من قرقف عاطى المدير كؤوسها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من قرقف عاطى المدير كؤوسها لـ أرسانيوس الفاخوري

اقتباس من قصيدة من قرقف عاطى المدير كؤوسها لـ أرسانيوس الفاخوري

من قرقفٍ عاطى المدير كؤوسها

شرباً فطابوا بالشراب نفوسا

كم وحدوا كم هلّلوا كم كبّروا

لمّا أراهم في البدور شموسا

ولقد رماهم في التصابي والهوى

إذ زفّ بكراً بالجلاء عروسا

شبّت بهم نارُ الجوى في حبّها

وبحبّها كان الجنان وطيسا

وإلى الوصال تهيّجت أشواقُهم

يترقّبون وصالها المأنوسا

يروي الرواة حديث مبدع سرها

ولذكرها يحني الرواةُ رؤوسا

ويُعَنعنون حديثهم في شأنها

حتّى إلى نوح وكان رئيسا

فهي الغزالة والحباب نجومها

بالمزج فالمكلومُ منها يوسى

إن ذرّ ليلاً قرنُها ينأى الدجى

ونفى سناها الهمّ والتعبيسا

بل كلّ ذي نور يكوّم نورَها

ولذا ترى كلّ النجوم مجوسا

وهم لأهل الدير فيها هنّاوا

حسدوا بها الشمّاس والقسيسا

ودما له الرب المسيح اختارها

منه لها قد حازت التقديسا

ليل العشا السري بارك كأسها

فالشرب منها يرحض التدنيسا

وسقى التلاميذ الذين اختارهم

مستنعشاً أجسادهم ونفوسا

وبها تساموا رتبةً وجلالة

وبها غدا ذاك الخسيسُ نفيسا

دارت بها الرسل الكرام بنشطة

يجلون في كل الجهات كؤوسا

قد عيّنوا لجلالها وزِفافها

أبداً أساقفةً لها وقسوسا

فيباركون مقدسين كؤوسها

يتلون ىيات تلاها عيسى

للَه راحٌ قد سمت فمديرها

كان المسيح المفتدى القدّوسا

والخبزُ صيّرهُ له جسداً وبا

لأعراض كلٌّ قد غدا محسوسا

لكن يكون الربّ في الشكلين و

جوداً غذاء مانحا تقديسا

في كل شكلٍ منهما هو كاملٌ

ومن الورى بهما يُرى ملموسا

وبكل جزء منهما أيضاً كذا

بالحب أضحى للنفوس عروسا

قال اصنعوا هذا لذكري ذا لكم

عهدٌ جديدٌ يبطل الناموسا

الحبر ملكيصاذقٌ أبدى لنا

رسماً يدلّ عليهما مأنوساً

يا خمرةً سار الركاب بذكرها

وحداتُهم سيرا أذلّوا العيسا

جابوا الفيافي والعراء وما هووا

قيلولةً فيها ولا التعريسا

وبكل أرض قد طووا في نشرها

حتى ملوا كلّ الجهات شموسا

في الشرق كان شروقها وامتدّ في

كل الدنى وغدا الغروب حبيسا

تهدي إلى سبل الهدى أنوارها

فهي التي قدما رآها موسى

به خمرة قدسيّة فيها الشفا

ويعود حيّا من غدا مرموسا

فيها القداسةُ والنجا لحساتها

يضحي سعيدا من يكون تعيسا

فالشكر للرب المسيح الهنا

ذاك الذي منها أدار كؤوسا

شرح ومعاني كلمات قصيدة من قرقف عاطى المدير كؤوسها

قصيدة من قرقف عاطى المدير كؤوسها لـ أرسانيوس الفاخوري وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن أرسانيوس الفاخوري

أرسانيوس بن يوسف بن إبراهيم الفاخوري. أديب لبناني، من رجال الكنيسة المارونية في بيروت. ولد في (بعبدا) بلبنان وتعلم بمدرسة (عين ورقة) واشتغل بتعليم العربية، وله نظم. توفي ببيروت. له: (روض الجنان في المعاني والبيان-ط) ، و (الميزان الذهبي في الشعر العربي-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي