من بات يشرب من رضابك مسكرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من بات يشرب من رضابك مسكرا لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة من بات يشرب من رضابك مسكرا لـ شرف الدين الحلي

من بات يشرب من رضابك مسكرا

ويَعَضُّ من تفاح خدِّك أحمرا

يمحا لماك برشفه في ليلة

أرجت فلم تر غير صدغك عنبرا

يا جنة الحسن التي حسناتها

شفعت لنا حتى وردنا الكوثرا

لو لم تكن من روضة قدسيَّةٍ

ما راق ثغرك كالأقاح منوّرا

لما طلعت فكنت بدراً نيِّراً

لم تلتفت حتى رأينا كوثرا

لهجوا بهاروتٍ وبابل برهةً

حتى ظهرتَ فكان طرفك أسحرا

ما ضم بردك من قضيب أراكة

إلا حوى يا ريم أحوى أحورا

استر جمالك باللثام فإنه

حسن ببهجته مراقبة الورى

واغمد من الأجفان سيف فواتر

كبواتر تردي الكميَّ مشهرا

لم يلق يوم الروع طرفك فارس

إلا وأصبح في الدماء معفرا

وَاصَلْتَ بين قلوبنا وغرامها

وقطعت ما بين النواظر والكرى

ما كنت أحسب قبل قدِّك مائساً

آساً يرى بالجُلَّنَار منورا

ما احمر دمع العين بعد بياضه

حتى اجتلى منه العذار الأخضرا

وأغن خُوطِيّ المعاطف ما انثنى

إلا أقل الغصن بدراً مسفرا

أحيا لمهجتي الصبابة مثلما

أحييت يا غازي المبارز سنقرا

أحييت سؤدده وحزت فخاره

فحمَيْت وِرْدَ علاه أن يتكدَّرا

لم تبق بعد أبيك رتبة سؤدد

تكسو سواك من العَلاَء محبرا

لك يا ظهير الدين صفوة مَحْتِد

من جوهر المجد اللباب تصورا

لله بأسك عند مشتجر القنا

والجو قد لبس العجاج الأكدرا

وكتيبة قادت إليك رعالها

حرباً فصادفت المُشِيح المسعرا

لقحت بضربك عقمها فنتاجها

شر أذل من الطغاة الأصعرا

خطبت سيوفك فارعووا لكلامها

لما نصبت لها الجماجم منبرا

ومصاع بأسك رائع في مأزق

أرخى سحاباً للطِّراد كَنَهْوَرَا

والنقع يكسو الأفق ثوباً أدكناً

والأرض تلبس أرجواناً أحمرا

وإذا الجحافل أجلبت وتألبت

يوم الهياج رأتك وحدك عسكرا

وعصابة رحلت إليك ركابها

والسحب يمنع درَّها أن يقطرا

جادت سحابك قبل شَيْم بروقها

صلة قطعت بها الزمان الأغبرا

فترحلوا يثنون عنك بصالح

ولو أنهم كتموا نداك لخبرا

ولكيف يخفى نائل أسديته

فَغَدَا من الشمس المنيرة أشهرا

تهمي ظباك لمأزق ولطارق

غيثين جادا بالقراع وبالقرى

كالبرق في خِلل الغمام صواعق

تُخْشَى وتَرْجُو منه نوءاً ممطرا

في مَاقِطٍ أصمى الرجال وسرده

يَدْحُو له الورد الجياد الضمرا

فكأنما عقبان جوّ ضريَّة

حملت خفافاً مثلهنَّ إلى الشرى

في جحفل سد الفضاء حديده

وطمى فعم الشاهقات وكفَّرا

بحر من الزَّرد المضاعف طافح

بالموج يَدْهم مُنْجِداً أو مُغْوِرا

فوحق أيام لبست نعيمها

في القرب منك أودُّ لو أن تشترى

إن الترحل عنك أضرم في الحشا

ناراً تلَهَّب وقدها وتسعرا

فبأيِّ أرض كنت جاءك منطقي

يقري الثناء به عليك مبشرا

لا دام بُعْدِي عن فنائك إنه

مغنىً صحبت به زماني أزهرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة من بات يشرب من رضابك مسكرا

قصيدة من بات يشرب من رضابك مسكرا لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي