نادى المشيب إلى الحسنى به ودعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نادى المشيب إلى الحسنى به ودعا لـ ابن الأبار

اقتباس من قصيدة نادى المشيب إلى الحسنى به ودعا لـ ابن الأبار

نَادَى المَشيبُ إلَى الحُسْنَى بِهِ وَدَعَا

فَثَابَ يَشْعَب بِالإقْلاعِ ما صَدَعا

وَباتَ يَخْلَع مَلْذوذَ الكَرَى ثِقَةً

بِأَنَّهُ لابِسٌ مِنْ سُنْدُسٍ خِلَعا

مُسْتَبْصِراً في اتِّخَاذِ الزُّهْدِ مَفْزَعَةً

لِيَأْمَنَ الرَّوْع يَوْمَ العَرْضِ والفَزَعا

يَسْعَى إِلَى صالِحِ الأَعمالِ مُبْتَدِراً

ولَيْسَ لِلْمَرْءِ إِلا مَا إِلَيْهِ سَعى

يا خاشِياً خاشِعاً لا تَعْدُها شِيَماً

فالأَمْنُ والعِزُّ في الأُخْرى لِمَنْ خَشَعا

لَئِنْ تَمَلْمَلْتَ في جُنْحِ الدُّجَى أَرَقاً

فَسَوْفَ تَنْعَمُ في الفِرْدَوْسِ مُتَّدِعا

أَرِقْتَ لِلْواحِدِ القَيُّومِ مُتَّصِلاً

بِهِ فَلَيْسَ رِضَاهُ عَنْكَ مُنْقَطِعا

دارُ القَرَارِ لِمَنْ صَحَّتْ سِيَاحَتُهُ

في الأَرْضِ واعْتَمَدَ الجَنَّاتِ مُنْتَجَعا

لا تَبْتَدِعْ غَيْرَ مَا تَبْغِي بِمَصْنَعِهِ

مَرْضاةَ مَنْ صَنَعَ الأَشْياء وابْتَدَعا

ولا تُعَرِّجْ عَلى أعْراضِ فَانِيَةٍ

تُولِّيكَ هَجْراً إِذا أوْلَيْتَهَا وَلَعا

إيَّاكَ والأَخْذَ فيما أنْتَ تارِكُهُ

من تُرَّهاتٍ تَجُرُّ الشَّيْنَ والطَّبَعا

دِنْ بِاطِّراحِكَ دُنْيا طالَما غَدَرَتْ

وزُخْرُفاً مِنْ حُلاها شَدَّ ما خَدَعا

وادْأَبْ علَى البِرِّ والتَّقْوَى فَبابُهُما

إلَى السَّعادَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ قَرَعا

وَلا تُفَارِق صَدىً فيها ومَخْمَصَةً

تَنَلْ بِدارِ الخُلودِ الرِّيَّ والشّبَعا

ساعِدْ مباعِدَها واحْذَرْ مَكَايِدَهَا

إنَّ الفِطامَ علَى آثارِ مَنْ رَضَعا

وَلْتَزْرَعِ الخَيْرَ تَحْصِدْ غِبْطَةً أَبَداً

فإِنَّما يَحْصِدُ الإنْسَانُ مَا زَرَعا

وَإنْ لَمَحْتَ فَصُنْعَ اللَّهِ مُعْتَبراً

وإِنْ أصَخْتَ فَلِلْقُرْآنِ مُسْتَمِعا

نِعْمَ الأَنِيسُ إذَا اللَّيْلُ البَهِيمُ سَجَا

لأِهْلِهِ وإذا رَأْدُ الضُّحَى مَتَعا

لا تَنْقَضِي كُلَّما تُتْلَى عَجَائِبُهُ

ولَيْسَ يُمْحِلُ مَنْ في رَوْضِهِ رَتَعا

حَبْلٌ لِمُعْتَصِمٍ نُورٌ لِمُتَّبِعٍ

هُدىً لِذِي حَيْرَةٍ أَمْنٌ لِمَن فَزِعا

هُوَ الشَّفِيعُ لِتَالِيهِ وَحَاذِقِهِ

وَمِثْلُهُ غَيْرُ مَرْدُودٍ إِذا شَفَعا

يَا حَسْرَتِي خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ

فَغَازَلَ الأَمَل المَكْذوبَ والطَّمَعا

وَعاشَ لِلْكَدِّ والأَوْصابِ مُحْتَقِباً

بِما اسْتَراحَ إِلى مَيْنِ المُنَى هَلَعا

آهٍ لِعُمْرٍ مُعَارٍ لا بَقَاءَ لَه

يُفَرّقُ الدَّهْر مِنْهُ كُلَّ مَا جَمَعا

كالمُزْنِ مَصْدَرُهُ في إِثْرِ مَوْرِدِهِ

بَيْنا تَرَاكَمَ في آفاقِهِ انْقَشَعا

فِي كُلِّ يَوْمٍ يَسيرُ المَرْءُ مَرْحَلَةً

وإنْ أقَامَ فَلَمْ يَظْعَنْ ولا شَسَعا

أُعِير يَا وَيْحَهُ عُمْراً إلى أَمَدٍ

ثُمَّ اسْتُرِدّ بِكره مِنْهُ وارْتُجِعا

وَذُو الحِجَى غَيْر مُغْتَرٍّ بِبارِقَة

لا ماءَ فيها وإنْ لألاؤُها سَطَعا

كأَنَّهُ وَالسُّهَادُ البَرْحُ هِمَّتُهُ

يَخْشَى البَيَاتَ مِنَ الأحْدَاثِ إنْ هَجَعَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة نادى المشيب إلى الحسنى به ودعا

قصيدة نادى المشيب إلى الحسنى به ودعا لـ ابن الأبار وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن ابن الأبار

محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله. من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس. فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده. ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه. فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس. وله شعر رقيق. من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و (المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي