منتهى الطلب من أشعار العرب/معود الحكماء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

معود الحكماء

معود الحكماء - منتهى الطلب من أشعار العرب

معود الحكماء وقال معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهو معوّد الحكماء وهي مفضلية، قرأتها على ابن الخشّاب:

أجدَّ القلبُ منْ سلمَى اجتِنابا

وأقصَرَ بعدَ ما شابتْ وشابا

وشابَ لداتُهُ وعدَلْنَ عنهُ

كما أنضَيتَ من لبسٍ ثيابا

فإن تكُ نبلُها طاشَتْ ونبلِيْ

فقدْ نَرَمي بها حقَباً صِيابا

فتصطادُ الرِّجالَ إذا رمتُهمْ

وأصطادُ المخبّأةَ الكعابا

فإنَّ تكُ لا تصيدُ اليومَ شيئاً

وآبَ قنيصُها سلْماً وخابا

فإنَّ لها منازلَ خاوياتٍ

على نملَي وقفْتُ بها الرِّكابا

من الأجزاعِ أسفلَ من نميْلٍ

كما رجّعتَ بالقلمِ الكتابا

كتابَ محبِّرٍ هاجٍ بصيرٍ

ينمِّقُهُ وحاذَرَ أنْ يعابا

وقفتُ بها القَلوصَ فلم تجبني

ولو أمسَى بها حيٌّ أجابا

وناجيةٍ بعثْتُ على سبيلٍ

كأنَّ على مغابنها ملابا

ذكرتُ بها الإيابَ ومنْ يسافِرْ

كما سافرتُ يدَّكرِ الإيابا

رأيتُ الصّدعَ من كعبٍ فأودَى

وكانَ الصَّدعُ لا يعِدُ ارتئابا

فأمسى كعبُها كعْباً وكانتْ

منَ الشَّنأنِ قد دعيتْ كعابا

حملتُ حمالةَ القُرَشيِّ عنْهمُ

ولا ظُلماً أردتُ ولا اختِلابا

أعوِّدُ مثلَها الحكماءَ بعدِي

إذا ما نائبُ الحَدَثانِ نابا

سبقتُ بها قدامةَ أو سُميراً

ولو دعيا إلى مثْلٍ أجابا

وأكفِيها معاشِرَ قد أرتْهُمْ

منَ الجَرباءِ فوقَهُمُ طِبابا

يهرُّ معاشِراً منِّي ومنهُمُ

هريرَ النَّاب حاذرَتِ الِعصابا

سأحمِلُها ويعقلُها غنِيٌّ

وأورِثُ مجدَها أبَداً كلابا

فإنْ أحْصُرْ بها نفسِي فإنّي

أتيتُ بها غداتئذٍ صوابا

وكنتُ إذا العظيمَةُ أفظعتْهُمْ

نهضْتُ ولا أدبُّ لها دِبابا

بحمدِ اللهِ ثمَّ عطاءِ قومٍ

يفكّونَ الغنائِمَ الرِّقابا

إذا نزلَ السَّحابُ بأرضِ قومٍ

رعيناهُ وإن كانوا غضابا

بكلِّ مقلِّصٍ عبْلٍ شواهُ

إذا وضعتْ أعنَّتُهُنَّ ثابا

ودافعةِ الحزامِ بمرفقيْها

كشاةِ الرَّملِ آنستِ الرِّكابا

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي