ناديك من مطر الإحسان ممطور

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ناديك من مطر الإحسان ممطور لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة ناديك من مطر الإحسان ممطور لـ السري الرفاء

ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ

ومُرتَجيكَ بغَمْرِ الجُودِ مَغمورُ

والبِيضُ ظِلٌّ عليك الدهرَ منتشرٌ

والنَّقعُ جَيبٌ عليكَ الدهرَ مَزرورُ

والشِّرْكُ قد هُتِكَتْ أستارُ بَيضَتِه

بحدِّ سيفِكَ والإسلامُ مَنشورُ

كم وقعةٍ لك شَبَّتْ في ديارِهِمْ

ناراً وأشرقَ منها في الهُدى نُورُ

بنهضةٍ خَرَّ فُسطاطُ الكَفورِ لها

خوفاً وأذعنَ بالفُسطاطِ كافورُ

إن تَشْتَكِ الحَدَثُ الحَسناءُ حادثةً

سَعى بها حائنٌ منهم ومَغرورُ

فإنَّها نَشوةٌ وَلَّتْ عُذوبتُها

وخَرَّ ذو التَّاجِ عنها وهو مخمورُ

يستنقِصُ الوِتْرَ من أعدائِه مَلِكٌ

عدوُّهُ حيثُ كانَ الدهرَ موتورُ

مجاورٌ وَزَراً منه وهل وَزَرٌ

والسَّيفُ في يد سيفِ الله مشهورُ

يا مَنْ يَمُنُّ على الأسرى فيأسِرُهم

عِلْمَاً بأنَّ طليقَ المَنِّ مأسورُ

ومَنْ لَدَيْهِ رياضُ الحَمدِ مُونِقَةً

فزَهرُها فيه منظومٌ ومنثورُ

إنْ تَعمُرِ السُّورَ أو تُهمِلْ عَمارَتَه

فإنَّه بك ما عُمِّرْتَ مَعمورُ

مَحلُّكَ الغابُ يحمي اللَّيثَ حَوزَتُه

فإن خَلا منه يوماً فهو مَجذُورُ

للهِ سُورٌ على الأيامِ يكلَؤُهُ

وأنتَ لا شكَّ فيه ذلك السُّورُ

حَمَيْتَهُ برماحِ الخَطِّ مُشرَعَةً

وكلُّ حُصْنٍ سوى أطرافِها زُورُ

أنتَ الهُمامُ الذي مَنْ هَمُّهُ أبداً

جَرُّ الحديدِ وذيلُ النَّقعِ مَجرورُ

من أُسرةٍ قهَروا كِسرى وأسرتَه

والنَّاسُ مهتَضَمٌ منهم ومقهورُ

لهم من البَرِّ مُصطافٌ ومُرتَبَعٌ

ومَحْضَرٌ في ظِلالِ الحَضْرِ مَحْظورُ

ولا معاقلَ إلا كلُّ سابغَةٍ

يطوي الفِجاجَ سَناها وهو منشورُ

وكوكبٌ في ذُرى سمراءَ مُغرِبَةٍ

إذا تمادَى القنا نَحرٌ وتَامورُ

تَمَلَّ فارسَكَ المذكورَ في شِيَمٍ

بمثلِها الذَّكَرُ الصَّمصامُ مذكورُ

وافى ومَولِدُهُ المُوفي يخبِّرُنا

بأنَّه ناصرٌ للمجدِ منصورُ

جَرى فِرنْدُ أبيه في مَضاربِهِ

فجاءَ وهو حديدُ الحَدِّ مأثورُ

فعاشَ ما نَشَرَ الديَّجورُ حُلَّتَه

وما انطوَى بضياءِ الفَجْرِ دَيجورُ

حتى نراه وحَدُّ السَّيفِ في يدِهِ

مُثَلَّمٌ وسِنانُ الرُّمحِ مَأْطُورُ

إنَّ السَّماحَةَ أخلاقٌ عُرِفْتَ بها

والمَكرُماتُ حَديثٌ عنكَ مَسطورُ

والدَّهرُ يا ابْنَ أبي الهيجاءِ يفعلُ ما

أمرْتَه فهو مَنْهِيٌّ ومأمورُ

لو هَمَّ بَأسُكَ بالطَّودِ الذي شَمَخَتْ

هِضابُهُ لَهَوَى من بأسِكَ الطَّورُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ناديك من مطر الإحسان ممطور

قصيدة ناديك من مطر الإحسان ممطور لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي