من الصدع في قلبي غداة تهدما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من الصدع في قلبي غداة تهدما لـ مصطفى صادق الرافعي

اقتباس من قصيدة من الصدع في قلبي غداة تهدما لـ مصطفى صادق الرافعي

من الصدع في قلبي غداةَ تهدَّما

سمت نظراتُ الروح خلفك للسما

رأَيتك نوراً في علاها كأَنهُ

شعاعٌ لمصباح الجنان قد انتمى

عليه ابتسامُ الأمِّ في وجه طفلها

ولألأةُ اللحظين لما توسما

فلو ترسل الارواح في الجوِّ نورها

عرفتكِ بالنور الذي قد تبسما

أنا منك بين العالَمين كأَنني

أُشكك في الدنيا فما هي منهما

أراها خلاءً منكِ الاَّ محامداً

وآثار فضل حيةً وترحما

وقبراً أرى تلك المقابر كعبةً

وذاك بها الركن الكريم المعظما

امرُّ عليها خاشعاً مثلمساً

وأَحنو عليهِ خاضعاً متسلما

وألثمُ ترباً حين مستهُ أَدمعي

بروح البكا صلى عليك وسلما

بذا الدمع من هذا الفؤَاد محبة

أذاعت بهِ سرَّ الحياة المكتما

فلو اذن الله التراب غدا بها

فؤَاداً وصارت ذي الدموع بهِ دما

ولما استباحت موطن الصبر لوعتي

وقارع سيفُ الحزم حتى تثلما

وقفتُ فكانت وقفة العمر في الردى

على نَفس أَلقى بهِ وتصرَّما

وبين ضلوعي زفرتان من الأَسى

تثيهان في صدري فما بلغا الفما

كأَنهما خيطان بالقلب علقا

فان صعدا يصعد وان هبطا ارتمى

وارعدُ وَهناً كالجناح تهزُّهُ

حمامتهُ في عطفها مذ تحطما

وخيّل لي أن الفضاءَ يدور بي

وأَن طريقي مدَّ في الجوِّ سلما

فيا لهفتاكم عبرةٍ قد تردَّدت

بصدري ولو كانت بطودٍ تأَلما

تنفسُّ في قلبي فتلهبهُ اسى

وتذكيهِ اشجاناً تحرقهُ ظما

بكيتُ فأَلفيتُ البكاءَ كأَنهُ

حقيقةُ موت تستحيل توهما

وأوريتُ زندَ الدهر قدحاً فلم تزل

صواعقهُ حتى استنيرتُ وأَظلما

وكادت ترى عيناي في سحب ادمعي

متى ارتجفت برقاً من النار مضرَما

فيا دمع ايام الحداثة ليتني

حفظتك للبؤسى لقد كنت أَنعما

وكنت ندى فجري فمن لي بالندى

اذا الجوُّ من شمس الحياة تحدَّما

بكاءٌ بكيناهُ وصرنا لِضحكنا

فأَرَجعنا نبكي عليهِ تندُّما

جزعتُ ولولا أنَّ مثلكِ في النسا

قليلٌ لعاتبتُ الزمان المذمما

وكنت أَقول الارضُ صارت مآتماً

عليكِ لو أنَّ الارض تصلح مأتما

وما تسعُ الدارُ التي صار أَهلها

بطرفة عين يبلغون الى السما

ولو كان فيها للنفوس حقيقةٌ

لما كان يبقى ذلك الموتُ مبهما

وأَبغضتُ فيكِ الليل من أَجلِ كوكبٍ

على ظلمات الحزن فيهِ تبسما

وغاضبتُ فيكِ الروض من أَجل طائر

على أَدمع الأَنداءِ فيهِ ترنما

ولو أَن هذا الحزن علم لبثهُ

فؤَاديَ في الدنيا لكي تثعلما

فيا مَن لأَمرٍ لا يرَدُّ اذا مضى

ولا عِوَضٌ منهُ وان كان أَعظما

أذَلتُ لهُ دمعي الاَبيَّ وان يكن

أَعزَّ من الدنيا عليَّ واكرما

ولو بذلوا لي كلَّ بحر بدمعة

على الأرض عدَّت همتي الدمع مأثما

ولكنني ابكيك بالأعين التي

رأت طلعة الدنيا ابتسامك والفما

ومن كان مولوداً بأُمينِ فليلم

على جزعي وليرمني كيفما رمى

شرح ومعاني كلمات قصيدة من الصدع في قلبي غداة تهدما

قصيدة من الصدع في قلبي غداة تهدما لـ مصطفى صادق الرافعي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر. أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول. وله رسائل في الأدب والسياسة. له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب -ط) ، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط) ، (حديث القمر -ط) ، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها[١]

تعريف مصطفى صادق الرافعي في ويكيبيديا

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي. تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي