من الحب ما أضنى المشوق المتيما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من الحب ما أضنى المشوق المتيما لـ السيد عبد الجليل

اقتباس من قصيدة من الحب ما أضنى المشوق المتيما لـ السيد عبد الجليل

مِنَ الحُبِّ ما أَضنى المَشوقَ المُتَيَّما

وَأَذهَلَهُ حَتّى أَضاعَ المُحتَما

بِهِ شُغلُ قَلبِ المُستَهامِ وَلُبُّهُ

وَما اِنفَكَّ مَصروعُ الخَزاعِبِ مُغرَما

وَإِنّي بِأَدواءِ الغَرامِ وَطبه

خَبيرُ فَخذٍ عَنّي لِجُرحِكَ مُرهَما

بِنُصحٍ يُزيلُ الغَيَّ عَن مُستَقَرِّهِ

وَيَدعو إِلى الرُشدِ الَّذي يَكشِفُ العَمى

أَخا الوُدِّ إِنَّ الحُبَّ لا يَرتَقي لَهُ

سِوى مَن أَقامَ الصَبرَ لِلوَصلِ سَلما

سَبيلُ الهَوى وَعَر المَسالِكِ حالُكَ

وَمِن أُمِّهِ لِلرَيِّ أَورَدَهُ الظَما

وَإِن قَصاراهُ سُهادَ وَلَوعَة

وَوُجد وَتَبريح كَذا مَدمَع هَمى

وَهَل يُستَطابُ العَيشُ مِنكَ عَلى الجَفا

مَعَ الصَدِّ لَو زُرتُ الدِيارَ مُسلِما

وَمَن لَكَ في دَفعِ العَناءِ وَقَد عَتا

رَقيبَ وَواشٍ مَنبَعَ الشَرِّ مِنهُما

وَإِن أَشرَعتَ لدن القُدودِ لَكَ القَنا

وَفَوَّقتَ الأَلحاظِ نَحوَكَ أَسهُما

وَدُبتَ مِنَ الأَصداغِ سودَ عَقارِب

لِتَمنَعَ في حُرِّ الهَوى مَورِدَ اللَمى

وَمُستُ أَفاعي مُرسِلات غَدائِر

فُؤادَكَ إِن أَفضى بِكَ الشَوقُ لِلحِمى

وَما حالُ مَشغوفٍ يَرى غُرَّ أَوجه

أَبى حُسنَها لِلتيهِ أَن تَتَلَثَّما

أَيَثبِتُ لُبٌّ وَالثُغورِ بَواسِم

تُساقِطُ لِلياقوتِ دُرّاً مُنَظَّما

فَهَل لَكَ مِن حُسنِ اِصطِبارِكَ جَنَّة

تَقيكَ إِذا ما عامَلَ الحُبُّ أَقدُما

أَما في سُيوفِ الغَنجِ لِلصَبرِ قاطِع

إِذا ما اِمتَطى صيب مِن اللَيلِ أَدهَما

عُهودُ الغَواني كَاللَيالي كَواذِب

وَإِن صَدَرَ الميثاقِ مِنهُنَّ مُبرَما

يُهاطِلنَ بَل يَخلُفنَ بِالوَعدِ عادَة

وَيَملِكنَ حُرّاً بِالمِلاحَةِ مُغرَماً

وَيَذِلِّلنَهُ عَمداً وَإِن عَزَّ جانِباً

وَيَحسِبُ مِنهُنَّ الهَوانُ تَكَرُّما

عَلى أَنَّني لَبيتُ داعِيَةَ الهَوى

مُطيعاً وَأَمضَيتُ اللَيالي مُتَيَّما

وَأَعطَتني الأَيّامُ فَضلَ زِمامِها

خَليعاً وَقَد خالَفتُ في الحُبِّ لُوَّما

وَكابَدتُ لَوعاتَ الهَوى وَشُجونَهُ

وَكَم ذُقتُ شَهداً مِنهُ حيناً وَعَلقَما

فَما اِختَرتَ لي غَيرَ الصَبابَةِ مَذهَباً

وَحَسبُكَ عِلمي بِالغَرامِ فَكُن كَما

وَلا تُطِعِ الأَيّامِ في غَيرِ صالِحٍ

وَخَيرُ فِعالِ المَرءُ ما طابَ مَغنَما

وَعاشِر ذَوي الآدابِ وَالعِلمِ وَالنُهى

وَلا تَصحَب الفَدمَ الدَنيءِ المُذَمَّما

وَحافِظ عَلى أَكرومَةِ تَستَزيدُها

فَتَلفقى عَلى حسنِ الثَناءِ مُعظَما

وَكُن ذا وَفاءٍ في الإِخاءَ كَما وَفت

سَجايا الهِمامِ العَبقَرِيِّ الَّذي سَما

هُوَ الأَلمَعي الماجِد الباسِل الَّذي

عَلى صَهواتِ المَجدِ قُدُماً تَسَنُّما

لَهُ السَبقُ لِلغاياتِ في مَكسَبِ الثَنا

كَريمٌ يَرى غُرَّ المَناقِبِ أَنغُما

شَأى بِالمَزايا الغُرَّ كُلُّ مسود

وَما كُلُّ مِقدامٍ يُطارِحُ ضَيغَما

أَتى مثريا مِن كُلِّ فَضلٍ وَمَفخَرِ

وَلكِن بَدا مِن باعِثِ اللُؤمِ مُعدَما

لَهُ هِمَّةٌ تُدني لَهُ كُلَّ سُؤدُد

وَلَو كانَ في تِطلابِهِ يَبلُغَ السِما

رَضيعَ المَعالي وارِثُ المَجدِ عَن أَب

فَجدٍ فَجِد طابَ فِرعاً وَمُنتَمى

وَما هَمَّهُ إِلّا اِكتِسابِ فَضائِلَ

بَها شادَ أَركانُ المَحامِدِ مُذنَما

لَقَد ضَلَّ مَن يَسعى لِيُدرِكَ شَأوُهُ

وَهَل كُلُّ ساعٍ جَد يَبلُغ أَنجُما

أَما العُمَرِيُّ النَدبُ فارِس حَلبَة

رَأى الفَخرُ فيها جاءَ نَهباً مُقسَما

فَأَوفى عَلى سَرحِ المَكارِمِ فَاِصطَفى

كَرائِمِها بِالعِزِّ إِذ بانَ مُعَلِّما

وَأَحكُمُ ما قَد شادَ آباؤُهُ لَهُ

تُقىً وَعَلا عِلماً وُجوداً مُيَمَّما

فَبَيتَ بَني الخِطابُ أَصبَحَ زاهِياً

بِطَلعَتِهِ كَالرَوضِ فاحَ مُنَمنَما

بِآرائِهِ تَنجابُ كُلُّ مُلِمَّة

مِنَ الخَطبِ إِنَّ البَدرَ يَكشِفُ مُظلَما

يُقيمُ اِعوِجاجُ الأَمرِ صائِبٌ رَأيَهُ

فَلا بدع لِوَيدعى بِذاكَ المُقَوَّما

وَما زالَ يَرقى لِلمَفاخِرَ عَزمَهُ

قَد اِتَّخَذَ الإِفضالُ وَالفَضلُ سَلما

أَخو خَلقِ فاقَ النَسيمَ لَطافَة

سَحيراً إِذا بِالزَهرِ مَرَّ تَبَسُّما

لِرِقَّتِهِ يَنقادُ أَشوس عابِس

وَيُضحي بِهِ عَيشُ الحَميمِ مُنعَما

وَما شِئتُ مِن أَخلاقِهِ خُذ فَكاهَة

وَلَوَجَد تَلقى مِنهُ جَيشاً عَرَمرَما

بَدا عابِد الباقي رَبيبَ مَكارِم

أَبَت أَن تَرى لِلثَقفِ في ذاكَ تَوأَما

يَفي الحَليفَ الوُدِّ عَهداً وَإِن نَأى

وَيَرعى لَهُ حَقَّ الوُدادِ إِذا اِنتَمى

فَيَبذُلَ فيما سَرَّهُ كُلَّ وُسعِهِ

وَيَدفَعُ عَنهُما يَسيىءُ تَكَرُّما

وَلَيسَ يُبالي لَو يَخوضُ بِهِ الوَغى

وَيَركَبُ مِتنَ الوَعرِ فيما تَجَشَّما

وَذا دَأبُ أَربابَ المُروءاتِ وَالعُلى

وَهُم دونَهُ ذاتا وَطَبعاً وَمُنتَمى

شَجى في مَساغِ الضِدِّ قَد فَلَّ عَرشَهُ

بِحَزمٍ وَإِقدامٍ وَرَأيٍ تَحكُما

فَيا اِبنَ الأَولى جادوا فَسادوا وَاِرهَفوا

لِحِفظِ العُلى عَزماً وَعَضباً مُصَمَّما

وَأَعلوا مَنارَ الدينَ بِالعِلمَ وَالتُقى

وَبَذلُ النُفوسِ السامِياتِ عَلى الدُما

لَقَد صُنتَ ما شادوهُ مِن كُلِّ مَفخَرِ

وَعِزٍّ وَمَجدٍ أَن يَعودَ مُهَدَّما

وَأَنتَ خَليقَ إِن قَفَوتَ فِعالَهُم

وَلا غَروَ فَالضُرغام يَنتُج ضَيغَما

حَبيبِيَ إِن لَم تَحظَ عَيني بِنَظرَةٍ

إِلَيكَ فَفي قَلبي خَيالُكَ خَيَّما

أَحن إِذا ما مَرَّ ذِكراكَ لِلقا

وَأَنّى بِهِ مِن عاجِز قَد تَلَعثَما

وَأَذكُر في الفَيحاءِ عَصراً قَطَعتَهُ

بِمِرآكَ فَاِرفَضت دُموعي عِندَما

وَأَرجو إِله العَرشِ يَجمَعُ شَملَنا

عَلى الأُنسِ ما بَين الحَطيمِ وَزَمرَما

وَهاكَ حَليفَ الجودِ مِنّي فَريدَة

كَاِطرابِ غَنجِ الغانِياتِ مِنَ الدِمى

عَقيلَة قَومٍ جاءَ حَتماً وُدادَهُم

بِهِ قُربَة تَدني مِنَ اللّهِ مُسلِما

أَبَت أَن يَمِسَّ النَذلُ فَضلَ رِدائِها

وَلَيسَ هَجينٌ كَالهجانِ مُعظما

وَلَولا صَفاءَ الوُدِّ صينَت بِخُدرِها

جَلالاً وَكِبَراً عَن مُماثَلَة الإِما

وَما بَرَزتَ إِلا الكُفءِ مُهَذَّبِ

عَريقٌ يَرى حَقَّ النَسيبِ المُقَدَّما

وَما هِيَ مِمَّن باعَ بِالمُهرِ حُسنَها

أَتَعتاضُ بِالدينارِ لِلغُبنَ دِرهَما

فَما مَهرُها إِلّا القَبولُ وَإِنَّها

تُصادِفُ مِن عَلياكَ عَطفاً لِتَغنَما

وَسَتراً عَلى تَقصيرِ ناسِج بَردَها

فَكَم ناسِج بَرداً وَليسَ مُسهَما

لَقَد طالَ عَهدي بِالقَريضِ لِأَنَّهُ

غَريبٌ بِهذا الصَقعِ وَالغُربَةِ العِمى

وَلَولا بَقايا ف الشَبابِ اِدَّخَرتُها

لِما سَغَت إِكليلاً وَعِقداً مُنَظَّما

وَلا زِلتَ يا رَبَّ الكَمالِ مُمَتَّعاً

بِعِزٍّ وَإِسعادٍ يُقارِن أَنعُما

تُلازِمُكَ الأَفرحُ ما اِشتاقَ وَاِله

إِلى خِلَّه أَوواصِل الحُبِّ مُغرَما

شرح ومعاني كلمات قصيدة من الحب ما أضنى المشوق المتيما

قصيدة من الحب ما أضنى المشوق المتيما لـ السيد عبد الجليل وعدد أبياتها واحد و سبعون.

عن السيد عبد الجليل

السيد عبد الجليل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي