من أعظم البلواء والشحناء
أبيات قصيدة من أعظم البلواء والشحناء لـ أبو بكر العيدروس
من أعظم البلواء والشحناء
جور الهوى بمحبة الغبناء
ومن العجائب والعجائب جمة
ودّي له والصد منه جزائي
لا تنكروا جزعي وكثر تلهفي
دائي تمادى ما عرفت دوائي
لا تعذلوا من لو أطاق تحيلا
لسخي بنور العين والأحشاء
بئس الحياة حياة مثلي إنني
من جملة الموتى في الأحياء
وعجبت أشكوه وأشكر فعله
عكس الهوى فعل الخطا بثنائي
هيهات من ذاق المحبة لم يذق
طعم الحياة حلية بهناء
طاق الهوى المعقول يا أسفي على
عقل زكيّ رادع لهوائي
قد جدّ بي حزني لبعدك يا فتى
فأنا أسير بلابل وشجاء
يا مامتي ألقى الصفى من فاتني
يا خيبتي يا حسرتي وعنائي
صبت عليّ من الصبابة محنة
تكسو ضياء الشمس ثوب دجاء
لا لوم يلحق مهجتي إن هي جرت
بعد الدموع من البكا بدماء
لِلّه ما من منصف من ذي الهوى
أصلاً وهل من قاهر الرقباء
تبت يدا عواذلي قد أردفوا
بملامهم بلوى على بلوائي
ما أنصفوا لو أنصفوا لم يعذلوا
أيلومني من لم يذوق هوائي
هل يستوي صاح وسكران وهل
يدري الصحيح بعلة المرضاء
هيهات ما ذوق العنا مثل الغنا
كلا ولا الضرّاء كالسرّاء
إني لعمرك يا أهيل مودّتي
عفت الكرا من عينك الوسناء
لا والذي أولاك حسن مناطق
ومباسم ومراشف لعساء
ما خنت قطّ مودّتي أو صحبتي
لي همة تعلو على الجوزاء
فبأيّ ذنب حلتم عن صحبتي
وبأيّ شرع باح نقض وفاء
جودوا عليّ بفضلكم يا سادتي
وتداركوني وارحموا شكوائي
أيجوز أن أظما وماء غديركم
عذب رحيق منه كلّ شفائي
تسقون من قد شئتم من مائكم
وأنا أموت بلوعتي وظمائي
ماذا فعال الأكرمين إذا هم
سئلوا ولا ذي شيمة الفضلاء
جودوا ورقوا وارحموا وتفضلوا
بلقاكم عليّ أنال منائي
سهل وربي شاهد لو أنكم
تستسلمون لقاكم بفنائي
إي والذي أجرى النسيم ومن به
نور النجوم مزين لسماء
مازال نفسي في الترائب لم أكن
أقطع من اللقياء قط رجائي
طمعت نفسي مطمعاً وأظنه
صعب وعند اللَه حسن عزائي
يا ربّ إن لم تقض لي بزيارة
من حبتي فاغفر جميع خطائي
أستغفر اللَه العظيم فانني
مستعصم بالعروة الوثقاء
بالهاشمي المصطفى خير الورى
وشفيعنا ذي الرحمة العظماء
قد شاهد الربّ العظيم بعينه
صدقاً عياناً ليس في الرؤياء
لولاه ما كان الطريق لجنة
مسلوكة للأتقيا النجباء
العابدين الحامدين أولى الحجا
والتاركين الفضل في الدنياء
يا ربّ بالهادي الحبيب محمد
وبآله واصحابه الكملاء
اغفر ذنوبي كلها ومثالبي
أيضاً وعشني عيشة السعداء
ثم الصلاة عليك من ربّ السما
يا أعلم العلماء والحكماء
شرح ومعاني كلمات قصيدة من أعظم البلواء والشحناء
قصيدة من أعظم البلواء والشحناء لـ أبو بكر العيدروس وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.
عن أبو بكر العيدروس
أبو بكر بن عبد الله الشاذلي العيدروس، من آل باعلوى. مبتكر القهوة المتخذة من البن المجلوب من اليمن، كان صالحاً زاهداً، ولد في تريم (بحضرموت) وقام بسياحة طويلة، ورأى البن في اليمن، فاقتات به فأعجبه، فاتخذه قوتاً وشراباً وأرشد أتباعه إليه، فانتشر في اليمن ثم في الحجاز والشام ومصر، ثم في العالم كله، وأقام بعدن 25 سنة وتوفي بها. ولجمال الدين بحرق الحضرمي كتاب فيه سماه (مواهب القدوس في مناقب ابن العيدروس) . له كتاب في علم القوم سماه (الجزء اللطيف في علم التحكيم الشريف) تصوف على طريقة الشاذلية، و (ثلاثة أوراد) ونظم ضعيف جُمع في (ديوان) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب