من يوميات عاشق متخلف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة من يوميات عاشق متخلف لـ نزار قباني

1
أأنا الأبله .. أم أنت البلهاء ؟
خمسة أعوام مرت
وأنا أمسح ريقي كالمجذوب
وأشري سمكاً تحت الماء !! .

2
يا سيدتي :
أرجو فهم شعوري
فلقد أضجرني ضجري منك .. وقرفي من هذي الأجواء .
تعبت أذني من موسيقى ( الديسكو ) ..
تعبت عيني من سروال ( الجينز ) ..
ومن أكياس ( الشيبس ) ..
ومن أمطار ( الكولا ) تمطرني صيفاً وشتاءْ …

3
يا سيدتي :
إني رجل لا يستوعب هذا العصر الأمريكي …
وهذا الذوق الأمريكي ..
وهذا الحب الأمريكي ..
وهذا الضرب الأمريكي على الأعصاب …
يا سيدتي :
لست أريد العودة عند نهاية هذا القرن
لعصر الغاب !! .

4
سقطت كل خيام العشق ..
فلا ميساء ..
ولا غيداء ..
ولا عفراء ..
رحم الله زمان القهوة .. والحناء …

5
ليس هناك ما يدهشني .. أو يسكرني ..
أو يبكيني .. أو يضحكني ..
أو يدخلني في طور الإغماء ..
سقطت عنكِ قداسات الأشياء ..
لا أندلس في عينيك ألوذ بها .
ضاعت مني كل مفاتيح الحمراء !! …

6
هذا زمن لا أعرفه . لا يعرفني .
لا أشبهه . لا يشبهني .
زمن يحكمه ( الروبوت ) ..
فلا أحكام ، ولا أشواق ، ولا إحساس ، ولا تعبير ..
زمن صارت فيه القبلة وجعاً ..
وفم المرأة لوحاًَ من قصدير !! .

7
هذا زمن يسبح ضد الشعر ..
وضد الحب ..
وضد الوردة ، واللون الأخضر ..
زمن وُضِعَت فيه قلوب الناس
على سفن التصدير …

8
هل معقول ؟
أني في أيام الحب الأعمى
كنت أقشر لوزاً ..
كنت أكسر جوزاً ..
كنت ألملم أصدافاً زرقاء
أصدافاً فارغة زرقاء ؟

9
هل معقول أني في أيام جنوني
كنت أقيس جدار الصين ..
وأنخل رملاً في الصحراء ؟

10
هل معقول ..
أني كنت أغني طول الليل على قدميك ..
وأجلس فوق سريرك كالببغاء ؟
هل معقول ..
أني كنت أحبك حتى الذبح .. وحتى المحو ..
وحتى حالات الإسراء ؟
هل معقول أني في أيام مراهقتي
كنت أموت بضربة نهد ..
أو تغرقني قطرة ماء ؟؟ ..

11
لا تنزعجي ..
فأنا رجل لا يتذكر شيئاً ..
لا يتذكر أحداً ..
لا يتذكر لون البحر ، ولا لون الشطآن ..
لا يتذكر أي مكان كان ..
أي زمان كان ..
لا يتذكر اسماً .. حرفاً .. لغة ..
مقهى .. باراً .. وطناً ..
لا يتذكر من عينيك سوى النسيان …

12
أأنا الأحمق .. أم أنت الحمقاء ؟
لست أصدق بعد اليوم ..
أني كنت أقول الشعر ..
وكنت الأشهر ما بين الشعراء !! …

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي