منتهى الطلب من أشعار العرب/ليلى الأخيلية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

ليلى الأخيلية

ليلى الأخيلية - منتهى الطلب من أشعار العرب

ليلى الأخيلية وقالت ليلى الأخيلية وهي ليلى بنت حذيفة بن شداد بن كعب بن معاوية بن عبادة بن عقيل وكعب بن معاوية هو الأخيل: الطويل

طربتُ وما هذا بساعةِ مطربِ

إلى الحيِّ حلوا بين عاذٍ فجبجبِ

قديماً فأمستْ دراهم قد تلعبتْ

بها خرقاتُ الريحِ من كلِّ ملعبِ

وكم قدْ رأى رائيهم ورأيتُهُ

بها لِي منْ عمٍّ كريمٍ ومنْ أبِ

فوارسُ من آلِ النفاضةِ سادةٌ

ومن آل كعبٍ سؤددٌ غير معقبِ

وحيِّ حريدٍ قد صبحنا بغارةٍ

فلم يمسِ بيتٌ منهمُ تحتَ كوكبِ

شننَّا عليهم كلَّ جرداءَ شطْبةٍ

لجوجٍ تباري كلَّ أجردَ شرجبِ

أجشُّ هزيمٌ في الخبارِ إذا انتحى

هواديَ عطفيهِ العنانُ مقربِ

لوحشيها من جانبي زفيانها

خفيفٌ كخذروفِ الوليد المثقبِ

إذا جاشَ بالماءِ الحميمِ سجالها

نضخنَ به نضخَ المزادِ المسربِ

فذرْ ذا ولكني تمنيتَ راكباً

إذا قالَ قولاً صادقاً لم يكذبِ

لهُ ناقةٌ عندِي وساعٌ وكورُها

كلا مرفقيها عن رحاها بمجنبِ

إذا حركتَها رجلهُ جنحتْ بهِ

جنوحَ القطاةِ تنتحي كلَّ سبسبِ

جنوحَ قطاةِ الوردِ في عصبِ القطا

قربنَ مياهَ النهي منْ كلِّ مقربِ

فغادينَ بالأجزاعِ فوقَ صوائقٍ

ومدفعِ ذاتِ العينِ أعذَبَ مشربِ

فظلنَ نشاوَى بالعيونِ كأنها

شروبٌ بدتْ عن مرزبانٍ محجبِ

فنالتْ قليلاً شافياً وتعجلتْ

لبادٍ لها بين الشباكِ وتنضبِ

تبيتُ بموماةٍ وتصبحُ ثاوياً

بها في أفاحيصِ الغويِّ المعصبِ

وضمتْ إلى جوفٍ جناحاً وجؤجؤاً

وناطتْ قليلاً في سقاءٍ محببِ

إذا فترتْ ضربَ الجناحينِ عاقبتْ

على شزنيها منكباً بعد منكبِ

فلمَّا أحسَّا جرسَها وتضوَّرا

وأوبتَها من ذلك المتأوبِ

تدلتْ إلى حُصِّ الرؤوسِ كانها

كراتُ غلامٍ من كساءٍ مرنبِ

فلما انجلتْ عنها الدُّجى وسقتهما

ضبيبَ سقاءٍ نيطَ لما يخربِ

غدتْ كنواةِ القسبِ عنها وأصبحتْ

تراطنُها ذريَّةٌ لم تعربِ

ولي في المُنى ألا يعرجَ راكبي

ويحبسَ عنها كلَّ شيءٍ متربِ

ويفرجُ بوابٌ لها عن مناخها

بإقليدهِ بابَ الرتاجِ المضببِ

إذا ما أنيختء بابنِ مروان ناقتي

فليسَ عليها للهبانيقِ مركبِ

أدلتْ بقربي عندهُ وقضى لها

قضاءً فلم ينقض ولم يتعقبِ

فإنكَ بعد اللهِ أنتَ أميرُها

وقنعانها في كلِّ خوفٍ ومرغبِ

فتقضي فلولا أنهُ كلُّ ريبةٍ

وكلُّ قليلٍ من وعيدِكِ مرهبي

إذا ما ابتغى العادي الظلومُ ظلامةً

لديَّ وما استجلبتَ للمتجلبِ

تبادرُ أبناءَ الوشاةِ وتبتغي

لها طلباتِ الحقِّ من كلِّ مطلبِ

إذا أدلجتْ حتى ترى الصبحَ واصلَتْ

أديمَ نهارِ الشمسِ ما لم تغيبِ

فلمَّا رأتْ دارَ الأميرِ تحاوصتْ

وصوتَ المنادي بالأذانِ المثوبِ

وترجيعُ أصواتِ الخصومِ يردَّها

سقوفُ بيوتٍ في طمارٍ مبوبِ

يظلُّ لأعلاها دويٍّ كأنهُ

ترنمُ قارِي بيتِ نحلٍ مجوبِ

وقالت ليلى ترثي توبة بن الحمير الخفاجي: الطويل

نظرتُ ودوني من عماية منكبٌ

وبطنِ الركاءِ أيَّ نظرةَ ناظرِ

لأونسَ إنْ لمْ يقصرِ الطرفُ دونهم

فلم تقصرِ الأخبارُ والطرفُ قاصري

فوارسَ أجلَى شأوها عن عقيرةٍ

لعاقرها فيها عقيرةُ عاقرِ

فآنستُ خيلاً بالرواقِ مغيرةً

أوائلهُا مثلُ القَطا المتواترِ

قتيلَ بني عوفٍ فواتر تالهُ

قتيلَ بني عوفٍ قتيلَ يحابرِ

تواردهُ أسيافهمْ فكأنما

تصادرنَ عن حامي الحديدةِ باتر

من الهندوانياتِ في كلِّ قطعةٍ

دمٌ ذلَّ عن إثْرٍ من السيفِ ظاهرِ

أتتهُ المنايا بين زغفٍ حصينةٍ

وأسمرَ خطيٍّ وجرداءَ ضامرِ

على كلِّ جرداءِ السراةِ وسابحٍ

درأتَ بشباكِ الحديد زوافِرِ

عوابسَ تعدو الثعلبيةَ ضمراً

فهنَّ شواحٍ بالشكيمِ الشواجرِ

فلا يبعدنكَ الله يا توبَ إنمَا

لقاءَ المنايا دارعاً مثل حاسرِ

فإنْ تكنِ القتْلَى بواءً فإنكمْ

ستلقونَ يوماً وردهُ غيرُ مادرِ

وإنَّ السليلَ إنْ أبأتُ قتيلكم

كمرحوضةٍ عن عركها غيرَ طاهرِ

وإن تكنِ القتلى بواءً فإنكمْ

فتًى ما قتلتم آل عوفِ بنِ عامرِ

فتى لا تخطاهُ الرفاقُ ولا يرى

لقدرٍ عيالاً دونَ جارٍ مجاورِ

ولا تأخذُ الإبلُ الزهارَى رماحها

لتوبةَ عن صرفِ السرَى في الصنابِرِ

إذا ما رأتهُ قائماً بسلاحهِ

تقتهُ الخفافُ بالثقالِ البهازرِ

إذا لم تجرْ منها برسلٍ فقصرهُ

ذُرى المرهفاتِ والقِلاصِ التواجرِ

قرَى سيفهُ منها مشاشاً وضيفهُ

سنامَ المهاريسِ السباطِ المشافرِ

وتوبةُ أحيى من فتاةٍ حييةٍ

وأجرأ من ليثٍ بخفانَ خادرِ

ونعمَ الفتى إنْ كانَ توبةُ فاجراً

وفوق الفتى إنْ كانَ ليسَ بفاجرِ

فتىً ينهلُ الحاجاتِ ثمَّ يعلُّها

فتطلعهُ عنها ثنايا المصادرِ

كأنَّ فتىَ الفتيانِ توبةُ لم ينخْ

قلائصَ يفحصنَ الحصا بالكراكرِ

ولم يثنِ أبراداً عتاقاً لفتيةٍ

كرامٍ ورحلٍ قيلٍ في الهواجرِ

ولم يتخلَّ الضيفُ عنهُ وبطنهُ

خميصٌ كطيِّ السبتِ ليس بحادرِ

فتًى كانَ للمولَى سناءً ورفعةً

وللطارقِ السارِي قرى غير قاترِ

ولم يدعَ يوماً للحفاظِ وللندَى

وللحربِ يُذكي نارَها بالشراشرِ

وللبازلِ الكوماءِ يرغو حوارُها

وللخيلِ تعدو بالكماةِ المساعرِ

كأنك لم تقطعْ فلاةً ولم تنخْ

قلاصاً لدى وادٍ من الأرضِ غائرِ

جنوحاً بموماةٍ كأنَّ صريفها

صريفُ خطاطيفِ الصرا في المحاورِ

طوتْ نفعَها عنا كلابٌ وآسدتْ

بنا أجهليها بينَ غاوٍ وساعرِ

وقد كانَ حقاً أنْ تقولَ سراتهمُ

لعاً لأخينا عالياً غيرَ عائرِ

وداويةٍ قفرٍ تحارُ بها القطا

تخطيتها بالناعجاتِ الضوامر

فتاللهِ تبني بيتها أمُّ عامرٍ

على مثلهِ أخرى الليالي الغوابرِ

فليس شهابُ الحربِ ياتوبُ بعدها

بغازٍ ولا غادٍ بركبِ مسافرِ

وقدْ كانَ طلاعَ النجادِ وبينَ الل

سان ومجذَامَ السرَى غيرَ فاترِ

وكنتَ إذا مولاك خافَ ظلامةً

دعاكَ ولم يهتفْ سواكَ بناصرِ

فإنْ يكُ عبدُ الله آسى ابنَ أمهِ

وآبَ بأسلابِ الكميِّ المغاورِ

وكانَ كذاتِ البوِّ يضربُ عندهُ

سباعاً وقد ألقينهُ في الجراجرِ

فإنَّك قد فارقتهُ لكَ عاذراً

وأنَّى وأنَّى عذرُ منْ في المقابرِ

فأقسمتُ أبكي بعدَ توبةَ هالكاً

وأحفلُ منْ نالتْ صروفُ المقادرِ

على مثل همامٍ ولابنِ مطرفٍ

تبكي البواكي أو لبشرِ بن عامرِ

غلامانِ كانَ استوردا كلَّ سورةٍ

من المجدِ ثم استوثقا في المصادرِ

ربيعي حياً كانَأ يفيضُ نداهُما

على كلِّ مغمورٍ نداهُ وغامرِ

كأنَّ سنا ناديهمَا كلَّ شتوةٍ

سنَا البرقِ يبدو للعيونِ النواظِرِ

وقالت ترثيه أيضاً وكان الأصمعي يتعجب منها: الطويل

يا عينُ بكي توبةَ بن الحميرِ

بسحٍّ كفيضِ الجدولِ المتفجرِ

لتبكِ عليهِ من خفاجةَ نسوةٌ

بماءٍ شؤونِ العبرَةِ المُتحدرِ

سمعْنَ بهيجا أضلعَتْ فذكرنهُ

وما يبعثُ الأحزانَ مثلُ التذكرِ

كأنَّ فتى الفتيانِ توبةَ لمْ يسرْ

بنجدٍ ولم يطلعْ مع المتغورِ

ولم يردِ الماءَ السدامَ إذا بدا

سنا الصُّبحِ في نادي الحواشي منورِ

ولمْ يعلُ بالجردِ الجيادِ يقودُها

أسرةَ بينَ الأشمساتِ فأنسرُ

ولم يغلبِ الخصمَ الضجاجَ ويملأ ال

جِفانَ سديفاً يومَ نكباءَ صرصرِ

وصحراءَ موماةٍ يحارُ بها القطا

قطعتَ على هولِ الجنانِ بمنسرِ

يقودونَ قباً كالسرَاحين لاحَهَا

سراهُمْ وسيرُ الرَّاكبِ المتهجرِ

فلما بدتْ أولى العدوِّ سقيتهَا

صبابةَ مثلوبِ المزادِ المقيرِ

ولمَّأ أهابُوا بالنهابِ حويتهم

بخاظي البضيعِ كرهُ غيرُ أعْسَرِ

ممرٍّ ككرِّ الأندَريِّ مُثابرٍ

إذا ما وَنَينَ محصفَ الشدِّ محضرِ

وألوتْ بأعناقٍ طوالٍ وراعها

صلاصلُ بيضٍ سابغٍ وسنورِ

ألم تر أن العبدَ يقتلُ ربهُ

فيظهرَ جدَّ العبدِ من غيرِ مظهرِ

قتلتمْ فتًى لا يُسقِطِ الروعُ رُمحهُ

إذا الخيلُ جالتْ في القَنَا المتكسِّرِ

فيا توبَ للهيجا ويا توبَ للنَّدَى

ويا توبَ للمستنبحِ المتنورِ

ويا رُبَّ مكروبٍ أجبتَ ونائلٍ

بذلتَ ومعروفٍ لديكَ ومنكرِ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي