منتهى الطلب من أشعار العرب/مزرد بن ضرار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

مزرد بن ضرار

مزرد بن ضرار - منتهى الطلب من أشعار العرب

مزرد بن ضرار وقال مزرد بن ضرار بن صيفي الذبياني وهو أخو الشماخ وهي مفضلية:

ألا يا لقومٍ والسفاهةُ كاسمها

أعائدتي من حبِّ سلمى عوائدي

سويقةُ بلبالي إلى فلجاتها

فذو الرمثِ أبكتني لسلمى معاهدي

معاهدُ ترعى بينها كل رعلةٍ

غرابيبُ كالهندِ الحوافي الحوافدِ

تراعي بذي الغلانِ صعلاً كأنهُ

بذي الطلحِ جاني علفٍ غيرُ عاضدِ

وقالت ألا تثوي فتقضي لبابةً

أبا حسنٍ فينا وتبلو مواعدي

أتاني وأهلي في جهينةَ دارهم

بنصعٍ فرضوى من وراءِ المرابدِ

تأوهُ شيخٍ قاعدٍ وعجوزهِ

حزينينِ بالصعلاءِ ذاتِ الأساودِ

وعالا وعاما حين باعا بأعنزٍ

وكلبينِ لعبانيةً كالجلامدِ

هجاناً وحمراً معطراتٍ كأنها

حصى مغرةٍ ألوانها كالمجاسدِ

تدققُ أوراكٌ لهنَّ عرضنةٌ

على ماءِ يمؤودٍ عصا كل ذائدِ

أزرعَ بن ثوبٍ إن جاراتِ بيتكم

أزلنَ وألهاكَ ارتغاءُ الرغائدِ

وأصبحَ جاراتُ ابنِ ثوبٍ بواشماً

منَ الشرِّ يشويهنَّ شيَّ القدائدِ

تركتُ ابنَ ثوبٍ وهو لا سترَ دونهُ

ولو شئتُ غنتني بثوبٍ ولائدي

صقعتُ ابن ثوبٍ صقعةً لا حجى لها

يولولُ منها كلُّ آسٍ وعائدِ

فردوا لقاحَ الثعلبيَّ أداؤها

أعفُّ وأتقى من أذىً غيرِ واجدِ

وإن لم تردوها فإنَّ سماعها

لكم أبداً من باقياتِ القلائدِ

وما خالدٌ منا وإن حلَّ فيكمُ

أبانينِ بالنائي ولا المتباعدِ

تسفهتهُ غرماً لهُ إذ رأيتهُ

غلاماً كغصنِ البانةِ المتغايدِ

تحنُّ لقاحُ الثعلبي صبابةً

لأوطانها من غيقةٍ فالفدافدِ

وعاعى ابن ثوبٍ في الرعاءِ بصبةٍ

حيالٍ وأخرى لم ترَ الفحلً والدِ

فيا آلَ ثوبٍ إنما ذودُ خالدٍ

كنارِ اللظى لا خيرَ في ذودِ خالدِ

بهن دروءٌ من نحازٍ وغدةٍ

لها ذرباتٌ كالثديِّ النواهدِ

جربنَ فما يهنأنَ إلا بغلقةٍ

عطينٍ وأبوالِ النساءِ القواعدِ

فلم أرَ رزءاً مثلهُ إذ أتاكمُ

ولا مثلَ ما يهدى هديةَ شاكدِ

فيا لهفى ألا تكونَ تعلقت

بأسبابِ حبلٍ لابنِ دارةَ ماجدِ

فيرجعها قومٌ كأنَّ أباهمُ

ببيشةَ ضرغامٌ طوالُ السواعدِ

ولو جارها اللجلاجُ أو لو أجارها

بنو باعثٍ لم تنزُ في حبلِ صائدِ

ولو كنَّ جاراتٍ لآلِ مساحقٍ

لأدينَ هوناً معنقاتِ المواردِ

ولو في بني الثرماءِ حلت تحدبوا

عليها بأرماحِ حدادِ الحدائدِ

مصاليتُ كالأسيافِ ثم مصيرهم

إلى خفراتٍ كالقنا المترائدِ

ولكنها في مرقبٍ متناذرٍ

كأنَّ بها منه قروضَ الجداجدِ

وقلتُ ولم أملك: رزامَ بنَ مازنٍ

إلى آيةٍ فيها حياءُ الخرائدِ

وقال مزرد أيضاً، مفضلية، وقرأتها في جملة المفضليات علي شيخي ابن الخشاب:

صحا القلبُ عن سلمى وملَّ العواذلُ

وما كادَ لأياً حبُّ سلمى يزايلُ

فؤاديَ حتى طارَ غي شبيبتي

وحتى علا وخطٌ من الشيبِ شاملُ

يقنئهُ ماءُ اليرناءِ تحتهُ

شكيرٌ كأطرافِ الثغامةِ ناصلُ

فلا مرحباً بالشيبِ من وفدِ زائرٍ

متى يأتِ لا تحجب عليهِ المداخلُ

وسقياً لريعانِ الشبابِ فإنهُ

أخو ثقةٍ في الدهرِ إذ أنا جاهلُ

إذ الهو بليلى وهيَ لذٌّ حديثها

لطالبها مسؤولُ خيرٍ فباذلُ

وبيضاءَ فيها للمخالم صبوةٌ

ولهوٌ بمن يرنو إلى اللهوِ شاغلُ

لياليَ إذ تصبي الحليمَ بدلها

وتمشي خزيلَ الرجعِ فيهِ تفاتلُ

وعيني مهاةٍ في صوارٍ مرادها

رياضٌ سرت فيها الغيوثُ الهواطلُ

وأسحمَ ريانِ القرونِ كأنهُ

أساودُ رمانَ السباطُ الأطاولُ

وتخطو على برديتين غذاهما

نميرُ المياهِ والعيونُ الغلاغلُ

فمن يكُ معزالَ اليدينِ مكانهُ

إذا كشرت عن نابها الحربُ خاملُ

فقد علمت فتيانُ ذبيانَ أنني

أنا الفارسُ الحامي الذمارَ المقاتلُ

وأني أردُّ الكبشَ والكبشُ جامحٌ

وأرجعُ رمحي وهو ريانُ ناهلُ

وعندي إذا الحربُ العوانُ تلقحت

وأبدت هواديها الخطوبُ الزلازلُ

طوالُ القرى قد كادَ يذهبُ كاهلاً

جوادُ المدى والعقبِ والخلقُ كاملُ

أجشُّ صريحيٌّ كأنَّ صهيلهُ

مزاميرُ شربٍ جاوبتها جلاجلُ

متى يرَ مركوباً يقل بازُ قانصٍ

وفي مشيهِ عند القيادِ تساتلُ

تقوكُ إذا أبصرتهُ وهوَ صائمٌ

خباءٌ على نشزِ أو السيدُ ماثلُ

خروجُ أضاميمٍ وأحصنُ معقلٍ

إذا لم يكن إلا الجيادَ معاقلُ

مبرزُ غاياتٍ وأن يتلُ عانةً

يذرها كذودٍ عاثَ فيها مخايلُ

يرى طامحَ العينين يرنو كأنهُ

مؤانسُ ذعرٍ فهو بالأذنِ خاتلُ

إذِ الخيلُ من غبّ الوجيفِ رأيتها

وأعينها مثلَ القلاتِ حواجلُ

وقلقلتهُ حتى كأنَّ ضلوعهُ

سفيفُ حصيرٍ فرقتهُ الرواملُ

يرى الشدَّ والتقريبَ نذراً إذا عدا

وقد لحقت بالصلبِ منهُ الشواكلُ

لهُ طحرٌ عوجٌ كأنَّ بضيعها

قداحٌ براها صانعُ الكفِّ نابلُ

وصمُّ الحوامي ما يبالي إذا عدا

أوعثُ نقاً عنت لهُ أم جنادلُ

وسلهبةٌ جرداءُ باقٍ مريسها

موثقةٌ مثلُ الهراوةِ حائلُ

كميتٌ عبناةُ السراةِ نمى بها

إلى نسبِ الخيلِ الصريحُ وجافلُ

منَ المسبطراتِ الجياد طمرةٌ

لجوجٌ هواها السبسبُ المتماحلُ

صفوحٌ بخديها وقد طالَ جريها

كما قلبَ الكفَّ الألدُّ المجادلُ

يفرطها عن كبةِ الخيلِ مصدقٌ

كريمٌ وشدٌّ ليسَ فيهِ تخاذلُ

وإن ردَّ من فضلِ العنانِ توردت

هويَّ قطاةٍ أتبعتها الأجادلُ

مقربةٌ لم تقتعد غيرَ غارةٍ

ولم تمترِ الأطباءَ منها السلائلُ

إذا ضمرت كانت جدايةَ حلبٍ

أمرت أعاليها وشدَّ الأسافلُ

فقد أصبحت عندي تلاداً عقيلة

ومن كل مالٍ متلداتٌ عقائلُ

وأحبسها ما دام للزيتِ عاصرٌ

وما طافَ فوقَ الأرضِ حافٍ وناعلُ

ومسفوحةٌ فضفاضةٌ تبعيةٌ

وآها القتير تجتويها المعابلُ

دلاصٌ كظهرِ النونِ لا يستطيعها

سنانٌ ولا تلكَ الحظاءُ الدواخلُ

موشحةٌ كالنهي دانٍ حبيكها

لها حلقٌ بعدَ الأناملِ فاضلُ

مشهرةٌ تحنى الأصابعُ نحوها

إذا اجتمعت يومَ الحفاظِ القبائلُ

وتسبغةٌ في تركةِ حميريةٍ

دلامصةٍ ترفضُّ عنها الجنادلُ

كأنَّ شعاعَ الشمسِ في حجراتها

مصابيحُ رهبانٍ زهتها القنادلُ

وجوبٌ يرى كالشمسِ في طخيةِ الدجى

وأبيضُ ماضٍ في الضريبةِ قاصلُ

سلافُ حديدٍ ما يزالُ حسامهُ

ذليقاً وقدتهُ القرونُ الأوائلُ

إذا ما عدا العادي بهِ نحو قرنهِ

وقد سامهُ قولاً فدتكَ المناصلُ

وأملسُ هنديٌّ متى يعلُ حدهُ

ذرى البيضِ لا تسلم عليهِ الكواهلُ

ألستَ نقياً لا تليقُ بكَ الذرى

ولا أنتَ إن طالت بكَ الكفُّ ناكلُ

حسامٌ خفيُّ الجرسِ عندَ استلالهِ

صفيحتهُ مما تنقي الصياقلُ

ومطردٌ لدنُ الكعوبِ كأنما

تغشاهُ منباعٌ منَ الزيتِ سائلُ

أصمُّ إذا ما هزَّ مارت سراتهُ

كما مارَ ثعبانُ الكثيبِ الموائلُ

لهُ فارطٌ ماضي الغرارِ كأنهُ

هلالٌ بدا في ظلمةِ الليلِ ناحلُ

فدع ذا ولكن ما ترى رأيَ عصبةٍ

أتتنيَ منهم مندياتٌ عضائلُ

يهزونَ عرضي بالمغيبِ ودونهُ

لقرمهمِ مندوحةٌ ومآكلُ

على حينَ أن جربتُ واشتدَّ جانبي

وأنبحَ مني رهبةً من أناضلُ

وجاوزتُ رأسَ الأربعينَ فأصبحت

قناتيَ لا يلفى لها الدهرَ عادلُ

وقد علموا في سالفِ الدهرِ أنني

معنٌّ إذا جدَّ الجراءُ ونابلُ

زعيمٌ لمن قاذفتهُ بأوابدٍ

يغني بها الساري وتحدى الرواحلُ

تكرُّ فما تزدادُ إلا استنارةً

إذا رازتِ الشعرَ الشفاهُ العواملُ

مذكرةٍ تلقى كثيراً رواتها

ضواحٍ لها في كلِّ أرضٍ أزاملُ

فمن أرمه منها ببيتٍ يلح بهِ

كشامةِ وجهٍ ليس للشامِ غاسلُ

كذاك جزائي في الهديّ وإن أقل

فلا البحرُ منزوحٌ ولا الصوتُ صاحلُ

فعدِّ قريضَ الشعر إن كنتَ مغزراً

فإنَّ غزيرَ الشعرِ ما شاءَ قاتلُ

لنعتِ صباحي طويلٍ شقاؤهُ

لهُ رقمياتٌ وصفراءُ ذابلُ

بقينَ لهُ مما يبري وأكلبٌ

تقلقلُ في أعناقهنَّ السلاسلُ

سخامٌ ومقلاءُ القنيصِ وشيظمٌ

وجدلاءُ والسرحانُ والمتناولُ

بناتُ سلوقيينِ كانا حياتهُ

فماتا فأودى شخصهُ فهوَ خاملُ

وأيقنَ إن ماتا بجوعٍ وخيبةٍ

وقال لهُ الشيطانُ إنكَ عائلُ

فطوفَ في أصحابهِ يستثيبهم

فآبَ وقد أكدت عليهِ المسائلُ

إلى صبيةٍ مثلِ المغالي وخرملٍ

روادٍ ومن شرِّ النساءِ الخراملُ

فقالَ لها هل من طعامٍ فإنني

أذمُّ إليكِ الناسَ أمكِ هابلُ

فقالت نعم هذا الطويُّ وماؤهُ

ومحترقٌ من حائلِ الجلدِ قاحلُ

فلما تناهت نفسهُ من طعامهِ

وأمسى طليحاً ما يعانيهِ باطلُ

تغشى يريدُ النومَ فضلَ ردائهِ

فأعيا على العينِ السهادَ البلابلُ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي