من علمني حباً كنت له عبدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من علمني حباً كنت له عبدا لـ نزار قباني

1
من علمني
كيف أقشر كالتفاحة قلبي
حتى تأكل من نساء الأرض جميعاً
كنت له عبدا ...
2
من علمني
كيف أؤسس وطناً
يشبه شكل القلبِ ,
وشكلَ الشريان التاجي ,
وشكل العصفور الدوري ,
وشكلَ التفاح الشامي ,
لكنت له ايضاً عبدا ...
3
من علمني
كيف أحب امرأة حتى الهذيان
من علمني
كيفَ بوسع امرأة – دون سواها –
أن تتحرك مثلَ السمك الأحمر داخلَ شرياني
من علمني
كيف بوسع امرأة – دون سواها –
أن تخترع الشعرَ
وترسمَ شكلَ الأزمان ِ ..
من علمني
كيف تصير امرأةٌ – دون سواها –
أقوى نوع من أنواع الإدمان
من علمني ما لا أعلم
كنت له عبدا ..
4
من علمني
أول درس في أحوال الوجدْ
من علمني
كيفَ أواصلُ عشقي
منذ المهدِ .. وحتى اللحدِ ..
من علمني
أن أستخرج ذهباً من أودية النهدْ
من علمني أن حبيبي
نوع من أعشاب البحر ,
وفرعٌ من عائلة الوردْ
من سماني ملكاً في تاريخ العشق ِ ,
فقد أعطاني كل المجدْ
من ثقفني ..
من شرفني بهوى امرأةٍ
كنت له دوماً عبدا ...
5
من علمني
كيف أقول كلاماً يشبه رائحةَ الحنطه
أو يشبه لون الخبز الطالع من عند الفرانْ
من علمني
أن أتزوج هذا الشعبَ ,
وأرفض أي زواج بالسلطه
وعقود اللؤلؤ والمرجانْ ..
كيف أواجه بالأزهار , وبالأشعار ,
هراوات الشرطه
من علمني
أن لا أعمل سائس خيل عند الوالي
أو جارية ترقص في حفلات (الباب العالي)
من علمني
أن لا أحني قامة شِعري
كنتُ له دوماً عبدا ..
6
من علمني
كيف أغير .. كيف أدمرُ ..
كيف أكنس هذا القبحَ ,
وأزرع في الأرض الريحانْ
من علمني
كيف سأنقذ ُ هذا المركبَ ,
من أنواء البحر ,
وأسنان الجرذانْ
من أعطاني عود ثقابٍ
حتى أحرق كلّ أكاذيب التاريخ ,
لكنتُ له دوماً عبدا ..
7
من علمني
أن أنقض على الأشياء
وأرفع رايات العصيانْ
من علمني
كيفَ أسافرُ ضد الموج .. وضد الريح .
وأشعلُ في البحر النيرانْ
من علمني
كيف تكون الكلمة سيفاً
في وجه السلطان
من أهداني سفرَ الثورةِ ,
كنتُ له دوماً عبدا ..
8
من علمني
كيفَ أموتُ على أوراقي
حتى ينتصر الإنسانْ .
من علمني
كيف أكور قلبي مثل رغيف الخبز ,
لكي أطعمه للإنسانْ .
من علمني
كيف أزيل الكلفة بين كتاب الشعر ,
وأفواه الفقراءْ
من علمني
كيف أكون بسيطاً
مثل العشبِ ,
ومثل الماء ..
من علمني
أن أستعمل لغة ً
فيها نزوات الأطفال ِ ..
وفيها إحساس البسطاءْ ..
من علمني
أن الشعر , رسالة حب نكتبها للناس ,
وليسَ هنالك شعر لا يتوجه للإنسانْ
من علمني هذي الحكمة في تعريف الشعر ..
لكنت له دوماً عبدا ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي