من كوة المقهى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من كوة المقهى لـ نزار قباني

لا تـُسرعي .. فالأرضُ منكِ مزهرهْ
ونحنُ في بحيرةٍ معطرهْ ..

إلى صديق ٍ , أم تـُرى لموعدٍ ؟
تائهة ً كالفكرة المحررهْ

والبسمة ُ النعماءُ .. فوق ميسم ٍ
مسترطبٍ , تخجلُ منهُ السُكرهْ

أم أنتِ لا تبغينَ مثلي وجهة ً
فتضربين في المدى مستهترهْ

إذا أردت الدفءَ .. عندي مقعدٌ
في هذه الزاويةِ المفكره ْ
* * *
مَـنْ علـّم النجومَ كيف تختفي
بهذه المـُلتفةِ المـُزنـّره ْ ؟

على جروحي .. نقلة ً فنقلة ً
تقلبي , حديقة ً مـُخْضَوْضره

تدفقي شلالَ عطر ٍ .. والعبي
على نجوم المغربِ المُكسرهْ

تنبَّهَ المقهى لخيطٍ خير ٍ
من الشذا .. نرميه ساقٌ خيرهْ

مهموسة ُ الإيقاع .. يا لجوقةٍ
صادحةٍ .. صائحةٍ .. مُعبرهْ ..

ويغزلُ اللهيبَ حولي جوربٌ
جُنَّ على رخامةٍ مُشمره ْ
* * *
من ربوةٍ شقراءَ .. جاءتْ نفضة ٌ
دفيئة ٌ .. شهية ٌ .. مُعطرهْ ..

تنتقل لي من نهدها .. رسالة ً
غريقة ً بالطيب , ريّـا , مُزهرهْ ..

غنية َ المرور .. مثلَ هذه
فلتكن ِ الرسائلُ المحبرهْ ..

لو تقبلين دعوتي .. فإنني
مُحيرٌ يبحثُ عن محيرهْ ..

أقصمُ من لفافتي مقاطعاً
وأحتسي أخيلة ً وأبخرهْ

ما ضرَّ لو شاركتني مائدتي
في هذه الخمارةِ المثرثرهْ

لا تسألي ما اسمكَ ؟ ما أنتَ ؟ أنا
رطوبة ُ القبو .. وصمتُ المقبرهْ ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي