منكم إليكم مساعي المجد تنصرف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة منكم إليكم مساعي المجد تنصرف لـ ابن دراج القسطلي

اقتباس من قصيدة منكم إليكم مساعي المجد تنصرف لـ ابن دراج القسطلي

منكُمْ إِلَيْكم مَساعِي المجدِ تنصرِفُ

ونحوَكُمُ عَنْكُمُ الآمالُ تَنْعَطِفُ

ورُبَّ مَكْرُمَةٍ عَيَّ الكِرامُ بِهَا

أَضْحَتْ ذَلُولاً عَلَى أَهوائِكُمْ تَقِفُ

وأَيْنَ بالبحْرِ عن مَثْواهُ مُنْعَرَجٌ

وأَيْنَ بالنَّجْمِ عن مجراهُ مُنْحَرَفُ

مَنْ ذا ينازِعُكُمْ أَعلامَ مَكْرُمَةٍ

والمجدُ مُتَّلِدٌ فيكم ومُطَّرِفُ

أم من يُبارِيكُمُ سبقاً إِلَى كَرَمٍ

والبرقُ عن شأْوِكُمْ بالمجدِ مُعْتَرِفُ

والنصرُ مُنْسِلُكُمْ والحربُ مُرْضِعُكُمْ

وشامِخُ العِزِّ والعَلْيا لكمْ كَنَفُ

والحمدُ والشكرُ مخلوعٌ عِذارُهُما

فيكُمْ وقلبُ العُلا صَبٌّ بكم كَلِفُ

والملكُ ملكُكُمُ غادٍ فمُنْتَظَرٌ

آتٍ فَمُقْتَبَلٌ ماضٍ فَمُؤْتَنَفُ

من ذا يَعُدُّ كقحطانِ الملوكِ أَباً

والتُّبَّعِينَ إِذَا مَا عُدِّدَ الشَّرفُ

أَمْ مَنْ كعمروٍ وعِمْرَانٍ وثَعْلَبةٍ

وحاتِمٍ وأَبي ثورٍ لَهُ سَلَفُ

من كُلِّ أبلَجَ كالجوزاءِ مَفْرِقُهُ

فِي عَقْدِ تاجٍ بِعِزِّ الملكِ يُكْتَنَفُ

إِنْ يَهَبُوا يُجْزِلُوا أَوْ يقطعُوا يَصِلُوا

أَوْ يعقِدُوا عَقْدَ مَحْرُومِ الوفاءِ يَفُوا

إِن سالَموا الأَرْضَ كانوا غيثَ أَمْحُلِها

أَوْ كَلَّفُوها توالي خَيْلِهِمْ عَنُفُوا

وإِنْ رَضُوا أَشرقَ الليلُ البهِيمُ بِهِمْ

ويكشِفُ الموتُ عن ساقٍ إِذَا أَنِفُوا

لم يحمِلُوا عَيْبَ ذي قالٍ يَعِيبُهُمُ

فِي الجودِ والبأْسِ إِلّا أَنَّهُ سَرَفُ

هُمُ الَّذِينَ هُمُ آوَوا وهُمْ نَصَرُوا

لما أَتاهُمْ مِنَ الرحمنِ مَا عَرَفُوا

وثَبَّتُوا وَطْأَةَ الإِسلامِ حِينَ هَوى

والظَّنُّ يُخْلِفُ والأَهواءُ تَخْتَلِفُ

هُمُ الَّذِينَ وُقُوا شُحَّ النفوسِ عَلَى

عِلّاتِ مَا جَشِمُوا بَذْلاً وَمَا كَلِفُوا

الحاكمونَ بحُكْمِ الله إِن حَكَمُوا

والمؤثَرُونَ بسيفِ اللهِ إِنْ زَحَفُوا

والمُوجِبُونَ اهْتِزازَ العرشِ حِينَ ثَوَوا

والمُبْتَنَى لَهُمُ فِي الجنَّةِ الغُرَفُ

هُمُ الأُلى رَضِيَ الرحمنُ بَيْعَتَهُمْ

للموتِ فِي حُرُماتِ الحَجِّ إِذ صُرِفُوا

فإنْ غَدَتْ منهُمُ الأَيامُ مُوحِشَةً

فالحاجِبُ القائِدُ الأَعلى لَهَا خَلَفُ

سهمُ الخلافَةِ إِلّا أَنَّ راحَتَهُ

وإِنْ نأَتْ أَوْ تَدانَتْ للمُنى هَدَفُ

جَارٍ إِلَى أَمَدِ المنصورِ لا حَيَدٌ

فِيهِ عن السَّنَنِ الأَهْدى ولا جَنَفُ

تِلْكَ الحجابَةُ لا مطلوبُها عَوَزٌ

فيما لَدَيْهِ ولا مَوْعُودُها خُلُفُ

عِلقٌ من المجدِ لاقى كُفْوَهُ فَزَهَا

بمأْلَفِ الشَّكْلِ والأَشكالُ تَأْتَلِفُ

وافَتْهُ فِي الرَّوْعِ مملوءاً جوانِحُهُ

صبراً عَلَى الهَوْلِ والأَبطالُ تَنْتَزِفُ

واسأَلْ بِقَبْرَةَ واللائي أَطَفْنَ بِهَا

عن عَزَمَاتٍ لَهُ فِيهِنَّ تُرْتَدَفُ

في فيلَقٍ كعُمومِ الليلِ لا أَمَمٌ

لناظِرٍ أَوَّلٍ منهُ ولا طَرَفُ

كَأَنَّما الشمسُ فِي أَثناءِ هبوتِهِ

سارٍ تَدَرَّعَ جنحَ الليلِ مُعْتَسِفُ

ضاءَتْ كواكِبُهُ والْتَجَّ عِثْيَرُهُ

فالليلُ منهُ ضِياءٌ والضُّحى سُدَفُ

والخيلُ لاحِقَةُ الآطالِ ساهِمَةٌ

فِي مَعْرَكٍ عَدْوُها فِي ضَنْكِهِ رَسَفُ

مُسْتَشْرِفاتٌ إِلَى تَدبيرِ مُتَّئِدٍ

عن رأْيهِ ظُلَمُ الغَمَّاءِ تنكَسِفُ

مُشَيَّعِ العزمِ بالإِقدامِ مُقْتَحِمٍ

لغَمرَةِ الموتِ والهاماتُ تُخْتَطَفُ

لا يَقْرَعُ السِّنَّ فِي ضَنْكِ المَكَرِّ إِذَا

تقارَعَتْ فِيهِ بِيضُ الهِنْدِ والحَجَفُ

وأَبْرَزَ الموتُ عن مُسْوَدِّ أَوْجُهِهِ

فالصبرُ يَبْعُدُ والأَقرانُ تَزْدَلِفُ

ففازَ قِدحُكَ بالفتحِ المُبِينِ ضُحىً

والكُفْرُ مُنْتَهَبُ الأَقطارِ مُنتَسفُ

وأُبْتَ بالمفخَرِ الأَسْنى يُشَيِّدُهُ

حَقٌّ بسيفِكَ للإِسلامِ مُعْتَرِفُ

أَمكَنْتَ من رِقِّهِ الإِسلامَ مُحْتَكِماً

فِيهَا وأَسْلَمَها حَرَّانُ مُلْتَهِفُ

مُخَدَّعٌ بأَمانِي الغَدْرِ مُكْتَئِبٌ

بالخِزْيِ مُشْتَمِلٌ بالذُّلِّ مُلْتَحِفُ

فاتَ السيوفَ بِشِلوٍ حائِنٍ وَمَضى

أَمْضى من السيفِ فِي أَحشائِهِ الأَسَفُ

فالفخر منتظِمٌ والملك منتقمٌ

والحقُّ منتصِرٌ والدينُ مُنْتَصِفُ

فِي شِيعَةٍ بَيَّنَ الخزيُ المحيطُ بهم

عن غِبِّ مَا اجْتَرَحُوا غَدْراً وَمَا اقْتَرَفُوا

شرح ومعاني كلمات قصيدة منكم إليكم مساعي المجد تنصرف

قصيدة منكم إليكم مساعي المجد تنصرف لـ ابن دراج القسطلي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن ابن دراج القسطلي

أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر. شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر، وكاتب الإنشاء في أيامه. قال الثعالبي: كان بالأندلس كالمتنبي بالشام. وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.[١]

تعريف ابن دراج القسطلي في ويكيبيديا

ابن درّاج القسطلي (347 هـ/958 م - 421 هـ/1030 م) كاتب وشاعر الحاجب المنصور. ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج القسطلي في المحرم 347 هـ في قرطبة لأسرة أصولها من بربر صنهاجة كانت تسكن قرية «قسطلة دراج» غرب الأندلس. قال عنه الثعالبي في يتيمة الدهر: «هو بالصقع الأندلسي، كالمتنبي في صقع الشام.» أورد ابن بسام الشنتريني في كتابه «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» نماذجًا من رسائله وشعره، ولابن دراج ديوان شعر مطبوع. توفي ابن دراج القسطلي في 16 جمادى الآخرة 421 هـ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن دراج القسطلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي