من غازل الروض حتى افتر جذلانا
أبيات قصيدة من غازل الروض حتى افتر جذلانا لـ فخري أبو السعود

مَن غازَلَ الرَوض حَتّى اِفتر جذلانا
وَكانَ مُنقَبِضاً بِالأَمس غَضبانا
وَنَضر الزَرع فَاخضرت لَفائفه
وَاِنبَثَ في الأَرض آكاما وَوديانا
وَأَخرَج الزَهر مِن أَقصى مَنابته
فَرصع العُشب أَشكالاً وَأَلوانا
وَصاحَ بِالريح حَتّى قر ثائرها
إِلّا نَسيماً بِعُرف الزَهر مَلآنا
وَكَفكف الغَيث فَاِنجابَت عَوارضه
وَكانَ لا يَأتلي هَطلا وَتَهتانا
وَقشع السحب عَن أُفق السَما فَبَدا
طَلقا وَأَطلَع وَجه الشَمس ضَحيانا
ورد غائل بَرد كادَ يَهلكنا
عات وَأَرسَل دفئاً مِنهُ أَحيانا
أَهذِهِ الأَرض ما زالَت كَما عَهدت
أَم بدلتها جُنود مِن سُلَيمانا
قَد ظَلَ مُلتَحفاً بِالدجن محتجباً
حسن الطَبيعة طُول العام وَسنانا
حَتّى اِنجَلى فَبَدا مِن طُول لَهفتنا
إِلَيهِ آخذ بِالأَلباب عَريانا
وَلِلطَبيعة حَسن حَينما سَفرت
في الشَرق وَالغَرب ساب أَينَما بانا
لَيسَت أَقَل بِأَرض الثَلج فَتنته
مِنها بِواد يَغذى النَخل وَالبانا
وَدَدَت لَما تَمشى في الجَزيرة لَو
يَتاح لي في حِماها الخُلد أَزمانا
عَلِّى أَعبُّ مَليا مِن مناهله
وَيَغتذى القَلب مِن رُباه رَيانا
ذَرعتها مِن جُنوب الأَرض مُبتَغياً
شَمالَها ممعناً في السَير إِمعاناً
وَالشَمس تَرمى شَواظا مِن أَشعتها
آنا وَيَفتَر عنى وَقدَها آنا
مقلقل الشَخص تَعلو بِي غَواربها
حينا وَتَهبط بي الأَغوار أَحيانا
تَبدو عَلى الأُفق الآطام مائِلة
خَلف المَزارع أَسراباً وَأَحدانا
وَقَد عَلَت بَينَها الأَبراج راسية
طَوَت بِموضعها دَهراً وَحدثانا
إِذا هَبطت قُراها أَو مَدائنها
رَأَيت خَيراً وَإِثراء وَعُمرانا
ماجَت بِمَن رَكِبوا فيها وَمَن دَجوا
كَالنمل تَعمر أَلواذا وَكُثبانا
وَإِن أَوبت لِأَحضان الطَبيعة لَم
أُلاق أَحنى عَلى الأَبناء أَحضانا
أَهدَت إِلى وفودا مِن نَسائمها
تَتَرى وَظلا مِن الأَغصان فَينانا
شرح ومعاني كلمات قصيدة من غازل الروض حتى افتر جذلانا
قصيدة من غازل الروض حتى افتر جذلانا لـ فخري أبو السعود وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.
عن فخري أبو السعود
فخري أبو السعود. مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره. له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و (الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و (التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.[١]
تعريف فخري أبو السعود في ويكيبيديا
فخري أبو السعود (1909 - 21 أكتوبر 1940) شاعر وناقد أدبي مصري. ولد في بنها ونشأ ودرس فيها ثم التحق بالقسم الأدبي في مدرسة المعلمين العليا في القاهرة، وتخرج بها حاملًا أجازتها سنة 1931. أُوفد في بعثية علمية إلى بريطانيا سنة 1932، فدرس الأدب الإنجليزي، ثم عاد إلى وطنه متزوجًا بسيدة إنجليزية، وأنجبا طفلًا، وعاش يمارس التدريس في الإسكندرية واشتغل بالتأليف والبحث والترجمة. سافرت زوجته إلى بريطانيا سنة 1939 لزيارة أهلها ومعها ولدهما قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، وحالت الحرب دون عودتهما ثم سمع أن ابنه مات في حادث غرق سفينة بين بريطانيا وكندا، ثم انقطعت أخبار زوجته عنه، فغلبه اليأس، وضاق بالحياة حتى انتحر مطلقًا نار على رأسه من مسدسه في حديقه داره في يوم خريفي وهو نحو الثلاثين من عمره. اشتهر بدراساته مقارنة بين الأدبين العربي والإنجليزي، نشرت مسلسلة في مجلة «الرسالة» بين سنوات 1934 - 1937، وجمعت في كتاب «في الأدب المقارن ومقالات أخرى» وصدرت في 1997. شعره مبثوت عبر صحفات المجلات والجرائد، وله عدة مؤلفات مخطوطة.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ فخري أبو السعود - ويكيبيديا