نبا بجنبي في النوى مضجعي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نبا بجنبي في النوى مضجعي لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة نبا بجنبي في النوى مضجعي لـ أحمد تقي الدين

نبا بجنبيَ في النّوى مَضجِعي

وشفّني السُّهدُ ولم أَهجعِ

واْستعجم العاذلُ معنى الأَسى

فجاد في إعرابه مَدمعي

فجمرةُ الصدر تثير البكا

وجمرُ خدّي ناسخُ الأَدمُع

فكيف أُخفي علّتي والضنا

ولم يبقَ للاسرار من موضع

وكيف يحلو لجفوني الكَرى

والسهم من قلبيَ لم يُنزع

هيهاتِ يا ناري أنْ تَخمُدي

هيهاتِ يا نفسي أن تقنعي

إني لمشتاق لِورِد العُلى

تشوقّ الظمآن للمنبَع

وعاذِلٍ يَرصدُني في الدجى

كأنني من شُهبه اللُّمعِ

رأى قناتي بالنهى قُوِّمت

فشاقه في غمزها مصرَعي

أَبيتُ والبدرُ سميرُ الجَوى

أَبثُّه الشكوى فيشكو معي

كأَنما شمسُ الضحى برّحت

به فأَحيا الليل كالمُوَجع

يُنير في قلبي سويداءَه

بغُرّةٍ كالصارم المُشرَع

وفي فؤادي المصطلي ظلمة

بغير نور الحق لم تُقشَع

أَروحُ في الأسحار أغشى الندى

وأفضحُ الفجر لدى المَطلَعِ

واغتدي فوق غصون الصّبا

مُسبّحاً كالغرّد الوُقَّع

أُطيلُ للنفس ذيولَ المنى

وَيقصُرُ الثوب على مَطمَعي

إن المنى داءٌ لمرتادها

دواؤه الصبرُ أَلا فاْجرَع

لو قَبَسَ الليل لظى مهجتي

لاْستلّ سيفََ الفجر من أضلعي

أو صَعِدتْ لي في الدّجى أنةٌ

أَرهف أُذْنَيه كذي مِسمَع

أو سمعتْ ريمُ الفلا زفرتي

لأَسرعت في البحث عن مَربعي

فاْعجَبْ من العَجماءِ أَن ترعوي

واْعجَبْ من الناطق أَن لايَعي

أُحيّيك يا ليل فلا تُغِربي

عواذلي واْصبر ولا تجزَعِ

وطلتَ يا ليل فهل للضحى

من حملة تدفعُها فاْسرِع

أيتها الشهب أَلا فاْغربي

أيتها الشمس أَلا فاْطلعُي

تسنّمي عرشَ الشهامة واْخلعي

بُردَ السَّنى في هذه الأْربُع

ومزِّقي بالنور ثوب الدجى

من غير ما سيفِ ولا مِدفَع

سافرةَ الغُرّةِ لا تختشي

عواذلاً حاسرةَ البُرقُع

فنحن في ليل هوى نجمُه

وفي دجاه الشهبُ لم تَلمَعِ

في ذمّه الظلماء نسري به

في فِتية من النّهى دُرَّع

ناشئةِ العصر وحسبي بهم

بيضَ المنى كالأَنجم الطُّلَّع

صدورُهم في حبّ أَوطانهم

مفعمةٌ كالقدح المُترَع

قلوبُهم في حفظ ميثاقهم

منيعةٌ كالمعقِل الَمنع

راموا لِحاق البرق في جريهم

على جياد ضمرٍ ضُلَّع

وأنهم يشقَون في موطنٍ

يُكرمُ فيه الخاملُ المدّعي

تفرقت أعضاؤه مثلما

تفرّق الرأي ولم يُجمَع

ورأسُه اعتلّ فمن مُرجِعٌ

صحّتَه هيهاتِ من مُرجِع

لكنما الآمالُ تُحيي الورى

وغُلَّةُ الآمال لم تُنقَع

ونحن قوم طال إخلادُنا

إلى الونى والرِقّ والمَضجِع

نرى شموسَ الغرب في حسرة

وشمسُنا في الشرق لم تَطلُع

لعلّ في الشرق حياةً بها

يُشيَّدُ العمران في البَلقَع

لعلّ في الشرقيّ من نهضة

تُقليه من فَقره المُدقِع

لعلّنا نرقى إلى ذُروةٍ

من العُلى في موطن مُمرِع

لعلّ بدرَ العلم إن تنقشع

غمامةٌ من جهلنا يَسطُع

هيهات فالأَوتارُ قد قُطِّعت

ولم يبقَ في القوس من مَنزِع

فقل لمن يبغي العُلى فجأةً

أَيحصدُ المرءُ ولم يَزرَع

أيتها الآمالُ لا تتركي

ربوعَ لبنانٍ ولا تجزعي

فإن في النشء نفوساً إذا

نفضت عنها ذُلَّها تَسطُع

وإن في هذي الربى أنفساً

ما شئتَ يا مجدُ بها فاْصنَع

وإن فيها تُربةً قد زكت

فاقلَعْ جذوراً فَسَدت واْزرعِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نبا بجنبي في النوى مضجعي

قصيدة نبا بجنبي في النوى مضجعي لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي