منتهى الطلب من أشعار العرب/معقر بن حمار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

معقر بن حمار

معقر بن حمار - منتهى الطلب من أشعار العرب

معقر بن حمار وقال معقر بن حمار بن الحارث بن حمار بن شجنة بن مازن بن ثعلبة بن كنانة ابن سعد، وهو بارق بن عدي بن حارثة بن الغطريف بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن ثعلبة العنقاء بن امرئ القيس قاتل الجوع بن مازن بن الأزد. وكان قومه قد حالفوا بني نمير بن عامر في الجاهلية لدمٍ أصابوه في قومهم، وشهدوا يوم جبلة. وكان معقر كفّ بصره وكان قبل ذلك من فرسانهم وشعرائهم. ويوم جبلة قبل الإسلام بخمس وسبعين سنة قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلّم بسبع عشرة سنة:

أمنْ آلِ شعثاءَ الحمولُ البواكرُ

معَ الصُّبحِ قدْ زالتْ بهنَّ الأباعِرُ

وحلَّتْ سليمى في هضابٍ وأيكةٍ

فليسَ عليها يومَ ذلك قادِرُ

تهيِّبكَ الأسفارَ مِن خشيةِ الرَّدى

وكمْ قدْ رأينا مِن رَدٍ لا يسافِرُ

وألقتْ عصاها واستقرَّتْ بها النَّوى

كما قرَّ عيناً بالإيابِ المسافِرُ

فصبَّحها أملاكُها بكتيبةٍ

عليها إذا أمستْ منَ اللهِ ناظِرُ

معاويةُ بنُ الجونِ ذبيانُ حولهُ

وحسَّانُ في جمعِ الرِّبابِ مكاثِرُ

وقد جمعا جمعاً كأنَّ زهاءهُ

جرادٌ سفى في هبوةٍ متظاهِرُ

ومرُّوا بأطرافِ البيوتِ فردَّهمْ

رجالٌ بأطرافِ الرِّماحِ مساعِرُ

يفرِّجُ عنَّا كلّ ثغرٍ مخافةً

جوادٌ كسرحانِ الأباءةِ ضامِرُ

وكلّ طموحٍ في الجراءِ كأنَّها

إذا اغتمستْ في الماءِ فتخاءُ كاسِرُ

لها ناهضٌ في المهدِ قدْ مهَّدتْ لهُ

كما مهَّدتْ للبعلِ حسناءُ عاقِرُ

هوَى زهدمٌ تحتَ الغبارِ لحاجبٍ

كما انقضَّ أقنى ذو جناحينِ فاتِرُ

هُما بطلانِ يعثرانِ كلاهُما

يريدُ رئاسَ السَّيفِ والسَّيفُ نادِرُ

فلا فضلَ إلاَّ أن يكونَ جَراءةٌ

ذوي بدنينِ والرُّؤوسُ حواسِرُ

ينوءُ وكفَّا زهدمٍ من ورائهِ

وقدْ علقتْ ما بينهنَّ الأظافِرُ

وباتُوا لنا ضيفاً وبتْنا بنعمةٍ

لنا مسمعاتٌ بالدُّفوفِ وسامِرُ

فلمْ نقرِهمْ شيئاً ولكنَّ قصرهمْ

صبوحٌ لدينا مطلعَ الشَّمسِ حازِرُ

فباكرهمْ قبلَ الشُّروقِ كتائبٌ

كأركانِ سلمى سيرُها متواتِرُ

منَ الضَّاربينَ الكبشَ يبرقُ بيضهُ

إذا غصَّ بالرِّيقِ القليلِ الحناجِرُ

وظنَّ سراةُ الحيِّ أن لنْ يقتَّلوا

إذا دعيتْ بالسَّفحِ عبسٌ وعامِرُ

كأنَّ نعامَ الدَّوِّ باضَ عليهمِ

وأعينهمْ تحتَ الحبيكِ جواحِرُ

ضربْنا حبيكَ البيضِ في غمرِ لجَّةٍ

فلمْ ينجُ في النَّاجينَ منهمْ مفاخِرُ

ولمْ ينجُ إلاَّ أنْ يكونَ طمرَّةٌ

توائلُ أو نهدٌ ملحٌّ مثابِرُ

وقال معقر في زيد:

أجدَّ الرَّكبُ بعدَ غدٍ خفُوفُ

وأضحتْ لا تواصلكَ الألُوفُ

وكانَ القلبُ جنَّ بها جنوناً

ولم أرَ مثلها فيمنْ يطُوفُ

تراءتْ يومَ نخلَ بمسبكرٍّ

تربَّبهُ الذَّريرةُ والنَّصِيفُ

ومشمولٍ عليهِ الظَّلمُ غرٍّ

عذابٍ لا أكسُّ ولا خلُوفُ

كأنَّ فضيضَ رمَّانٍ جنيٍّ

وأُترجٍ لأيكتهِ حفِيفُ

على فِيها إذا دنتِ الثُّريَّا

دنوَّ الدَّلو أسلمَها الضَّعِيفُ

أجادتْ أمُّ عبدةَ يومَ لاقَوا

وثارَ النَّقعُ واختلفَ الألُوفُ

يقدِّمُ حبْتراً بأفلَّ عضبٍ

لهُ ظبَةٌ لما نالتْ قطُوفُ

فغادرَ خلفهُ يكبو لقيطاً

لهُ منْ حدِّ واكفةٍ نصِيفُ

كأنَّ جماجمَ الأبطالِ لمَّا

تلاقينا ضحًى حدجٌ نقِيفُ

وحامَى كلُّ قومٍ عنْ أبيهمْ

وصارتْ كالمخاريق السّيُوفُ

ترى يُمنى الكتيبةِ منْ يليها

يخرُّ على مرافِقها الكثُوفُ

لنا شهباءُ تنفي مَن يلينا

مضرَّجةٌ لها لونٌ خصِيفُ

وذبيانيَّةٍ أوصتْ بنيها

بأنْ كذَبَ القراطفُ والقرُوفُ

تجهِّزهمْ بما وجدتْ وقالتْ

بنِيَّ فكلُّكمْ بطلٌ مسِيفُ

فأخلفنا مودَّتها فقاظتْ

ومأقِي عينِها حذلٌ نطُوفُ

إذا ما أبصرتْ نوحاً أتتهُ

ترنُّ ورجعُ كفَّيها خنُوفُ

ليبكِ أبا رواحةَ جملُ خيلٍ

وقومٌ قد أعزَّهمُ المضِيفُ

يُنادي الجانبانِ بأنْ أنيخوا

وقد عرَسَ الإناخةُ والوقُوفُ

وكانَ الأيمنونَ بني نميرٍ

يسيرُ بنا أمامهمُ الخلِيفُ

فلا جبنٌ فينكلُ إنْ لقينا

ولا هزمُ الجيوشِ لنا طرِيفُ

تركنا الشِّعبَ لمْ نعقلْ إليهِ

وأسهلْنا كما علمَ الحلِيفُ

نسوقُ بهِ النِّساءَ مشمِّراتٍ

يخالطُها معَ العرقِ الخشِيفُ

إذا استرختْ حبالُ القومِ شدَّتْ

ولا يثنى لقائمةٍ وظِيفُ

تركنَ بطونَ صاراتٍ بليلٍ

مطافيلَ الرّباعِ بها خلُوفُ

فظلَّ بذي معاركَ كلُّ مرْباً

ونجَّى ربَّهُ الهزمُ الخفِيفُ

منَ اللائي سنابكهنَّ شمٌّ

أخفَّ مشاشهُ لبنٌ ورِيفُ

يُؤيَّهُ واللَّهيفَ بوارداتٍ

كما يتغاوثُ الحسيَ النَّزِيفُ

فلمَّا أنْ هزمنا النَّاسَ جاءتْ

. . . مِن ربيعَتنا تزِيفُ

وشقٌّ ساقطٌ بضلوعِ جنبٍ

رجوفُ الرِّجلِ منطقهُ نسِيفُ

أغرَّ كأنَّ جبهتهُ هلالٌ

لظلمِ الجارِ والمولى عيُوفُ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي