مولاي باسمك تصدر الاحكام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مولاي باسمك تصدر الاحكام لـ عبد الله فريج

اقتباس من قصيدة مولاي باسمك تصدر الاحكام لـ عبد الله فريج

مَولايَ بِاِسمِكَ تَصدُرُ الاِحكامُ

وَبِهِ تُبت مَشاكِل وَخِصامُ

وَبِفَضلِكَ المَشهور يقعد باطِل

بَينَ الرَعِيَّةِ وَالحُقوقُ تُقامُ

وَيَفيضُ مِنكَ عَلى البِلاد عَدالَةٌ

خَفَقَت لَها بَينَ الملا اِعلام

بِالعَدلِ فينا كَم مَحَوت مَظالِماً

وَالعَدلُ لِلمُلكِ الرَفيعِ قَوامُ

وَبِهَيبَةِ العَبّاس قُر الأَمن في

كُل الجِهاتِ فَنامَ فيهِ أَنام

وَتَوَطَّدَت اِركانُ هذا المُلك في

مِصرٍ وَقَد رَسَخَت لَها أَقدامُ

وَبِيأسكَ القانون يَخفِق بَندَهُ

وَبِهِ يَعُم تمدنٌ وَنِظامُ

بِشَريعَة تَلقى البُغاة جَزاءَها

فيها فَتَخضَع لِلنِّظامِ الهام

كُل اِذا احتَدم الخِصام وَفُوِّقَت

فيهِ النِبال فَلا نَراهُ يُضامُ

وَاِذا لَهُ العدوان راشَت كَفَّه

مِنها النِبال فَلا نَراهُ يُضام

يَرعاهُ بِاِسمِكَ مِن عَبيدِكَ فِتيَةٌ

يُلقى اِلَيهِم في القَضاءِ زِمام

وَبِكُل اِخلاص صَفا لاميرهِم

اِخَذت لَدَيكَ عَلَيهِم مِقدام

لَم يَرهَبوا في الحَقِّ لَومَة لائِم

اِذ كُل فَرد مِنهُم مِقدام

هَيهاتَ اِن خدع المَلام نُفوسَهُم

اِذ طالَما خَدع النُفوس ملام

اِقصى مُناهُم اِن تَعيش بِلادُهُم

في ظِل مَن يَسمو بِهِ الاِسلامُ

وَيَطيبُ عَيشُ العالَمينَ بِحِلمِهِ

رَغداً وَيَرعى لِلحُقوقِ ذمام

فَيُسرُّ مَظلوم بِكَشف ظَلامَةٍ

وَيَطيبُ لِلاِجفانِ مِنهُ منامُ

اِذ يَغنَم الاهلون بِر مَليكِهِم

وَيَقومُ مِن قَعدت بِهِ الاِيّام

ساروا وَهُم بِكَ مُقتَدون وَاِنتَ في

سُبل الهدى بَدر عَلاهُ تَمام

تَعِبوا لِمرتاح الاِنام وَما شَكوا

تَعَباً وَلا عَبَثَت بِهِم اِسقام

اِو كيفَ يَخشون الضلال وَاِنتَ في

مِحرابِ عَدلِكَ لِلجَميعِ امام

وَتَهجِدوا اللَيلَ الطَويلِ وَما لَقوا

نَصباً وَقاموا وَالخُصوم نِيام

لا يَبتَغونَ سِوى رِضاكَ تَفَضُّلاً

طول الزَمان وَاِن اباهُ لئام

بَل لَم يَروموا غَير وُدِّكَ اِذ دروا

اِن الجنوحَ لِغَير ذاكَ حَرام

فَرِضاكَ بَعد رِضا الاله مَرامُهُم

يُصبى اِلَيهِ مِنهُم وَيُرامُ

وَعَلَيهِم النُعماء مِنكَ ظَليلَةً

وَعَلى جَميع العالَمينَ سَلام

شَغَفوا بِعدل اِنتَ شدت صُروحه

اِذ فيهِ لِلباغي يَرى ارغام

قَد نِلت مَجداً شادَ جدكَ رُكنُه

وَبننهُ آباءٌ اِلَيكَ كِرام

فَتَوَلَّ ما غَرَسوا وَزد في رَوضِهِ

عِزّاً بِهِ تَتَفاخَر الاِعوام

وَاِسلَم لِمُلك تاجَ فَخرٍ راقِياً

وَأَعد لَهُ ما غالَه الاِعدام

ملك اِقام مُحمدٌّ بنيانه

فَلَه تَكفل بِالخُلودِ دَوام

شَهم تَفرد بِالمَعالي اِذ غَدا

فَرداً تَكفل بِالخُلودِ دَوام

رَفع القَواعد مِنهُ إِبراهيم اِذ

لِلنَّصر قَد ضَرَبت عَلَيهِ خِيام

بَطل اِذا ما كانَ يَقتَحِم العدى

نار الوَغى بَردٌ لَهُ وَسَلام

اِن يُنكر الخَصماء سَطوَتهِ فَقَد

نَطَقت بِها في فَلكِها الاِجرام

اِو يجحد العذال ماضي عَزمِهِ

شَهد الحجاز بِفِعلهِ وَالشام

وَتلاه عَبّاس وَثغر الملك في

زَهوٍ بِهِ قَد صَحت الاِحلام

وَبدا لَنا الاِسعادُ مِنهُ وَهو في

اِيّام دَولَة عَدله بَسام

ساس البِلاد كَأَن ثاقِب فِكره

شَهبٌ ضياها ما عَلَيهِ غِيام

وَكَأَن ما يُبديهِ من اِفكارِهِ

وَحيٌ وَصائِب رايَه الهام

هذي ما ثرهم بِمصر شَواخِص

مِنها يُرى بِدءٌ وَلَيس خِتام

بِمَحامِد آثارِهِم عَظُمت لَنا

فيها وَآثار العِظام عِظام

ابقوا لَهُم تاريخ مَجدٍ راسِخ

يُنبيك عَنهُ مِنهُم الصَمصام

وَالعَدل اِعلوا في البِلادِ منارَه

اينَ المقطم مِنهُ وَالاِهرام

فَاِشهَد مَفاخِرِهِم وَحَيِّ رَعيةً

تُفديكَ مِنها الروحُ وَالاِجسام

وَاِعطف عَلى اِبناء مِصر فَاِنَّهُم

طول الزَمانِ لِعَرشِكُم خدام

طاروا سُروراً من شُهود اِميرهم

اِذعمهم من فَضلِهِ الاِنعامُ

وَغَدوا يُجارونَ البخار بِسُرعَة

فَكانَّهُم حَول القِطار حَمام

يَتَسابَقونَ اِلى اِجتِلاء سُموه

فَكَأَنَّهُم سُحب جَرَت وَغمام

وَالكُل في شَوق لِرُؤيَة بَدرِهِ

وَلَهُم زَفير نَحوهُ وَهِيام

لَو لَم تَكُن نارُ القِطارِ لجرّه

شَوق يؤَججه لَظىً وَضِرام

مُتَلَهِّفونَ اِلى اللُقا وَلَهُم بدا

وجد يَجيشُ بِصَدرِهِم وَغَرام

يَبدو ضَمير الحُب فَوقَ وُجوهِهم

فَكَأَنَّهُم فَوقَ الجباه وِسام

وَتَنُمُّ مِنهُم بِالمَوَدَّةِ مُهجَة

مِثل السَلاف بِهِ يَنُم الجام

في كُل رستاق وَكُل مَدينَة

كَم زينَة حارَت بِها الاِفهام

وَبِكُل ناد في البِلادِ وَمحفِل

شَوقاً اِلَيكَ تَجمَع وَزحام

من كل فج يَنسِلون فَاِترَعت

كَأس السُرور لَهم وَلَيسَ مدام

ضاقَت بِهِم اِسيوط حَتّى أُفعِمَت

بِهِم الوهاد وَماجت الاكام

وَالنورُ اِضحى ابحُراً غَرقَ الدجى

فيها فَما لَيلُ هُناك يشام

وَمَطالِع الظلماء عَنّا اِغرَبت

فيها وَماتَ بلجها الاِظلام

فَكان وَجه الاِرض وَجه ابلَج

قَد زانَهُ زَهرٌ زَها وَخزام

وَكانَ وَضّاح الخِديوي كَوكَب

بَين الكَواكِب وَالغام لِئام

وَالناسُ من كُل الجَوانِب هَتَّف

وَالكُل حَولَك بِالدعاءِ قِيام

وَلِسان حال من عَبيدِكَ قائِل

عِش يا عَزيزَ يَحوطك الاِعظام

وَاِسلَم لِمِصر كَنانَة اللَهُ الَّتي

فيها اِلى آل الرَسولِ مَقام

مَحروسَة من رَبِّها بِعِنايَة

من رامَها بِاذى رُمتُه سِهام

وَاهنأ بِاِخلاص الرَعِيَّة اِنَّها

تَصبو اِلَيكَ كَأَنَّها الاِرحام

فَكِبارها بَينَ المَلا وَصِغارَها

وَاللّهُ لَيسَ لَها سِواكَ مَرام

وَالاِمر يا عَبّاس اِمرك فَاِحتَكِم

فَالدَهرُ عَبدك وَالسعود غُلام

مَهما تَرُمه من حَميد مَقاصِد

في الكُل لا نَقض وَلا اِبرام

يا مَن يُحاوِل غَير ذا منا اِستَرِح

هذا الاكيد وَلا سِواهُ كَلام

وَاِقنَع بِما قُلنا اِلَيكَ فَاِنَّهُ

طُوي الكِتاب وَجَفَّت الاِقلام

شرح ومعاني كلمات قصيدة مولاي باسمك تصدر الاحكام

قصيدة مولاي باسمك تصدر الاحكام لـ عبد الله فريج وعدد أبياتها اثنان و سبعون.

عن عبد الله فريج

عبد الله فريج أفندي. أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره. أهدى أشعاره صاحب السعادة: ادريس بك راغب وقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له: لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُ له أريج الازهار في محاسن الاشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي