من منصفي من سقيم الطرف ذي حور

أبيات قصيدة من منصفي من سقيم الطرف ذي حور لـ ابن سهل الأندلسي

مَن مُنصِفي مِن سَقيمِ الطَرفِ ذي حورِ

رَكِبتُ بَحرَ الهَوى فيهِ عَلى خَطَرِ

ظَبيٌ لَهُ صورَةٌ في الحُسنِ قَد قُسِمَت

بَينَ الكَثيبِ وَبَينَ الغُصنِ وَالقَمَرِ

آلَت لَواحِظُهُ أَلّا يَعيشَ لَها

قَلبٌ وَلَو أَنَّهُ في قَسوَةِ الحَجَرِ

تَجَمَّعَت فيهِ أَشتاتُ الجَمالِ كَما

لِلمَجدِ فيهِ نَظيماً كُلُّ مُنتَثِرِ

يُضَرِّجُ السَيفَ في يَومِ الهَياجِ كَما

يُدَرِّجُ اللَحظَ في خَدٍّ مِنَ الخَفَرِ

كَرّاتُ عَينَيهِ في الأَعداءِ يَومَ وَغىً

تَنوبُ عَنهُ بِفِعلِ البيضِ وَالسُمُرِ

سُيوفُهُ وَالقَنا في الحَربِ فاتِكَةٌ

كَفَتكِ مُقلَتِهِ في القَلبِ بِالنَظَرِ

وَما آنتَشا كَأَبي العَبّاسِ في زَمَنٍ

وَلا يُرى مِثلُهُ في غابِرِ العُمُرِ

البَأسُ وَالجودُ في كَفَّيهِ قَد جُمِعا

مِثلُ الحَديقَةِ بِالحِّياتِ وَالزَهَرِ

هُوَ الغَمامُ يُرى رَحماً وَصاعِقَةً

فَاِرجُ نَداهُ وَكُن مِنهُ عَلى حَذَرِ

أَما دَرى السَيفُ أَن نيطَت حَمائِلُهُ

مِنهُ عَلى ما اِزدَرى بِالصارِمِ الذِكرِ

تَراهُ في مَوقِفٍ لِلمَوتِ طالَ بِهِ

ذَيلُ المَنِيَةِ وَالأَعمارُ في قِصَرِ

بَينَ الدِما وَصَليلِ الهِندِ تَحسِبُهُ

أَقامَ يَرتاحُ بَينَ الكاسِ وَالوَتَرِ

كَأَنَّ سُمرَ القَنا في كَفِّهِ قُضُبٌ

تَلوحُ مِن فَوقِها الهاماتُ كَالثَمَرِ

فَبَأسُهُ رَوَّعَ العِصيانَ مِنهُ كَما

أَخلاقُهُ خُلِقَت مِن ناضِرِ الزَهَرِ

تَاللَهِ لَو عابَهُ الحُسّادُ ما وَجَدوا

عَيباً سِوى أَنَّهُ في خِلقَةِ البَشَرِ

يا مَن لَهُ حَسَبٌ في المَكرُماتِ سَما

مُقَدَّماً فَوقَ هامِ الأَنجُمِ الزُهُرِ

بَقاءُ غُرِّ المَعالي أَن تَدومَ لَها

فَدُم وَلازِلتَ مَعصوماً مِنَ الغيَرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة من منصفي من سقيم الطرف ذي حور

قصيدة من منصفي من سقيم الطرف ذي حور لـ ابن سهل الأندلسي وعدد أبياتها ثمانية عشر.

عن ابن سهل الأندلسي

إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق. شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.

تعريف ابن سهل الأندلسي في ويكيبيديا

أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي (605 هـ / 1208 - 649 هـ / 1251)، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب، ولد في إشبيلية واختلف إلى مجالس العلم والأدب فيها.