منح الصبابة أضلعا وفؤادا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة منح الصبابة أضلعا وفؤادا لـ محمد سعيد الحبوبي

اقتباس من قصيدة منح الصبابة أضلعا وفؤادا لـ محمد سعيد الحبوبي

منح الصبابة أضلعاً وفؤادا

وعصته سلوة مقصر فتمادى

وطغى عليه الحب وهو أميره

فأطاع جامح قلبه وانقادا

ولهان يفرح إن دنا أهل الحمى

منه ويحزن أن نأوه بعادا

بعثوا الخيال وما رقدت فيلتهم

بعثوا إلي مع الخيال رقادا

أحيي الدجى أرقاً كأن نواظري

خلقت محاجرها قذى وسهادا

قلق الوساد كأن من أهواه قد

أهدى وشاحيه إلي وسادا

قدف العيون الورد من وجناته

غرس المضاجع للمحب قتادا

يا غارساً بالجزع روضة حسنه

ومخيف رائدها ظبى وصعادا

كنيت عنك بمن سواك موريا

بهوى سعاد وما هويت سعادا

أعرضت عني وادعيت مودتي

أرأيت إعراضاً يكون ودادا

إن لم تساعف بالوصال فربما

عودت قلبي للجفا فاعتادا

ولقد أزورك بالمنى وخداعها

وأجوب في فكري إليك وهادا

أترك فؤادي جمرة لا تطفه

فالنار إن خمدت تعود رمادا

إني تعبدني الهوى لمغنجٍ

دان الجمال لعزه وانقادا

كبر الوقور إذ مشى يعتاده

حتى إذا غلب الدلال تهادى

فكأن في برديه ملكاً ظافراً

جذلان أبدى زهوه وأعادا

قاسٍ رقيق نال من زهر الربى

خدا ومن زبر الحديد فؤادا

فإذا هزرت هزت منه أراكة

وإذا سألت سألت منه جمادا

لا يستجيب ولا ينيب ولا يثيب

ولا يقيل ولا ينيل مرادا

ينأى فلا يعد الدنو فإن دنا

يوماً نوى لك فرقة بعادا

وتريبه عيني تخالس لحظه

وضنىً طلى جسدي عليه جسادا

إني لأستر خفتي بخلاعة

وأريد فيما أتنحيه مرادا

والضد قد يبدو بمظهر ضده

أو ما ترى نور العيون سودا

بذمام ذياك الغزال حشاشة

أسرت ولم يقبل فدى فتادى

أخذ الحشاشة ثم ضن بردها

وأبى البخيل بأن يكون جوادا

للَه يوم وداعه من عصبة

وقفت وقد سرت الجمال وخادا

وقفت بهم أقدامهم أن يقتفوا

أثر النياق فأركضوا الأكبادا

فوق الركائب أنجم لا تجتلي

وريضا حسن تمنع الروادا

عرب معاطف غيدهم ورماحهم

سيان كل ينثني ميادا

سلو لواحظهم فكن صوارماً

وغدت ذوائبهم لهن نجادا

فتخال كلاً في المحاسن يوسفا

وتخال من مصر له بغدادا

يا ربع لذاتي ومربع جيرتي

روى معاهدك الغمام وجادا

لا أبتغي للوصل فيك نهاية

أبداً ولا للعيش فيك نفادا

لا والَّذي سمك السموات العلى

وأقامهن وما أقام عمادا

ودحا البسيط صحارياً وصحاصحا

وسباسباً وفدافداً ووهادا

لا أرتضي غير الأكارم معشراً

يوماً ولا غير العراق بلادا

كلا ولا أنشي لغير المصطفى

وأخيه قافية تروق نشادا

الباذلين لكل ثاوٍ بلغة

والمتبعين لكل ركب زادا

والسابقين بكل حلبة مفخر

والحائزين من العلى الآمادا

سلكاً من العلياء نهج أبيهما

إن الشبول لتقتفي الآسادا

علمي هدىً قمري دجى مطري جدى

إن أرشدا أو أشرقا أو جادا

وتجاريا فتباريا وتساويا

في كل ما قد أبديا وأعادا

الكل يأبى ما أباه شقيقه

خلق الكرام ووما أراد أرادا

كالناظرين على الزمان تراهما

يتشاركان معاً كرى وسهادا

لم تغتمض عين إذا ما أختها

أرقت ولا هي تستطيع رقادا

فهما يد العلياء ساعة بطشها

أو ناظراها المبصران رشادا

من معشر ضربوا رواق بيوتهم

فوق السماك وغادروه مهادا

وإذا الفخار غدا هنالك حلبة

ركبوا مساعيهم فكن جيادا

ومن العزائم ينتضون صوارما

ومن الحفائظ يشرعون صعادا

مادت لبشرهم البسيطة بهجة

فرست حلومهم بها أطوادا

أأبا الغني وتلك أسمى كنية

تدعى بها بين الورى وتنادي

شكرت مساعيك البلاد وأهلها

وإليك قد القى الزمان قيادا

طأ فوق هام الفرقدين بأخمص

واسحب لى فرقيهما الأبرادا

إن أعرقت عيس إليك أرحتها

وكفيتها الأتهام والإنجادا

وإلى أبي الهادي انتهت جمل الثنا

وأحاط فيها طرفاً وتلادا

المخصم البلغاء والمعييهم

حججاً تسل على الخصوم حدادا

يتهلل النادي ببهجة بشره

كالروض راوحه الغمام وغادى

يبدو بمنبلج الجبين تخاله

شمس الضحى والكوكب الوقادا

تسمو لطلعته العيون تشوقا

لترود أحسن منظر مرتادا

يتباشرون إذا رأوه كأنه

برق وراء المحل زف عهادا

شرف القائل في مواقف فخرها

إذ طوقت بهباته الأجيادا

أخوي إن ضاقت بوصف علاكما

سعة القريض وما بلغت مرادا

فلي القوافي الشاردات كأنها

سمط الجمان يقلد الأجيادا

من كل معربة المتون تناسقت

مثنى فرائد درها وفرادى

لولاكما ما كنت أنظم عقدها

يوماً ولا أعطيتها الإنشادا

أخوي فلتشرق شموس علاكما

بسنا المكارم تصحب الآبادا

شرح ومعاني كلمات قصيدة منح الصبابة أضلعا وفؤادا

قصيدة منح الصبابة أضلعا وفؤادا لـ محمد سعيد الحبوبي وعدد أبياتها ستة و ستون.

عن محمد سعيد الحبوبي

محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي. شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً. وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.[١]

تعريف محمد سعيد الحبوبي في ويكيبيديا

السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحَبّوبي (16 أبريل 1850 - 14 يونيو 1915) (4 جمادى الآخرة 1266 - 2 شعبان 1333) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات. اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر طبع مرّات.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي