منتهى الطلب من أشعار العرب/عوف بن الأحوص

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

عوف بن الأحوص

عوف بن الأحوص - منتهى الطلب من أشعار العرب

عوف بن الأحوص وقال عوف بن الأحوص الكعبي، وهي مفضلية قرأتها على شيخي ابن الخشاب:

هدمتِ الحياضُ فلم يغادر

لحوضٍ من نصابيهِ إزاءُ

لخولةَ إذ همُ مغنىً لأهلي

وأهلكِ ساكنونَ معاً رياءُ

فلأياً ما تليقُ رسوم دارٍ

وما أبقى منَ الحطبِ الصلاءُ

وإني والذي حجت قريشٌ

محارمهُ وما جمعت حراءُ

وشهرِ بني أميةَ والهدايا

إذا حبست مضرجها الدماءُ

أذمكَ ما ترقرقَ ماءُ عيني

عليَّ إذن من اللهِ العفاءُ

أقرُّ بحبكم ما دمتُ حياً

وألزمهُ وإن بلغَ الفناءُ

ولا تتعوجوا في الحلمِ عمداً

كما يتعوجُ العودُ السراءُ

ولا أفتي لكم من دونِ حقٍّ

فأبطلهُ كما بطلَ الحجاءُ

فإني والحكومةَ يا ابنَ كلبٍ

عليَّ وإن تكفنني سواءُ

خذوا دأباً بما أثايتُ فيكم

فليسَ لكم على دأبٍ علاءُ

وليسَ لسوقةٍ فضلٌ علينا

وفي أشياعكم لكمُ بواءُ

فهل لكَ في بني حجرِ بن عمرو

فتعلمهُ وأجهلهُ ولاءُ

أو العنقاءِ ثعلبةَ بن عمرو

دواءُ القومِ للكلبى شفاءُ

وما إن خلتكم من آلِ نصرٍ

ملوكاً والملوكُ لهم غلاءُ

ولكن نلتَ مجدَ أبٍ وخالٍ

وكانَ إليهما ينمي العلاءُ

أبوكَ بجيدٌ والمرءُ كعبٌ

فلم تظلم بأخذك ما تشاءُ

ولكن معشرٌ من جذمِ قيسٍ

عقولهمُ الأباعرُ والرعاءُ

وقد شجيت أنِ استمسكتُ منها

كما يشجى بمسعرهِ الشواءُ

قتاةُ مذربٍ أكرهتُ فيها

شراعياً مقالمهُ ظماءُ

وقال أيضاً وهي مفضلية وقرأتها على شيخي ابن الخشاب:

ومستنبحٍ يخشى القواءَ ودونهُ

من الليلِ بابا ظلمةٍ وستورها

رفعتُ لهُ ناري فلما اهتدى لها

زجرتُ كلابي أن يهرَّ عقورها

فلا تسأليني وأسألي ما خليقتي

إذا ردَّ عافي القدرِ من يستعيرها

وكانوا قعوداً حولها يرقبونها

وكانت فتاةُ الحيِّ ممن ينيرها

ترى أنَّ قدري لا تزالُ كأنها

لذي القرةِ المقرورِ أمٌّ يزورها

مبرزةً لا يجعلُ السترُ دونها

إذا أخمدَ النيرانُ لاحَ بشيرها

إذا الشولُ راحت ثمَّ لم تفدِ لحمها

بألبانها ذاقَ السنانَ عقيرها

وإني لتراكُ الضغينةِ قد بدا

ثراها من المولى فما استثيرها

تسوقُ صريمٌ شاءها من جلاجلٍ

إليَّ ودوني ذاتُ كهفٍ وقورها

إذا قيلتِ العوراءُ وليتُ سمعها

سواي ولم أسأل بها ما دبيرها

فماذا نقمتم من بنينَ وسادةٍ

بريءٍ لكم من كلِّ غمرٍ صدورها

همُ رفعوكم بالسماءِ فكدتمُ

تنالونها لو أنَّ حياً يطورها

ملوكٌ على أنَّ التحيةَ سوقةٌ

ألاياهمُ يوفى بها ونزورها

فإلاَّ يكن مني ابنُ زحرٍ ورهطهُ

فمني رياحٌ عرفها ونكيرها

وكعبٌ فإني لابنها وحليفها

وناصرها حيثُ استمرَّ مريرها

لعمري لقد أشرفتُ يومَ عنيزةٍ

على رغبةٍ لو شدَّ نفساً ضميرها

ولكنَّ هلكَ المرءِ ألاَّ تمرهُ

ولا خيرَ في ذي مرةٍ لا يغيرها

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي