار العرب

زهير بن جناب وقال زهير بن جناب بن هبل أحد بني عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف ابن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب:

أمنْ آلِ سلمى ذا الخيالُ المؤرِّقُ

وقد يمقُ الطَّيفَ الطَّروبُ المشوَّقُ

وأنَّى اهتدتْ سلمى وسائلَ بيننا

وما دونها من مهمهِ الأرضِ يخفقُ

فلمْ ترَ إلاّ هاجعاً عندَ حرَّةٍ

على ظهرها كورٌ عتيقٌ ونمرقُ

فلمَّا رأتني والطَّليحَ تبسَّمتْ

كما انهلَّ أعلى عارضٍ يتألَّقُ

فحيَّاكِ ودٌّ زوِّدينا تحيَّةً

لعلَّ بها عانٍ من الكبلِ يطلقُ

فردَّتْ سلاماً ثمَّ ولَّتْ بحلفةٍ

ونحنُ لعمري يا ابنةَ الخيرِ أشوقُ

فيا طيبَ ماريَّا ويا حسنَ منظرٍ

لهوتُ بهِ لو أنَّ رؤياكِ تصدقُ

ويوماً بابليٍّ عرفتُ رسومها

وقفتُ عليها والدُّموعُ ترقرقُ

فكادت تبينُ الوحيَ لما سألتها

فتخبرنا لو كانتِ الدَّارُ تنطقُ

فيا رسمَ سلمى هجتَ للعينِ عبرةً

وحزنا سقاكِ الوابلُ المتبعِّقُ

ألمْ تذكري إذ عيشنا بكِ صالحٌ

وإذ أهلنا ودٌّ ولم يتفرَّقوا

ولمَّا اعتليتُ الهمَّ عدَّيتُ جسرةً

زِورَّةَ أسفارٍ تخبُّ وتعنقُ

جماليَّة أمَّا السِّنامُ فسامكٌ

وأما مكانُ الرِّدفِ منها فمحنقُ

شويفيةُ النَّابين لم يغذُ درُّها

فصيلاً ولم يحملْ عليها موسِّقُ

إذا قلتُ عاجٍ جلَّحتْ مشمعلَّةً

كما ارمدَّ أدفي ذو جناحينِ نقنقُ

أبى قومنا أن يقبلوا الحقَّ فانتهوا

إليه وأنيابٌ من الحربِ تحرقُ

فجاءوا إلى رجراجةٍ متمئرَّةٍ

يكادُ المرنِّي نحوها الطَّرفَ يصعقُ

دروعٌ وأرماحٌ بأيدي أعزَّةٍ

وموضونةٍ مما أفادَ محرِّقُ

وخيلٍ جعلناها دخيلَ كرامةٍ

عقاداً ليوم الحربِ تحفى وتغبقُ

فما برحوا حتَّى تركنا رئيسهمْ

تعفَّرُ فيه المضرحيُّ المذلقُ

فكائنْ ترى من ماجدٍ وابن ماجدٍ

به طعنةٌ نجلاءُ للوجهِ تشهقُ

فلا غروَ إلاّ يومَ جاءتْ عطينةٌ

ليستلبوا نسوانها ثمَّ يعنقوا

موالي يمينٍ لا موالي عتاقةٍ

أشابةُ حيٍّ ليسَ فيهمُ موفَّقُ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي