من كان منك أميرا أيها الرمم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من كان منك أميرا أيها الرمم لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة من كان منك أميرا أيها الرمم لـ ناصيف اليازجي

مَنْ كان مِنكِ أميراً أيُّها الرِّمَمُ

ومَن هُمُ الجُندُ والأتباعُ والخَدَمُ

ومَن هُوَ البَطلُ الحامي الدِّيارِ ومن

كانت لهُ الخُطَبُ الغرَّاءُ والحِكَمُ

أينَ الذي كانتِ الدُنيا تَضِجُّ بهِ

رُعباً وكان عليهِ الجيشُ يَزدَحمُ

مَن كانَ يَهزِمُ أبطالَ الرِّجالِ تُرَى

هل كانَ من وَجهِ ذاكَ الدُّودِ يَنهزِمُ

الكُلُّ صاروا تُراباً لا قِوامَ لهُ

يَدُوسُهُ في الطَّريقِ الخُفُّ والقَدَمُ

قَدِ استَوَى العَبدُ والمَولى على نَسَقٍ

وضاعَ بين التُرابِ السَّيفُ والقَلَمُ

بئسَ الحَياةُ التي مَوجودُها عَدَمٌ

يا لَيتَ لا كانَ موجودٌ ولا عَدَمُ

حُلمٌ رآهُ الفتى في طَيِّ رَقدتهِ

لَيلاً فأصبحَ لا نَومٌ ولا حُلُمُ

كم غَرَّتِ النَّاسَ واستَهوتْ أفاضِلَهُمْ

فَتاهَ في قَفْرِها العَلاّمة العَلَمُ

زاغت عن الرُّشدِ فيها كلُّ باصرةٍ

واستهلَكَت في هواها العُرْبُ والعَجَمُ

لا أوحَشَ اللهُ داراً مِن أحبَّتنا

كانت معَاهِدُها بالأُنس تَبتَسِمُ

بَلى قد استَوحَشَتْ منهم ونحن على

آثارهِم نُؤْنسُ الأجداثَ حَيثُ هُمُ

هيهاتِ ما للمَنايا هُدنةٌ أبَداً

كَلاّ ولا عِندَهُنَّ الأشهُرُ الحُرُمُ

هُنَّ الأبِيَّاتُ لا يَطمعَنَ في سَلَبٍ

فما لَهُنَّ سِوى الأرواحَ مُغتَنَمُ

وَيلاهُ قد هُدِّمَتْ أركانُنا عَبثاً

وهل على الأرضِ رُكنٌ ليسَ يَنهدِمُ

نرجو من الدَّهرِ أنْ يَرعَى لنا ذِمماً

يا وَيحَنا ومَتَى كانت لهُ ذِمَمُ

ماتَ الحبيبُ الذي ماتَ السُرورُ بهِ

منَ القُلوبِ وعاشَ الحُزنُ والضَرَمُ

من بعدِهِ صارَ صَوتُ النَّوحِ يُطرِبُنا

وَجداً وتُزعِجُنا الأوتارُ والنَغَمُ

مَضَى وفي كلِّ قلبٍ بعدَهُ كَمَدٌ

يَبقَى وفي كل جِسمٍ بَعدَهُ سَقَمُ

كأنَّهُ من قُلوبِ الناسِ مُقتَطَعٌ

فكلُّ قلبٍ بهِ من فَقْدهِ ألَمُ

لم تخلُ من صَوبِ دمعٍ بَعدَ مَصرَعِهِ

عَينٌ ولم يَخلُ من ذِكراهُ قَطُّ فَمُ

ولم نجِدْ قبلَهُ من أُمَّةٍ رَجُلاً

بَكَتْ عليهِ شُعوبُ الناسِ والأُمَمُ

قد كنتُ أشكو بِعادَ الدَّارِ من قِدَمٍ

فَحبَّذا اليومَ ذاك البُعدُ والقِدَمُ

وكانت الدَّارُ ترجو أن تَراهُ غَداً

أنتَ الغَريبُ إذا ما عُدَّتِ الشِيَمُ

ما أنصَفتْكَ جُفوني وَهْيَ باكيةٌ

دَمعاً فمثِلُكَ مَن يُبكَى عليهِ دَمُ

أيُّ الفضائلِ ليستْ فيكَ كاملةً

وأيُّ عيبٍ نراهُ فيكَ يُتَّهَمُ

فيكَ التُّقَى والنَقا والعِلمُ مجتمعٌ

والحِلمُ والحَزْمُ والإحسانُ والكَرَمُ

نَرثيكَ بالشِّعرِ يا نَقَّاشَ بُردتِهِ

والشِّعرُ يرثيكَ حتى تَنفْدَ الكَلِمُ

تبكي عليك القوافي والمَحابرُ وال

أقلامُ والصُحْفُ والآراءُ والهِمَمُ

وكلُّ دِيوانِ شِعرٍ كُنتَ تَنظِمُهُ

وكلُّ ديوانِ قومٍ فيكَ ينتظِمُ

وكلُّ طالبِ عِلمٍ فاتَهُ مَدَدٌ

وكلُّ طالبِ رفدٍ فاتَهُ نِعَمُ

حَقٌّ علينا رِثاءٌ فيك نُنشِدهُ

لكن أحَبُّ إلى أسماعِنا الصَّمَمُ

أكادُ من فَرْطِ لَهْفي حينَ اكتُبهُ

أمحو المِدادَ بدَمعِي وَهْوَ يَنْسَجِمُ

قُصِفتَ يا غُصنَ بانٍ في الصِّبَى أسَفاً

لمَّا انثَنيَتَ وقد مالَتْ بكَ النَّسَمُ

كُنَّا نُرَجّي ثِماراً منك يانعةً

فسابَقتْنا المنايا وهْيَ تَقْتَحِمُ

ويَحي تُرى هل لنا في الأرضِ مُجتَمعٌ

وهل تُرَى شَمْلُنا في الدَّهرِ يَلتئِمُ

وهل نَرَى ذلكَ الوجهَ الذي نَسَخَتْ

أنوارَهُ تحتَ أطباقِ البِلَى الظُلَمُ

إن كُنتَ قد سِرتَ عن دار الفَناءِ فقد

نِلتَ البقا حيثُ لا شَيبٌ ولا هَرَمُ

إن السَّعيدَ الذي كانت عواقبُهُ

بالخيرِ في طاعةِ الرحمنِ تُختَتَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة من كان منك أميرا أيها الرمم

قصيدة من كان منك أميرا أيها الرمم لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي