نبا الدهر بالإخوان حتى تمزعوا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نبا الدهر بالإخوان حتى تمزعوا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة نبا الدهر بالإخوان حتى تمزعوا لـ جميل صدقي الزهاوي

نبا الدهر بالإخوان حَتّى تمزَّعوا

وَحَتّى خلت منهم ديار وأربعُ

وَنابهمُ خطبٌ فشتَّت شملَهم

وكان بهم شمل المكارم يجمع

رجال لهم أعلى من النجم همة

وأمضى من السيف الجراز وأقطع

لقد ربطتهم بالوفاء مودة

حبائلها للموت لا تتقطع

أحن إلى عهد اللوى وَهو منقَضٍ

وأَبكي لنأي الدار وَالدار بلقع

وَيممت دار الملك أَحسب أَنَّني

إذا كنت فيها نازِلاً أتمتع

وأني إذا ما قلت قولاً يفيد في

مصالحها ألفيت من هو يسمع

وَلَم أَدرِ أني راحل لمحلة

بها الفضل مجذوم الذراعين أقطع

إلى منزل فيه العَزيز محقَّرٍ

إلى بلد فيه النَجيب مضيَّع

وَلم يتقدم فيه إلا من اِرتَدى

رداءً به أَهل الشنار تلفعوا

هنالك ناسٌ خالفوا سننَ الهُدى

فمُدَّت لهم في البغي بوعٌ وأَذرع

أتوا بشناعات فعيبوا فَحاولوا

عدولاً فَجاؤا بِالَّذي هو أَشنع

تَباهوا بما حازوه من رتبٍ سموا

بها ووساماتٍ عَلى الصدر تلمع

إذا لَم يَكن صنع الفَتى زينة له

فَلَيسَ يحلّيه الوسام المرصَّع

وَلا الرتبُ المعطاةُ ترفع شأنه

إذا لَم يكن في فعله ما يرفِّع

وَلَمّا رأَيت الغدر في القوم شيمة

وأن مجال الظلم فيهم موسع

وأن الكَلام الحق ينبذ جانباً

وأن أَراجيف الوشاية تُسمع

خشيت عَلى نَفسي فأزمعت رجعة

إلى بلدي من قبل أني أصرع

وَهَل راحة في بلدة نصف أَهلها

عَلى نصفه الثاني عيون تطلَّع

وَلكنني لما تهيَّأتُ صدَّني

عَن السير بوليسٌ وَرائيَ يهرع

فَقلت له ماذا تريد من امرئٍ

يعود لأرض جاء منها وَيرجع

بأي كتاب أَم بأية حجة

أُصَدُّ مهاناً عَن طريقي وأُمنع

فَما نبسوا لي بالجَواب وإنما

أَعدوا جواسيساً لخطويَ تتبع

فعقبني في كل يوم وَليلة

إلى الحول من تلك الجواسيس أربع

تراقب أفعالي وكل عشية

إلى يلدزٍ عني التَقارير تُرفع

هممنا بصدع البَغي حرباً لأهله

وَما إن درينا أننا نتصدع

وَلست بناس نكبةً نزلت بنا

عَلى حين ما كنا لها نتوقع

فَقَد قلعتنا رفقة من بيوتنا

كَما تقلع الأشجار نكباءُ زعزع

وَساروا بنا للسجن راجين أننا

نذل لحكم الغادرين وَنخضع

وَما علموا أنا أناس نمتهمُ

إلى العز أنسابٌ لهم لا تُضيَّع

وأنّا إذا ما نابنا الخطب لم نكن

نضيق به صدرا وَلَم نك نجزع

وأنّا من الأحرار مهما تألبت

علينا عوادي الدهر لا نتضعضع

وأنّا إذا شئنا خضوعاً لسيد

فَلَيسَ إِلى شيءٍ سوى الحق نخضع

وأنا بنو قوم كرام أعزة

لهم من معاليهم رواق مرفَّع

إن اشتد أمر فادح بسموا له

كذاك النجوم الزهر في الليل تلمع

أودعهم وَالقَلب ممتلئٌ لهم

حناناً وَجفن العين بالدمع مترع

يشيعهم قَلبي يسير وَراءهم

وَقَلبهم يمشي وَرائي يشيع

هنالك أنفاس تصاعد نارها

يقابلها من أعين الصحب أدمع

يحيط بنا من كل صوب وَجانب

فريق من البوليس يسعى ويسرع

نُبَعَّد منفيين كلّاً لبلدة

وَما ذنبنا إلا نصائح تنفع

شرح ومعاني كلمات قصيدة نبا الدهر بالإخوان حتى تمزعوا

قصيدة نبا الدهر بالإخوان حتى تمزعوا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي