من داؤه الحب لم يبرأ من الألم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من داؤه الحب لم يبرأ من الألم لـ الحبسي

اقتباس من قصيدة من داؤه الحب لم يبرأ من الألم لـ الحبسي

مَنْ داؤه الحبُّ لم يبرأْ من الألم

ومن يهِمْ من فعال البين لم يُلَمِ

ومن دواه الهوى فالوجدُ يَهْتكه

ومن يبيتُ بداء الحب لم ينم

وليس يكتم حبا منْ به سطعتْ

نارٌ وماء المآقي منه كالدِّيَمِ

يا كاتم الحبِّ كيف الصبرُ مع سقمٍ

وكيف تكتمُ سرا غيرَ مُنْكتم

أما ترى الدمعَ يُفشى سِرَّ صاحبه

والحبُّ للجسم كالسكين للقلم

نعمْ بكيتُ على الأحبابِ حين نأَوْا

وخَلَّفوني حليف الوجد والندمِ

ما لاح برق وما هبَّتْ رَياحُ صباً

إلا تذكرتُ طيباً في ديارهمِ

تالله ما هذه الدنيا وزخرُفها

إلا كتأويلِ أضغاثٍ من الحُلُمِ

وكم حوَى هذه يا صاح مِنْ مَلِكٍ

أباده هاذمُ اللذاتِ والنعم

وكم أعانتْ وكم أغنتْ وكم رفعتْ

وكم أماتتْ وكم أفنتْ من الأمم

لو أنها هذه يا صاح دائمةٌ

لنا لدامتْ لخير العُرْب والعجم

محمدٍ المصطفى المختارِ سيدنا

لولاه ما صلَّت الدنيا ولم تَصُم

صلى عليه إِلهُ العرشِ ما صدَحَتْ

ورقا وما خطر الماشي على قدم

فما بكيْتُ على مالٍ ولا ولدٍ

ولا على إبلٍ أبكى ولا نَعَم

ولا ديار أحباء عفَتْ وخلَتْ

ولا على طللٍ بالٍ ولا خِيَمِ

ولا فتاةٍ تريكَ الشمسَ كاسفةً

وتترك الليلَ باهٍ غيرَ مرتكم

لكن على منْ وَرِثْتُ الحزنَ بعدهم

كادَتْ بلادُهم تبكى لفقدهمِ

لله طيبٌ بذيَّاكَ الزمانِ مضى

عنا ولكن طيبَ الذّمْر لم يدمِ

كيف البقاءُ وكيف الحالُ بعدهمُ

هل يسْتوى بدَنٌ حيّاً بلا نسم

يا ليت داريَ معْ كلِّ الديار فدى

لأرض بيرين دار السادة البُهَم

دار حوَتْ كلَّ شىء ما حوت عُشُراً

منه الديار وقد فاقتْ على إرَم

فانظرْ إلى العيسِ والخيل العِتاق وكلِّ

الطير والضأن والآام الغنم

وانظرْ إلى الخير والوُفّادُ قد نزلوا

بقربه وهْو يُغنى جائعاً وظمى

وانظرْ إلى كل شىءٍ لا يشاكهُهُ

شىءٌ مع العرَب العرْباءِ والعجم

قفْ بالبلاد حِذَا الحصْن المُنيف وسلْ

يخبرْكَ ما حاله من بعد بيْنِهم

يُخبرْك حقا وصدقاً حين تسألُه

عمَّن ثوى فيه تحت الطين والرَّجمِ

هو الكريم الحليم القرْم سيدُنا

بَلْعربٌ سيدُ الأحرارِ والخدِم

السيدُ العلمُ ابنُ السيدِ العلمِ

ابْنِ السيد العلم ابن السيدِ العلمِ

هو الإمامُ الهمامُ الليثُ عادتُه

حتفُ العُداةِ وأهلُ البغى كلِّهمِ

ليثُ الأسودِ فتى ذاكى الجدودِ وقتَّ

الُ الحسود بعضْبٍ صارم خذم

ذو العلم والحلم ذو جودٍ وذو كرمٍ

والدين والمكرُماتِ الغُرِّ والشيم

لهفي علية ويا طولَ البُكاءٍ على

عصرٍ به ما رأينا قطُّ مِنْ عَذِم

نعم السخىُّ الفتى الزّاكى النقى ويا

طوبى لمن أوعد الأعدا بجسمهم

يا ويلَ أعدائه يومَ اللقاءٍ غدَوْا

قتلَى الظُّبَى وطعامَ السبع والرَّخم

يسقى الغضا شرْبةً من بعد شربته

بالماء رِيّاً ويسقى من دمائهم

يا مَورداً شَبِماً ذو الفقر واردُه

وبحرَ سُمٍّ لأهل البغى مُلتطم

عذْب لوارده سُمٌّ لحاسده

طوبى لقاصده أحلى من الشَّبِم

تُغنِى المَلاَ يدُه جُمٌّ فوائدُه

كم قال وافدُه يا نفسُ فاغتنمي

اللهُ أعطاه مُلكا في الحياة وقد

أعطاه فضلاً وجيشا غيرَ مُنهزم

وإن رأى قومُه قومَ العدا قتلوا

منهمْ وذو البغْى لم يسمعْ ولم يشم

كأن أسيافَهم تحتَ العجاج أَضَتْ

بروقَ نبسان تحت المزْن والظلم

من كان حتف نفوس القوم عادتُه

فبالذي قد حواه مِنْ سيوفهمِ

صادٍ لماء المنايا لم يُصبْه صدىً

وهائم معْ فتى في الحرب لم يَهِم

لله من ذَمِرٍ في الحرب مُشْتهرٍ

بالله مُنتصر بالله مُعتصم

لله من رجل في عزمه عَجِلٍ

والخصم في وَجل منه وفى ألم

وإن رأته ليوثٌ في مبارزةٍ

أضحى به الليثُ باك غير مبتسم

ليثٌ ولكنَّ حاشا ان يكون له

مَرْعى من الفقر أو عارٌ من الأجُم

اللهُ أسكنه حصناً وأيَّده

بالنصر والفضل من آلائه الجُمَم

حتى أتى القدرُ الجارى فغيَّر ما

كانوا عليه فيا سبحان ذى العِظمَ

مضى لخمس سنين بعدما مائةٍ

خلَتْ مع الألف ما في القول من دهمِ

لهجرة المصطفى الهادي لأُمته

محمد القرشيِّ الطاهرِ الشِّيم

صلى عليه إله العرش ما وخَدتْ

عيسٌ وما غرَّدَ الحدون النغم

وإنما هذه دنياكمُ عِبَرٌ

لقلب كلِّ لبيبٍ عاقلٍ فَهِم

فالحمدُ لله رب العالمين على

بقاء مَنْ جودُه يغُنى عن الديم

سيفٍ سلالةِ سلطانَ الذي اتَّضَحتْ

آياتُه كاتِّضاح الصبح للظلم

نعم الإمامُ إمامُ المسلمين وخيْ

رُ الأكْرمينَ حليفُ الجود والكرم

شمسُ الزمانِ وبدر يُسْتضاء به

وصارم باترُ اللاماتِ واللِّمَم

فهْو الشجاعُ الذي صارتْ شجاعتُه

أمراً يقصِّرُ عنه كلُّ مُقتحِم

فلْيبْق ما طلعتْ شمس وما نطقتْ

لسان كلِّ قؤولٍ ناطق بفم

شرح ومعاني كلمات قصيدة من داؤه الحب لم يبرأ من الألم

قصيدة من داؤه الحب لم يبرأ من الألم لـ الحبسي وعدد أبياتها تسعة و خمسون.

عن الحبسي

راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني. شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات. وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي