نام الخلي فنوم العين تسهيد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نام الخلي فنوم العين تسهيد لـ المتوكل الليثي

اقتباس من قصيدة نام الخلي فنوم العين تسهيد لـ المتوكل الليثي

نامَ الخَليُّ فَنَومُ العَينِ تَسهيدُ

وَالقَلبُ مُحتَبَلٌ بالخَودِ مَعمودُ

إِن ساعفَت دارُها ضَنَّت بِنائِلِها

وَسَقيُها الصادي الحَرّانَ تَصريدُ

شَطت نَواها وَحانَت غُربَةٌ قَذَفٌ

وَذِكرُ ما قَد مَضى بالمَرءِ تَفنيدُ

إِذ تَستَبيكَ بِمَيّالٍ لَه حَبَكٌ

وَواضِحٍ زانَهُ اللباتُ وَالجيدُ

وَذي طَرائِقَ لَم تَحمِل بِهِ وَلَداً

فالكَشحُ مُضطَمِرٌ رَيّانُ مَمسودُ

كَأَنَّ أَردافَها دِعصٌ بِرابيَةٍ

مُستَهدَفٌ نخلتهُ الريحُ مَنضودُ

خَودٌ خَدلَّجةٌ نَضحُ العَبيرِ بِها

يُشفي مَضاجِعَها لُبسٌ وَتَجريدُ

لَمّا رأَت أَنَّني لابُدَّ منطَلِقٌ

وَلِلفَتى أَجَلٌ قَد خُطَّ مَعدودُ

قامَت تُكَرِّهُني غَزوى وَتُخبِرُني

أَن سَوفَ يُخلِدُني رَوعٌ وَتَبليدُ

هلِ المَنيَّةُ إِلا طالِبٌ ظَفِرٌ

وَحَوضُها مَنهَلٌ لابُدَّ مورودُ

وَالناسُ شَتّى فمَهدِيٌّ نَقيبَتُهُ

وَجائِرٌ عَن سَبيلِ الحَقِّ مَحدودُ

وَذو نَوالٍ إِذا ما جئتَ تَسأَلهُ

شَيئاً وَمستَكثِرٌ بالخَيرِ مَوجودُ

وَالخَيرُ وَالشرُّ إِمّا كُنتِ سائِلَتي

شَتى مَعاً وَكَذاكَ البُخلُ وَالجُودُ

إِنّي امرؤٌ أَعرِفُ المَعروفَ ذو حَسَبٍ

سَميحٌ إِذا حاردَ الكومُ المَرافيدُ

أَجري عَلى سُنَّةٍ مِن والدي سبقت

وَفي أرومتِه ما يُنبِتُ العودُ

مُطَلَّبٌ بِتراتٍ غَيرِ مُدرَكةٍ

مُحسَّدٌ وَالفَتى ذو اللُبِّ مَحسودُ

عِندي لِصالحِ قَومي ما بَقيتُ لَهم

حَمدٌ وَذم لأهلِ الذَّمِّ مَعدودُ

أَعيَت صفاتي عَلى مَن يَبتَغي عنَّتي

فَما يُوَهِّنُ متنَيها الجَلاميدُ

كَم قَد هَجاني مِن مستَقتِلٍ حَمِقٍ

فيهِ إِذا هَزَّ عِند الحَقِّ تَغريدُ

جانٍ عَلى قَومِهِ بادٍ مُقاتله

كالعيرِ أَحزنَهُ دجنٌ وَتَقييدُ

كَأَنَّهُ كَودَنٌ تَدمى دَوابِرُهُ

فيهِ من السوطِ وَالساقَينِ تَربيدُ

كَزُّ النَدى مَجدُه دَينٌ يؤخِّرُهُ

وَلؤمُه حاضِرٌ لابُدَّ مَنقودُ

مِن مَعشَرٍ كُحِلت باللؤمِ أَعيُنُهُم

زُرقٌ بِهم ميسَمٌ منه وَتَقليدُ

مازِلتُ أَقدُمُهم حَتّى عَلوتهُم

وَهَرَّني رافِدٌ منهم وَمَرفودُ

وَقَد نَهيتُهُم عَنّي عَلانيَةً

لَو كانَ ينفعُهم نَهيٌ وَتَوصيدُ

أُمَّ الصَّبيينِ دومي إِنَّني رجلٌ

حَبلي لأهلِ النَّدى وَالوَصلِ مَمدودُ

لا تَسألي القَومَ عَن مالي وكَثرتِهِ

وَقَد يُقتِّرُ المَرءُ يَوماً وَهوَ مَحمودُ

وَسائِلي عِندَ جدِّ الأَمرِ ما حَسبي

إِذا الكُماةُ التَقى فُرسانُها الصيدُ

وَقَد أَروعُ سَوامَ الحَيِّ تحمِلُني

شَقاءُ مِثلَ عُقابِ الدجنِ قيدودُ

حَقباءُ سَهلَبَةُ الساقينِ منهِبَةٌ

في لَحمِها مِن وَجيفِ القَومِ تَخديدُ

تُؤَخِّرُ السَّرجَ تأَخيراً إِذا جَمَزَت

عَن مَتنِها وَحِزامُ السَّرجِ مَشدودُ

تَرى بسُنبُكِها وَقعاً تُبَيِّنُهُ

كَأَنَّهُ في جَديدِ الأَرضِ أُخدودُ

في رأسِها حينَ يَندى عِطفُها صَدَدٌ

وَفي مَناكِبها للشَّدِّ تَحديدُ

كَأَنَّها هِقلَةٌ رَبداءُ عارضها

هَيقٌ تأَوَّبَ جُنحَ الليلِ مَطرودُ

كَأَنَّ هادِيها إِذ قامَ مُلجِمُها

جِذعٌ تَحَسَّرَ عَنهُ الليفُ مَجرودُ

هَشُّ الفُؤادِ هواءُ الصَّدرِ مُنتَخِبٌ

مُقَلِّصٌ عَن قَميصِ الساقِ مَوطودُ

وَفَيلَقٍ كَشُعاعِ الشَّمسِ مُشعلةٍ

تُعشي البَصيرَ إِذا مالَت بِهِ البيدُ

قَومي إِذا ما لَقَوا أَعداءَهُم صَبَروا

واِستورَدوهم كَما يُستَورَدُ العودُ

تَرى نَوادِرَ أَطرافٍ بمَزحَفِهم

والهامُ بينهمُ مُذرىً وَمَقدودُ

وَالمَشرَفِيَّةُ قَد فُلَّت مَضارِبُها

وَالسَّمهَريَّةُ مُرفَض وَمَقصودُ

وَفِتيَةٌ كَسُيوفِ الهِندِ قُلتُ لَهُم

سيروا وأَعناقُهم غِبّ السُّرى غيدُ

أَرمي بِهم وَبِنَفسي مَهمَهاً زَلِقاً

وَعُرضَ مُطَّرِدٍ أَكنافُه سودُ

تَخدي بِهم في الوَغى قُبٌّ مساحِلُها

جُردٌ ضَوامِرُ أَمثالَ القَنا قُودُ

فيهِم فَوارِسُ لا مَيلٌ وَلا كُشفٌ

عليهم زَغَفٌ بالشَّكِّ مَسرودُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نام الخلي فنوم العين تسهيد

قصيدة نام الخلي فنوم العين تسهيد لـ المتوكل الليثي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن المتوكل الليثي

المتوكل بن عبد الله بن نهشل بن مسافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عامر بن ليث. من شعراء الحماسة، وهو ليثي من ليث بن بكر، يكنى أبا جهمة من أهل الكوفة في عصر معاوية وابنه يزيد. ولقد اختار أبو تمام قطعتين من شعره إحداهما: نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا وقال الآمدي: هو صاحب البيت المشهور: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم شهد أيام معاوية ويزيد ومدحه، ومدح عدداً من الأمراء منهم سعيد بن العاص أمير المدينة وعبد الله بن خالد بن أسيد أمير الكوفة وغيرهم. وأغلب الظن أنه توفي سنة وفاة عبد الملك بن مروان أي سنة (85هـ) وكان بينه وبين الأحظل مساجلات دلت على فطنة، وذكاء متوقد، وشعر جزل رائق رائع. ولم يكن من أسرة معروفة مشهورة، لذلك حجبت أخباره وسيرته ولم يصلنا إلا القليل ومع ذلك نرى ابن سلام جعله في الطبقة السابعة من الإسلاميين وهم أربعة: المتوكل الليثي 2- زياد الأعجم 3- يزيد بن مفرغ الحميري 4- عدي بن الرفاع. وهذا يظهر لنا أن المتوكل كان مشهوراً في عصره، خاصة في الكوفة، وكان ذا مكانة بين الشعراء، وأدل شيء على ذلك مساجلاته مع الأخطل.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي