من يبيد الأكدار والأقذاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من يبيد الأكدار والأقذاء لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة من يبيد الأكدار والأقذاء لـ عبد المحسن الكاظمي

من يُبيد الأَكدار وَالأَقذاء

وَيعيد الأَنوار وَالأَضواءَ

أَمنير الآفاق شرقاً وَغَرباً

أَمط الكرب واِكشف الغمّاءَ

أَوَلَستَ الَّذي جنود اللَيالي

إِن رأَته تَراجَعَت أَشلاءَ

نط بِهَذا الزَمان بعض مَعاني

كَ يعد كلّه علينا هَناءَ

واِرمِ في البَحر قطرَةً من مَزايا

ك يعد ملحه الأَجاج رواءَ

قَد أناجيك عَن ضَمير وودّ

وَأَخو الودّ لا يملّ النَجاءَ

وَأُناديك مرّةً بعد أُخرى

ثُمّ لَم أَسل أَو تُجيب النِداءَ

أَوَ تغضي يا أَيُّها البَدر عنّا

ما عَهِدناك تألف الإِغضاءَ

أَيُّها البَدر إِن إِغضاك أَقذى

ناظر الرشد وَالهُدى إِقذاءَ

فَاِخرق الحجب واِنشر النور يطو الل

لمعان الخلوب واللألاءَ

حَبَّذا ساعة أَرى الشرق فيها

بك يَختال بهجة وَسَناءَ

إِن ظنيك لست تخلف ظنّي

وَرجائيك لا تخيب الرَجاءَ

أَرِنا ذَلِك الضياء يمزّق

عَن مَواليك هَذه الظَلماءَ

أَسر الهمّ كلّ قَلب فَهلّا

نظرة منك تطلق الإِسراءَ

أَوشَكَت هَذه القُلوب تشظّى

حرقاً وَالدُموع تَهمي دماءَ

كَم نُعاني من الأَسى ما نُعاني

وَنُقاسي الزَمان داء عياءَ

أَو ما آن أَن تَدور رحىً تط

حَن هَذي الخطوب وَالأرزاءَ

سر بِهَذي النُفوس عَن خطّة الخس

ف وَذرها تواصل الإسراءَ

خلّها تكثر النجاء فَهذي

رسل البشر ما تقل النَجاءَ

وَاِدعها تَستَجِب دعاك سَريعا

تٍ إِذا كُنَّ عَن سِواكَ بطاءَ

يا لَها ساعة إِذا قيل هَبَّت

تثكل الأُمَّهات والآباءَ

تحمل الميتين للبعثة الكُب

رى وَتبلي بهولها الأَحياءَ

بأسود مثل الأُسود إِذا ما

زأرَت تترك الزئير عواءَ

وَرِجال مَتى تجعجع عَلى قَو

مٍ تزعزع رجالها وَالنِساءَ

وَإِذا يَمَّموا فناء الأَعادي

صاحَ داعيهم الفَناء الفَناءَ

فتميل المنون حيث يَميلو

ن أماماً طوراً وَطوراً وَراءَ

كلّ حرّ إِذا أَتى بعد حرٍّ

خلت رضوى يَغشى الوَغى وَحراءَ

آه لَو صَدَّقَت ظُنوني اللَيالي

وَأَرَتني الأَيّام ذاكَ البَهاءَ

فَتَرانا وَالشَرق يَزهو عَلى الغَر

ب بخر البرود فيه اِزدِهاءَ

وَتَجَلَّت لَنا حَقائقها الغر

ر وَأَوضَحن للعيون الجلاءَ

ما إِخال الزَمان يَبقى عَنيداً

ربما أَحسَن الَّذي قَد أَساءَ

كَم ديار كانَت مَقاصير عمرا

نٍ وَقَد أَصبَحَت طلولاً قواءَ

ثُمَّ عادَت ربعاً فَربعاً فَكانَت

كلّ جرداء روضَةً غنّاءَ

أَينَ ذاكَ اليَوم الَّذي نَتَمَشّى

في رباه رغم العدى خَيلاءَ

أَتراه حيّا فَننشي التَهاني

أَم تراهُ ميتاً فننشي الرثاءَ

من لجفني بغفوة في ليال

أَنكر الجفن عندها الإِغفاءَ

لَم يَكُن ذا المَساء طال علينا

إِنَّما الصبح قَد أحيل مَساءَ

ليل همّ في كل ثانية من

ه طَوى الهمّ لَيلَةً لَيلاءَ

إِن يَهج فَهوَ كالفَنيق إِذا ها

ج من العُقل يخبط العَشواءَ

أَبَداً يرهج الهموم عَلى النَف

سِ كَما الهوج ترهج البوغاءَ

كأبيه يشنّ في كلّ آن

غارة من صروفه شَعواءِ

أَهوَ العَود قام يَرغو عَلَينا

أَو كَما العَود لا يملّ الرغاءَ

أَنا في جَوفِهِ كَمَن كانَ في الحو

تِ يداري الشجا وَيبدي العزاءَ

أَو أَنا وَالظُنون مَعكوسَة في

هِ كَمَن جاءَه بنوه عشاءَ

تارَة أَرقب الدَراري وَأُخرى

أَحسب الشهب كلُّها رقباءَ

وَكأَنَّ الظَلام حظّ أَديب

فيهِ لا تلمح الربايا ضياءَ

وَكأَنَّ النُجوم في خلل السح

ب عيون تكفكف الأَقذاءَ

وَكأَنَّ السحاب فيه دخان

يَتَعالى فَيعتَلي الشَغواءَ

أَو عجاج تثيره أَرجل الخي

لِ وَتسدي بنقعه الأَجواءَ

وَكأَنَّ البروق أَسياف آبا

ئي إِمّا توسطوا الهَيجاءَ

هَذه تخطف العيون من الها

م كَما تلك تخطف الأَحشاءَ

هَذه تترك الغَمائِم أَنقا

ضاً كَما تلك تترك الأَعداءَ

وَكأَنَّ الغيوث أَدمع مسبي

يٍ ولت قومه الغزاة سباءَ

وَكأَنَّ الرياح أَنفاس مكرو

بٍ تواصت أَن ترمض الرمضاءَ

وَكأنّ برد ذا الشتاء حرور الص

صيف يَشوي بحرِّهِ الغراءِ

صوّب الغَيث دمعه حين أَلفى الر

ريح فيهِ تنفَّس الصُعَداءَ

وَخيول الدُموع في حلبات الن

نوء تَجري فَتَسبِق الأَنواءَ

كسيول البطاح في كُلِّ واد

مرنت كَيفَ تغمر البَطحاءَ

أَيّ لَيل سهرته بك يا لَي

لُ وَكابدته جَوىً وَعناءَ

حرّ ما في الحَشا كَساني بك الصي

ف وَلَمّا أنزع عليك الشِتاءَ

كلّما عنّ لي به ذكر ما فا

ت تنهّدت حسرةً وَشجاءَ

وَالَّذي زادَني ضنىً وَدَعاني

نضو هَمٍّ لا أَعرِف السرّاءَ

نفر كنت أَفتديهم بِنَفسي

وَأقيهم بِمُهجَتي الأَسواءَ

أَجَّجوا في جَوانحي البرحاء

وَأَثاروا عليّ داءً فداءَ

كلّفوني إِبداء وَجدي فأَخفي

ت وَزادوا فزدته إِخفاءَ

وَأَلَحّوا فَأَظهَرَت منه شَيئاً

هفواتي وَأَبطنت أَشياءَ

كنت قَد خلتهم دَواءً لما بي

مِن سقام فَأَصبَحوا أَدواءَ

وَلَقَد كنت أَحسب الودّ منهم

نيَّةً حرَّة فَكانَ رياءَ

كَيفَ ولّيتهم فُؤادي لا كَي

ف وَلَيسوا لما ولّوا أَكفاءَ

فكأنّي أَدعو إِذا رحت أَدعو

هم لأمر حجارَةً صمّاءَ

غرّني خلّبٌ تَوهّمت فيه

ديمَةً تشمل الربى وَطفاءَ

وَلَكم غرّ قَبلي الآل قَوماً

حسبوه في قفرة البيد ماءَ

فَدَع الناكثين يا قَلب واِطلب

من يراعي لذى الوَفاء الوَفاءَ

الحَبيب الَّذي به يَعذب الحب

ب وَتَغدو به القُلوب رواءَ

وَإِذا ما به اِستطبّ سَقيم

كان طبّا لسقمه وَشِفاءَ

يَتَرَدّى شَمائلا لَو تَرَدّى

مثلها البدر لاِستقلَّ السَماءَ

وَإِذا فاضلت ثراه الثريّا

فضلتها وَجازَت الجَوزاءَ

وَمَتى شاءَ نيل أَيّ مهمّ

نالَ منه بحزمه ما شاءَ

قل لِمَن راحَ طالِباً ندّه اِطلب

ه تجد دون ذلك العَنقاءَ

أَيّ بدر ضاها محمّد أَم أي

ي سَماء حكت يديه سَخاءَ

جلّ باريك يا محمّد لَم يُب

ركَ إِلّا حمداً له وَثَناءَ

لك ذكر زان الوجود ووجه

كلّما أَظلَم الوجود أَضاءَ

أَنتَ يا حجّة الإِله عَلى الخل

قِ أَرِ الخلق تلكم الأَشياءَ

اللَواتي إِذا تَبَدَّت عَلى النا

س أَرتهم في بردك الخلفاءَ

من مَزايا وَهبتها وَسَجايا

وهب اللَه مثلها الأَنبياءَ

يا حماةَ الإِسلام هَل من أَغرّ

قامَ يَحمي الشَريعَة الغَرّاءَ

هادِراً عَن شَقاشِق القدم لا يف

ترّ عَنها أَو يخزم الخصماءَ

يَنتَضي مضرب اللسان فَيَغدو

لَسِنُ القَوم دونه فأفاءَ

يَرفَع المسلمين وَالدين عَمّا

كان دين الإِسلام منه براءَ

غير مفتي الأَنام من يمنّ اليم

ن سناه وَأَسعَد الإفتاءَ

أَفسحوا اليوم عَن عروش المَعالي

لإِمامٍ يزيدها إِعلاءَ

وَتَنَحّوا عَن الزعامة يعطا

ها زَعيم يشرّف الزعماءَ

قَد شآكم عَزماً وَحَزماً وَعِلماً

وَكَذا الرأس يسبق الأَعضاءَ

وَاِعذروني إِذا أَنا قلت فَصلاً

وَتجنّبت في المَقال الهراءَ

وَتخيّرت من تخيّرت كفؤ

للعلا حين لَم أَجد أَكفاءَ

يا أَبا القاسِم المعظَّم أَعظم

بك من سيّد شأى العظماءَ

من يُساويك فطنة وَذَكاء

وَيدانيك عزّة وَإِباءَ

لَك فينا مآثر أَتعبتنا

لَو أَرَدنا لعدّها إِحصاءَ

وَأَياد موصولة بأياد

تسع الأَرض وَالسَما آلاءَ

كلَّ يوم يَضوع منك علينا

أَرج عَمَّ نشره الأَرجاءَ

قَد خصصناك بالدعا وَسألنا ال

واحِد الفرد يَستَجيب الدعاءَ

وَيبقيك رحمة لموالي

كَ وَسَيفاً عَلى العدى مضاءَ

يا عِماد الدنيا وَيا عدّة الدي

ن وَيا كَوكَب الهُدى الوَضّاءَ

دمت للمسلمين عزّاً وَجاهاً

وَفخاراً وَسؤدداً وَعلاءَ

شرح ومعاني كلمات قصيدة من يبيد الأكدار والأقذاء

قصيدة من يبيد الأكدار والأقذاء لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها مائة و أربعة.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي