منتهى الطلب من أشعار العرب/قيس بن الخطيم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

قيسُ بن الخطيم

قيسُ بن الخطيم - منتهى الطلب من أشعار العرب

قيسُ بن الخطيم وقال قيسُ بن الخطيم بن عبد بن عمرو بن سوادة بن ظفر الأنصاري: الطويل

تذكرْ ليلى حُسْنَها وصفاءها

وبانتْ فأمْسَى ما ينالُ لقاءَها

ومثلكِ قدْ أصبيتُ ليْسَتْ بكنةٍ

ولا جارةٍ أفضتْ إليَّ خباءها

إذا ما اصطبحتُ أربعاً خطَّ مئزري

وأتبعتُ دلوي في السماحِ رشاءها

ثأرْتُ عدياً والخطيمَ فلمْ أضعْ

وصيةَ أشياخٍ جعلْتُ إزاءها

ضربتُ بذي الزرينِ ربقَةَ مالكٍ

فأبتُ بنفسٍ قدْ أصبتُ شفاءها

وسامحني فيها ابنُ عمرو بن عامرٍ

خداشٌ فأدى نعمةً وأفاءها

طعنتُ ابنَ عبدِ القيسِ طعنةَ ثائرٍ

لها نفذٌ لولا الشعاعُ أضاءها

ملكتُ بها كفي فأنهرتُ فتقها

يرى قائماً من دونها ما وراءها

يهونُ عليَّ أنْ تردَّ جراحهُ

عيونَ الأواسِي إذْ حمدتُ بلاءها

وكنتُ امرءاً لا أسمعُ الدهْرَ سبَّةً

أسبُّ بها إلا كشفتُ غطاءها

وإنيّ في الحرابِ الضروسِ موكلٌ

بإقدامِ نفسٍ لا أريدُ بقاءها

إذا سقمتْ نفسِي إلى ذي عداوةٍ

فإني بنصلِ السيفِ باغٍ دواءها

متى يأتِ هذا الموتُ لمْ تلقَ حاجةً

لنفسِيَ إلاَّ قدْ قضيتُ قضاءها

وكانتَ شجاً في الحلقِ ما لمْ أبؤْ بها

فأبْتُ بنفسٍ قدْ أصبْتُ دواءها

وقدْ جربتْ منّا لدى كلِّ مأقِطٍ

دُحَيٌّ إذا ما الحرْبُ ألْقَتْ رداءها

وإنّا إذا ما ممترُو الحرْبِ بلحُوا

نقيمُ بآسادِ العرينِ لواءها

ونلحقها مبسورةً ضيزنيةً

بأسيافنا حتى نذلَّ إباءها

وإنا منعنا في بعاث نساءنا

وما منعتْ ملْ مخزياتِ نساءها

وقال قيسٌ:

أجدَّ بعمرةَ غنيانُها

فتهجرُ أمْ شأنُنا شأنُها

وعمرةُ منْ سرواتِ النسا

ءِ ننفحُ بالمسكِ أردانُها

فإنْ تُمْسِ شطَّتْ بها دارُها

وباحَ لكَ اليومَ هجرانُها

فما رَوْضَةٌ من رِياضِ القطا

كأنَّ المصابيحَ حوذانُها

بأحسنَ منْها ولا مُزْنَةٌ

دلوحٌ تكشفَ أدجانُها

ونحنُ الفوارِسُ يومَ الربي

ع قدْ علمُوا كيفَ فرسانُها

جنبنا الحربَ وراءَ الصري

خِ حيثُ تقصفَ مرانُها

تراهنَّ يخلجنَ خلجَ الدلا

ءِ تختلجُ النزْعَ أشطانُها

ولاقَى الشقاءَ لدَى حربنا

دُحَيٌّ وعوفٌ وأعوانُها

رددنا الكتيبةَ مفلولَةً

بها أفنُها وبها ذانُها

وقدْ علمونِي متى أنبعثْ

على مثلِها تذكُ نيرانُها

ولولا كراهةُ سفكِ الدماءِ

لعادَ ليثربَ أديانُها

ويثربُ نعلمُ أنَّ النبي

تَ راس َ بيثربَ ميزانُها

حسانُ الوجوهِ حدادُ السيو

فِ يبتدرُ المجدَ شبانُها

وبالشوطِ من يثربٍ أعبدٌ

سيهلكُ في الخمرِ أثمانُها

يهونَ على الأوْسِ أتلافُهمْ

إذا راحَ يخطرُ نشوانُها

أتتهمْ عرانينُ من مالكٍ

سراعٌ إلى الروعِ فتيانُها

فلما استقلَّ كليْثِ الغري

فِ زانَ الكتيبةَ أعوانُها

وقدْ علموا أنّما فلهُمْ

حديدُ النبيتِ وأعيانُها

وقال قيسٌ أيضاً: الطويل

أتعرفُ رسماً كاطرادِ المذاهبِ

لعمرةَ وحشاً غيرَ موقفِ راكبِ

ديارَ التي كانتْ ونحنُ على منًى

تحلُّ بنا لولا نجاءُ الركائِبِ

تبدَّتْ لنا كالشمسِ تحتَ غمامةٍ

بدا حاجبٌ منها وضنتْ بجانبِ

ولمْ أرها إلا ثلاثاً على منًى

وعهدِي بها عذراءُ ذاتُ ذوائبِ

ومثلكِ قدْ أصبيتُ ليستْ بكنةٍ

ولا جارةٍ ولا حليلةِ صاحبِ

دعوتُ بنِي عوفٍ لحقنِ دمائِهمْ

فلما أبوا سامحتُ في حربِ حاطبِ

وكنتُ امرءاً لا أبعثُ الحربَ ظالماً

فلما حموا أشعلتُها كلَّ جانبِ

أربتُ بدفع الحربِ حتى رأيتُها

عنِ الدفعِ لا تزدادُ غيرَ تقاربِ

أتتْ عصبٌ ملْ أوسِ تخطرُ بالقنا

كمشي الليوثِ في رشاشِ الأهاضيبِ

فإذْ لم يكنْ عنْ غايةِ الحربِ مدفعٌ فأهلاً بها إذْ لمْ تزلْ في المراحبِ

فلما رأيتُ الحربَ حرباُ تجدَّدَتْ

لبستُ مع البردينِ ثوبَ المحاربِ

مضاعفةٌ يغشَى الأناملَ فضلُها

كأنَّ قتيرَها عيونُ الجنادِبِ

رجالٌ متى يدعوْ إلى الموتِ يرقلُوا

إليهِ كأرقالِ الجمالِ المصاعبِ

إذا فزعوا مدوا إلى الليلِ صارخاً

كموجِ الأتيِّ المزبدِ المتراكبِ

ترى قصدَ المرانِ تهوِي كأنها

تذرعُ خرصانٍ بأيدِي الشواطِبِ

وأضربهمْ يومَ الحديقةِ حاسراً

كأنَّ يدي بالسيفِ مخراقُ لاعبِ

صبحناهمُ الآطامَ حولَ مزاحمٍ

قوانِسَ أولَى بيضها كالكواكبِ

لو أنكَ تلقِي حنظلاً فوقَ بيضها

تدحرجَ عنْ ذي سامهِ المتقاربِ

إذا ما فررنا كانَ أسوا فرارِنا

صدودَ الخدودِ وازورارَ المناكبِ

صدُودُ الخدودِ والقنا متشاجرٌ

ولا تبرحُ الأقدامُ عندَ التضاربِ

إذا قصرتْ أسيافُنا كانَ وصلُها

خطانا إلى أعدائنا للتضارب

ويومَ بعاثٍ أسلَمَتْنا سيوفنا

إلى نسبٍ في جذْمِ غسانَ ثاقبِ

يعرينَ بيضاً حينَ نأتِي عدونا

ويغمدنَ حمراً ناحلاتِ المضاربِ

أطاعَتْ بنو عوفٍ أميراً نهاهمُ

عنِ السلمِ حتى كانَ أولَ واجبِ

عجبتُ لعوفٍ إذْ تقولُ سراتُهُمْ

ويرمِينَ دفعاً ليتنا لمْ نحاربِ

صبحناهُمُ شهباءَ يبرُقُ بيضُها

تبينُ خلاخيلَ النساءِ الهوارِبِ

أصابتْ سراةً ملْ أغرَّ سيوفنا

وغودِرَ أولادُ الإماءِ الحواطِبِ

ومنا الذي آلى ثلاثينَ ليلةً

عنِ الخمرِ حتى زاركمْ في الكتائبِ

رضيتُ لهمْ إذْ لا يريمونَ قعرَها

إلى عازِبِ الأموالِ إلاَّ بصاحبِ

فلولا ذرَى الآطامِ قدْ تعلمُونَهُ

وتركُ الفضا شردتُهُمْ في الكواعبِ

ولمْ يمنعوا منا مكاناً نريدُه

لهمْ محرزٌ إلاَّ ظهورُ المشارِبِ

فهلاَّ لدى الحربِ العوانِ صبرتُمُ

لوقعتنا والبأسُ صعبُ المراكبِ

ظأرناكمُ بالبيضِ حتى لأنتمُ

أذلُّ من السقبانِ بينَ الحلائبِ

ولما هبطنا الحربَ قالَ أميرُنا

حرامٌ علينا الخمرُ إنْ لمْ نضارِبِ

فسامحهُ منا رجالٌ أعزةٌ

فما برحوا حتى أحلتْ لشاربِ

فليتَ سويداً راءَ منْ خرَّ منهمُ

ومنْ فرّ إذْ يحدُوهُمُ كالجلائبِ

فأبنا إلى أبياتنا ونسائِنا

وما منْ تركنا في بعاثَ بآئبِ

ولوْ غبتُ عن قومِي كفتنِي عشيرتِي

ويومُ بعاثٍ كانَ يومَ الثعالِبِ

وقال قيس أيضاً: السريع

ردَّ الخليطُ الجمالَ فانصرفُوا

ماذا عليهمْ لو أنهمْ وقفوا

لوْ وقفوا ساعةً نسائلهمْ

ريثَ يضحِّي جمالهُ السلَفُ

فيهمْ لعوبُ العشاءِ آنسَةُ ال

دَّلِّ عروبٌ يسوءها الخلفُ

بينَ شكول النساءِ خلقتُها

قصدٌ فلا جبلةٌ ولا قصفُ

تغترقُ الطرفَ وهيَ لاهيةٌ

كأنما شفَّ وجهها نزفُ

قضى لها اللهُ حينَ يخلقُها ال

خالِقُ ألاَّ يكنِّها سدَفُ

تنامُ عنْ كبرِ شأنِها فإذا

قامتْ رويداً تكادُ تنغرفُ

حوراءُ جيداءُ يستضاءُ بها

كأنها خوطُ بانةٍ قضفُ

تمشي كمشْي الزهراءِ في دمثِ ال

رملِ إلى السهلِ دونهُ الجرُفُ

ولا تغثُّ الحديثَ ما نطقَتْ

وهوَ بفيها ذو لذةٍ طرفُ

تخزنُهُ وهوَ مشتهًى حسَنٌ

وهيَ إذا ما تكلمَتْ أنفُ

كأنَّ لباتِها تبدِّدُها

هزلَى جرادٌ أجوازُهُ جلفُ

كأنَّها درةٌ أحاطَ بها ال

غواصُ يجلو عنْ وجهها الصدفُ

واللهِ ذي المسجدِ الحرامِ وما

جللَ من يمنةٍ لها خنفُ

إني لأهواكِ غيرَ ذي جنفٍ

قد شفَّ منِّي الأحشاءُ والشعفُ

بلْ ليتَ أهلِي وأهلَ أثلَةَ في

دارٍ قريبٍ من حيثُ تختلفُ

أيهاتَ منْ أهلهُ بيثربَ قدْ

أمسَى ومن دونِ أهلِهِ سرفُ

يا ربِّ لا تبعدنْ ديارُ بنِي

عذرةَ حيثُ انصرَفْتُ وانصرفُوا

أبلغْ بني جحجبَى وقومهُمُ

خطفَة أنّا وراءَهُمْ أنفُ

وأننا دونَ ما نسومُهمُ الأع

داءُ منْ ضيمِ خطةٍ نكفُ

نفلِي بحدِّ الصفيحِ هامهُمُ

وفليُنا هامهمْ بها عنفُ

إذا بدَتْ غدوةً جباهُهمُ

حنتْ إلينا الأرحامُ والصحفُ

كقيلنا للمقدمينَ قفوا

عن شأوكُمْ والحرابُ تختلفُ

نتبعُ آثارَها إذا اختلجتْ

سخنَ عبيطٍ عروقُهُ تكفُ

قالَ لنا الناسُ معشَرٌ ظفرُوا

قلنا فأنَّى بقومِنا خلفُ

لنا معَ أجامنا وحوزتِنا

بينَ ذراها مخارفٌ دلفُ

يذبُّ عنهنَّ سامرٌ مصعٌ

سودُ الغواشِي كأنَّها عرفُ

وقال قيس: الطويل

تروحْ من الحسناءِ أمْ أنتَ مغتدِي

وكيفَ انطلاقُ عاشِقٍ لمْ يزودِ

تراءَتْ لنا يومَ الرحيلِ بمقلتيْ

غريرٍ بملتفٍّ من السدرِ مفردِ

وجيدٍ كجيدِ الرئمْ ضافٍ يزينهُ

توقدُ ياقوتٍ وفضلُ زبرْجَدِ

كأنَّ الثريا فوقَ ثغرةِ نحرِها

توقدُ في الظلماءِ أيَّ توقدِ

ألاَّ إنَّ بَينَ الشرعَبِيِّ وراتجٍ

ضراباً كتخذيمِ السيالِ المعضدِ

لنا حائطانِ الموتُ أسفلُ منها

وجمعٌ متى يصرخْ بيثربَ يصعدِ

ترى اللابَةَ الحمراءَ يسودُّ لونها

ويسهُلُ منها كلُّ ريعهٍ وفدفَدِ

لعمرِي لقدْ حالفتُ ذبيانَ كلها

وعبساً على ما في الأدِيم الممدَّدِ

وأقبلتُ من أهلِ الحجازِ بحلبَةٍ

تغصُّ الفضاءَ كالقنا المتبددِ

تحملتُ ما كانتْ مزينةُ تشتكِي

منَ الظلمِ في الأحلافِ حملَ التغمدِ

أرَى كثرةَ المعروفِ يورِثُ أهلَهُ

وسوَّدَ عصرُ السوءِ غيرَ المسوَّدِ

إذا المرءُ لمْ يشبهْ أباهُ وجدَّهُ

وأفحمَ إفحاماً فلمَ يتشدَّدِ

إذا المرءُ لم يفضلْ ولمْ يلقَ نجدةً

معَ القومِ فليقعدْ بصغرٍ ويبعدِ

وإني لأغنَى الناسِ عن متكلفٍ

يرى الناسَ ضلالاً وليْسَ بمهتَدِي

كثيرُ المنَى بالزادِ لا خيرَ عندَهُ

إذا جاعَ يوماً يشتكيهِ ضُحى الغدِ

نشا غمراً بوراً شقيّاً ملعناً

ألدَّ كأنَّ رأسَهُ رأسُ أصيدِ

وذِي شيمةٍ غراءَ يسخطُ شيمتِي

أقولُ لهُ دعنِي ونفسكَ فارشدِ

فما المالُ والأحلامُ إلاَّ معارَةٌ

فما اسطَعْتَ من معروفِها فتزودِ

متى ما تقدْ بالباطلِ الحقَّ يأْبَهُ

وإن قدْتَ بالحقِّ الَّرواسِي تنقدِ

إذا ما أتيتَ الأمرَ من غيرِ بابهِ

ضللتَ وإنْ تدخُلْ من البابِ تهتدِي

فمن مبلغٌ عني شريكَ بنَ جابرٍ

رسولاً إذا ما جاءهُ وابنَ مرثدِ

فأقسمتُ لا أعطِي يزيدَ رَهينةً

سوى السيفَ حتى لا تنوءَ لهُ يدِي

فلا يبعدنَّ اللهُ عبدَ بنَ نافذٍ

ومن يعلُهُ رُكنٌ من التُّرْبِ يبعدِ

آخر المختار من شعر قيس بن الخطيم وهو مُقِل^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي