من العار لولا أن طيفك يطرق
أبيات قصيدة من العار لولا أن طيفك يطرق لـ مهيار الديلمي
من العار لولا أنّ طيفَكِ يطرقُ
عُلوقُ الكرى بالعينِ والقلبُ يعشقُ
خيالٌ من الزوراء صدَّقتُ فرحةً
به خدَعاتِ الليل والصبحُ أصدقُ
عجبتُ له أدنى البعيدَ وسمَّح ال
بخيلَ وأهدى النومَ وهو مؤرَّقُ
طوى رملتَيْ يبرينَ لا هو شائمٌ
ولا خائلٌ من روعة البين مشفقُ
يمثِّل من خنساء غَيْرَى بأن ترى
سوى وجهها شمساً على الأرض تُشرِقُ
فنبَّه من أيام جَمعٍ لبانةً
يكاد لها جمعُ الضلوع يفرَّقُ
لدى ساعةٍ أما الضجيع فصارِمٌ
وأما الوثيرُ من وسادٍ فَمِرفَقُ
وفي الركب هاماتٌ نشاوَى من الوجَى
وأيدٍ طريحاتُ الكلالِ وأسؤقُ
وشُعثٌ أراق السيرُ ماءَ مَزادهم
وهمَّاتُهم فيه رَوايا تَدفَّقُ
بهم فوق لسعاتِ الرحال تململٌ
وفيهم إلى أخرى الأماني تشوّقُ
كأن لهم عند الكواكب حاجةً
فأحشاؤهم مثلُ الكواكب تخفقُ
يُسرُّون من نجدٍ حديثاً عيونُهم
به في الأحاديث المريبة تنطِقُ
ورامٍ بنجدٍ خضَّب السهمَ من دمى
على ما اتقيتُ وهو بعدُ يفوّقُ
حبائل ما كانت وليست لحاظُه
لها كُفَّةٌ منّي بعضوٍ تَعَلّقُ
هنيئاً له أني أداوَى بذكره
وقد يئست مني الأساةُ فأفرِقُ
وأني جديد العهد مع كلّ غدرةٍ
وكلّ هوىً لا يحمل الغدرَ مخلِقُ
مريرةُ خُلْقٍ في الوفاء وشيمةٌ
أنستُ بها والنافرُ المتخلِّقُ
وقوَّدني للحبّ أولُ زاجر
أخبُّ على حكم الزمان وأَعنقُ
وقد كنت صعباً في مماكسة الهوى
فعلّمني جورُ النوى كيف أرفُقُ
وبصّرني بالناس قلبٌ ممرَّنٌ
ولحظٌ على ظنّ العيون محقِّقُ
صديقيَ منهم أين كنتُ مموَّلاً
ثريّاً عدوّي أينما أنا مملقُ
لوامعُ قولٍ كالسراب بلالهُ
بطيءٌ وسَرَّ العينَ ما يترقرقُ
وشرٌّ عليَّ من عدوٍّ مكاشفٍ
صديقٌ طوى لي غشَّه متملِّقُ
ولكنَّ فذَّاً منهمُ صحَّ وحدَهُ
عليَّ وسبري في الرجال معمِّقُ
فذاك ابن أيّوب وإن لم نقس به
بصيرٌ بعوارتِ الأمور محَدِّقُ
غريبٌ دعيٌّ في المكارم شفَّه
على عُجمهِ منك القعيدُ المعرِّقُ
لك السوددُ العِدُّ الحلالُ ومجدُه
رُقُوعٌ بأيدي السارقين تُلَفَّقُ
يلوم على تقصيره عنك حظَّه
وآفته الحدثانُ والعتقُ أسبقُ
ومتسعٌ يوم الخصام بصوته
وباب الكلام الفصلِ عنه مضيَّقُ
إذا ملأت فاه الخطابةُ سَرَّه
وما كلّ آلات الفصيح التشدّقُ
وحاسدُ إقبالي عليك بخُلّتي
ومدحيَ حلوٌ منهما ومنمَّقُ
يرى فَركةً بي عن سواك ومسرحاً
وعندك قلبي بالمودّة مُوثَقُ
وفي الناس من يبغي مكانَك من فمي
وقلبيَ مشتاقٌ ورهنُك أغلقُ
ومحتجب بالملك يَشرَق بابُه
بموكبه الغاشي ويُرجَى ويُفرَقُ
دعانِي لِمَا أدركتَ مني ففاته
لسمعيَ أن أُصطاد نسرٌ محلِّقُ
أراد برفدٍ طيبٍ ما ملكتَه
بودًّ وريحانُ المودّة أعبقُ
وعاب أناسٌ حشمتي وتأخُّري
بنفسي وأبوابُ المطالب تُطرقُ
وقالوا تقدّم قد تموَّل ناقصٌ
وأنت وأنت الواحدُ الفضلِ مخفِقُ
ويا بردَ صدري لو حُرِمتُ بعفّتي
ويسريَ لو أني بفضليَ أُرزقُ
تسمَّعْ فإنّ الإنبساطَ يقصُّها
أحاديثَ في سوق المحبة تنفُقُ
هل المهرجان اليومَ إلا نذيرةٌ
بهجمةِ أيّام من القُرِّ تُزهقُ
مصاعيبُ ترمي كالمصاعيبِ في الدجى
لُغاماً على الآفاق يطفو ويغرقُ
ترى الليلة الدهماء شهباءَ تحته
ويُصبح منه أخضرُ اللون أَبلقُ
إذا ولِيتْ كفُّ الشَّمال التئامَه
فليس لكفّ الشمس منه مفرّقُ
وإن مسّ جسماً عارياً مسَّ مُحرقاً
على برده والثلجُ كالنار تُحرقُ
فهل أنتَ منه حافظي بحصينةٍ
تمرُّ بها تلك السهامُ فتزلَقُ
تضمّ إلى الدفء الجمالَ فوجهها ال
رَقيقُ وَقاحٌ ليلةَ القُرّ يُصفَقُ
موافقةٍ لوناً وليناً كأنما
تجارَى بعطفيها نضارٌ وزِئبقُ
رعى أبواها من خَوارزمَ هضبةً
ترفُّ عليها الغادياتُ وتُغدِقُ
ودبَّا على أمنٍ وخصبٍ فلفَّقا
بجسميهما جسماً يقي ويُمرِّقُ
وقيضَ لها طَبٌّ فلاءم بينها
صَناعٌ إذا ولّيتَه متأنِّقُ
أخو سفرٍ من إصبهان وِلادُهُ
وبغداد منشاه مُجلٍّ مدقِّقُ
كأن الذي سدَّى وألحمَ روضةٌ
تَفَتَّحُ من حوك الربيع وتُشرِقُ
لها شافعٌ عند القلوب بأحمرٍ
حكى دمَها تحنو عليه وتُشفِقُ
وقرّبها عند النفوس بأسودٍ
على أبيضٍ أو أبيضٍ فيه أزرقُ
ومهما تكن من مُرسِلٍ أو مصوّرٍ
فرأيك في التقريب منه الموفَّقُ
وأحظى لديَّ من صحيحٍ ببُطئهِ
مَخيطٌ له ريحٌ بنشرك يَفتُقُ
ويُفسدها عندي المِطالُ فربما
تُسابق لفظَ الوعد حزماً فتسبِقُ
سواءٌ إذا عجّلتها زِينَ منكبٌ
جمالاً بها أو ليث بالتاج مَفرِقُ
ويقبح عند الودّ والمجدِ أنني
أُرَى عطلاً منها وأنت مطوَّقُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة من العار لولا أن طيفك يطرق
قصيدة من العار لولا أن طيفك يطرق لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ستون.
عن مهيار الديلمي
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]
تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا
أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ مهيار الديلمي - ويكيبيديا