نأى فأومى لتوديعي باشفاقي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نأى فأومى لتوديعي باشفاقي لـ حسين بحر العلوم

اقتباس من قصيدة نأى فأومى لتوديعي باشفاقي لـ حسين بحر العلوم

نأى فأومى لتوديعي باشفاقي

رشا أهاج غداة البين أشواقي

وعندما أمن الواشي سرى عجلا

نحوي لأجل اعتناقي سير أعناق

ساروا فقلبي مذ جد المسير غدا

يقفو الظعون وجسمي بالحمى باقي

يكفكف الدمع من عيني يدويد

على فؤاد لخوف البين خفاق

هب يوم بينهم أبكى الجفون دما

لكنه ضم مشتاقا لمشتاق

فسرت خلفهم حتى كللت ولم

أطق لما بي على رد والحاق

يا صاحبي أعيراني الدموع فما

أبقى فراقهم دمعا لآماقي

وخبراهم لئن حالت عهودهم

إني مقيم على عهدي وميثاقي

أمسيت من بعدهم مضن الحش أرق

داء لعمرك لا يرجى له راق

فيا لقلب بنار الهجر مضطرم

ويالطرف بماء العين دفاق

يا منية النفس ذابت في النوى كبدى

فامنن ولو بخيال منك طراق

أسرت قلبي وأطلقت الدموع دما

فلم أزل منك في أسر وإطلاق

لله أيامنا بالرقمتين فقد

كانت بهم مشرقات أي إشراق

أمسي وأصبح نشوان الفؤاد بها

في فتية ناحلي الأجساد عشاق

أقمار تم تيار الشمس بينهم

على يدي أغيد للقلب سراق

شمس تدار بأكواب وآنية

من الدراري إدارتها يد الساقي

كم ظل فيها يعاطيني المدام رشا

من عذب ريق لداء القلب رياق

رشيق قدٍ كغصن البان معتدل

رقيق خد بماء الحسن رقراق

طافت بطلعته بدر السماء كما

سما أبو الفضل في علم وأخلاق

زاكي المفاخر محمود المآثر بل

هادي البرايا بلا منّ وإغراق

كم روَّح العلم من بعد الكساد وكم

عم الأنام بألطاف وإشفاق

فللهدى والندى بل كل مكرمة

قامت لعمرى به سوق على ساق

أكرم بمجد فتى فاق الأنام نداً

وفاق حتى تسامى بدر آفاق

تسيل كفاه أما أزمة أزمت

كالسحب لكن بلا رعد وإبراق

فليس للسر غلا منه من وطن

وليس للسر إلاه بمصداق

ولم يزل دهره طلاب مكرمة

ما اعتاق عنها وحاشاه بأعواق

ذات تجمع فيها ما تفرّق من

علم وحلم وآداب وأخلاق

جلت وعزت علا حتى تقاصر عن

إدراكها كل نقاد وحذاق

صفت وطابت لي الأيام لي فكأن

الدهر عني في قيد وإيثاق

بوده خصني الله الودود بلى

ما الود بين الورى إلا بأرزاق

أعددته لي حساما تستطيل به

كفي لدى الحرب إن قامت على ساق

مالي سواه إذا ما نابني خلل

أو جار يوما على الدهر من واق

أبر بي من أب بر وذي رحم

كأن أعراقه لفت بأعراقي

أنا ابن من خضعت صيد الملوك له

خير الخلائق في أوصاف خلاق

يزهو بك الدهر يا بدر الكمال كما

تزهو الرياض بأوراد وأوراق

فكم وكم لك من نعماء سابغة

طوقت جيد العلى منها بأطواق

حويت غر المعالي وارتقيت إلى

أعلى المراقي فيا لله من راق

فدم مدى الدهر في نعماء ناعمة

من واهب منعم الآلاء رزاق

شرح ومعاني كلمات قصيدة نأى فأومى لتوديعي باشفاقي

قصيدة نأى فأومى لتوديعي باشفاقي لـ حسين بحر العلوم وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن حسين بحر العلوم

حسين بن رضا بن مهدي الشهير ببحر العلوم. شاعر كبير وعالم جهبذ. ولد في النجف ونشأ بها وقد أخذ الفقه والأدب على صاحب الجواهر. كان من أكبر فقهاء عصره وأعلمهم، وهاجر من النجف وسكن كربلاء فأصيب ببصره، فلما برء عاد إلى النجف مبصراً. توفي في النجف. له ديوان شعر. له: كتاب في الفقه، شرح منظومة بحر العلوم.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي