موت الكرام حياة في مواطنهم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة موت الكرام حياة في مواطنهم لـ الحصري القيرواني

اقتباس من قصيدة موت الكرام حياة في مواطنهم لـ الحصري القيرواني

موتُ الكرامِ حيَاةٌ فِي مواطنِهمْ

فإِنْ هُم اِغتربوا ماتوا وما ماتُوا

يا أهلَ ودِّيَ لا واللهِ ما اِنتكثَتْ

عندِي عُهودٌ ولا ضاقَتْ مودَّاتُ

لئِنْ بعُدْتُمْ وحالَ البَحْرُ دونَكُمُ

لبَيْنَ أرواحِنا في النَّومِ زَوْرَاتُ

مَا نِمْتُ إلّا لكي أَلْقَى خيالكُمُ

وأينَ من نازح الأوطانِ نوماتُ

إِذَا اِعتَللنا تعلَّلنا بذِكرِكمُ

لو أحسنَت بُرءَ عِلّاتٍ تَعِلّاتُ

ماذا على الرِّيح لو أَهْدَتْ تحيّتَها

إليكمُ مِثْلَ ما تُهْدَى التحيَّاتُ

أَصبحتُ فِي غُرْبتِي لولا مُكاتمتِي

بَكَتْنِيَ الأرضُ فيها والسماواتُ

كأَنَّني لم أذُق بالقيرَوانِ جَنىً

ولم أقلْ ها لأحبابي ولا هَاتوا

ولم تَشُقْنِي الخدُودُ الحُمْرُ في يَققٍ

ولا العُيونُ المِرَاضُ البابِليَّاتُ

أَبَعدَ أيّامِنا البِيضِ الّتِي سَلَفَتْ

ترُوقُنِي غَدَواتٌ أو عَشِيَّاتُ

أمُرُّ بالبَحْرِ مُرْتَاحاً إلى بَلَدٍ

تَموتُ نفسي وفيها منه حاجاتُ

وأَسأَلُ السُّفْنَ عن أخبارهِ طَمَعاً

وأنْثَنِي وبقَلبي منه لَوْعَاتُ

هل من رسالةِ حِبٍّ أستعينُ بها

على سقامِي فقد تَشفي الرِّسالاتُ

أَلا سَقَى اللهُ أرضَ القيروان حَياً

كأنَّه عَبَراتِي المُستهلّاتُ

فإِنَّها لِدَةُ الجَنَّاتِ تُرْبَتُها

مِسْكِيَّةٌ وحَصاها جَوهرِيّاتُ

إِلّا تَكُن فِي رُباهَا روضةٌ أُنُفٌ

فإِنَّما أوجهُ الأحباب روْضَاتُ

أوْ لا يَكُنْ نهر عذبٌ يسيلُ بها

فإِنَّ أنهارَها أَيْدٍ كريماتُ

أَرضٌ أَريضة أَقطارٍ مباركةٍ

للّه فيها براهينٌ وآياتُ

لاَ يَشمتَنَّ بها الأعْداءُ إِن رُزِئتْ

إنَّ الكُسُوفَ له في الشمس أَوْقاتُ

ولم يَزَلْ قابضُ الدُّنيا وباسِطها

فيما يشاء له مَحْوٌ وإِثْباتُ

هل مطمعٌ أن تُرَدَّ القيروانُ لنا

وصَبْرَةٌ والمعلّى فالحنيّاتُ

ما إن سجا اللّيلُ إلّا زادَني شَجَناً

فأتبعَتْ زَفراتي فيه أنَّاتُ

ولا تنَفَّسْتُ أنْفاً فِي الرِّياضِ ضُحىً

إِلّا بدَتْ حَسَراتي المستكنَّاتُ

هذا ولم تشْجُ قْلبِي للرَّبابِ رُبىً

وَلا تَقَصَّتْهُ من لُبْنَى لُباناتُ

وكم دُعِيتُ لبُستانٍ فجدَّد لي

وَجْداً وإن كان في مَعناه سَلْوَاتُ

ولو تَرانِي إذا غَنَّتْ بَلابِلُهُ

أشكُو البلابلَ لو تُغْني الشَّكِيَّاتُ

إِنّي لأَظْمَأُ والأنْهارُ جارِيةٌ

حَولي وأُضْحي ودُونَ الشَّمس دَوْحَاتُ

وما أرَى الموتَ إلّا باسطاً يدَهُ

مِن قبْلِ أن يُمْكِنَ المأسور إفْلاَتُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة موت الكرام حياة في مواطنهم

قصيدة موت الكرام حياة في مواطنهم لـ الحصري القيرواني وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن الحصري القيرواني

الحصري القيرواني

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي