منع التأسف قلبي المتبولا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة منع التأسف قلبي المتبولا لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة منع التأسف قلبي المتبولا لـ شرف الدين الحلي

منع التأسف قلبي المتبولا

أن يستطيع إلى السلوّ سبيلا

فعلام يُخْدَع بالملام مدلهاً

ما زال يعصي لائماً وعذولا

فتوقَّ مني زفرة تدني جوى

بين الجوانح بكرة وأصيلا

دعني أباري الغاديات بأدمع

لو أنها جمدت لذبت نحولا

حسبي جفون لا تزال قصيرة

في رعي ليل لا يزال طويلا

يا دهر قد أسرفت فيما ساءني

عمداً فخفف من أذاك قليلا

أَلْبَسْتَنِي ثوب الأسى وسلبتني

عزّاً سَلَبْتَ له العزاء دليلا

وضعفتُ عن نكبات صَرفك بعدما

قد كنت جلداً للخطوب حمولا

غازي بن يوسف لا وحقك ما خبت

ناري ولا نقع البكاء غليلا

أبقيت لي من بعد فقدك أَنَّةً

تَفْرِي الضلوع ورنة وعويلا

يا للرجال لنائبات غادرت

بالغدر سيف تصبُّري مفلولا

مالي أرى الإيوان أصبح بابه

قفراً وكان جنابه مأهولا

أن أكتسي ذلاًّ فكم قد ذُلِّلَتْ

للسائلين قطوفه تذليلا

أين العساكر في مقرِّ طعانها

كالأسد تحمل من قناها غيلا

والأرض في الأعياد قد غصت ظُبا

وأسنّةً وأعنّةً وخيولا

والرسل محدقة بدست جلاله

يرتدُّ طرف الدهر عنه كليلا

وعليك في صدر السماط سكينة

ملأت مهابتها القلوب ذهولا

يا فجعة الدنيا بأعظم دولة

أضحى بها خطب الزمان جليلا

أأبا المظفر لا ظفرت بمنعم

أبداً سواك ولا انتجعت نبيلا

أصبحت أسأل بعدما قد كنت في

أيام ملكك مرتجىً مسؤولا

لم لا أَطِلّ دموع أجفاني وقد

أضحت معاني العدل منك طلولا

أبواب ملك أَوْحَشَتْ ساحاتها

بعد الأنيس وعطلت تعطيلا

أسفي على ذاك البساط وموقفي

طرباً أقبل تربه تقبيلا

من للملوك إذا دعوك ولم تزل

ظلاًّ لهم في النائبات ظليلا

كم من كتاب كالكتائب عنهم

كفت العدو وقد بعثت رسولا

يا تاركي صِفر اليدين مكابداً

للدين مهجور الفناء ضئيلا

من ذا أؤمل في الورى لمطالبي

هيهات بعدك أرتجي مأمولا

أأظل أنتجع الملوك مرجياً

منهم كريماً تارة وبخيلا

حسبي حمى الملك العزيز فإنني

لا أبتغي ما عشت عنه رحيلا

ملك يَلُوح على أسرة وجهه

بشر يبشر أن أنال السُّولا

والصالح الملك المؤمل كافل

لي خصب رَبْعِي إن شكوت مُحولا

لا خاب لي في أحمد ومحمد

أمل رجا أن يُنْعِما ويُنِيلا

مع أن آمالي المُصَرَّد شربها

وردت فراتاً للنوال ونيلا

أمت شهاب الدين ينبوع الندى

مُرْدِي العدا محيي الهدى طغريلا

مولى أمال إليه كل مؤمل

كرماً وأوضح للسماح سبيلا

هو كافل الملك الغياثيّ الذي

لم يرض في الدنيا سواه كفيلا

لو لم يلاحظه بعين عناية

منه لأصبح عقده محلولا

غمر البلاد بسيرة عمرية

لم تبغ عن عدل القضاء عدولا

حفظ الوصية في الرعية حازم

لولاه كانت بدلت تبديلا

يمسي لآيات الكتاب إذا دجى

غسق الظلام مرتّلاً ترتيلا

أممهد الإسلام دعوة حائر

يرجو هداك بأن يكون دليلا

أنا مطلق العبرات بالدين الذي

أصبحت مأسوراً به مغلولا

ومتى نظرت إليَّ أيسر نظرة

خففت من عبء الهموم ثقيلا

فسلمت للإسلام والملك الذي

ترعاه ما دعت الحمام هديلا

فبقاء مثلك للرعية رحمة

تسع البسيطة عَرْضهَا والطولا

شرح ومعاني كلمات قصيدة منع التأسف قلبي المتبولا

قصيدة منع التأسف قلبي المتبولا لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي