نبه جفونك للصبوح وأيقظ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نبه جفونك للصبوح وأيقظ لـ حازم القرطاجني

اقتباس من قصيدة نبه جفونك للصبوح وأيقظ لـ حازم القرطاجني

نبِّه جفونك للصَّبوحِ وأُيقِظِ

وانظرْ نهايةَ كلِّ حسنٍ والحظ

واعْجَبْ لأدهَم بالمغارب مُجْفلٍ

قدْ أمَّ أَشهبَ بالمشارق ألمظ

والدَّهر كالحدق النواعِس سحْرَةً

والزهرُ مثلُ الناظر المتيقّظ

والصُّبحُ يُشرقُ شَرْقُهُ من فَيْضهِ

والشُّهْبُ فيه كالنفوس القيَّظ

وبدتْ على الشَّفَق النجومُ كأَنَّها

شَرَرٌ تطايرَ عن حَريقٍ مُلتظ

والبرق قد رُقِمَتْ به حُللُ الدُّجى

وقدِ انْبرى كالأَرقم المتلظظ

واللَّيْثُ قد بسط الذِّراع ومدَّها

من خوفِ إدراك السِّماك الملمظ

والجَدْيُ مثلُ الفرقدَيْن يخاف أن

يسطو عليه اللَّيث سِطوة مُحْفَظ

وتقدَّم الحادي الثريَّا خيفةً

من ضَيْغَم في إثْرها متلمّظ

وتنكبّ الزَّوراء سعدٌ ذابحٌ

يرمي النعام بأسهمٍ لم تُرْعَظ

فكأَنَّ أسراب النَّعام بأثرها

من خوف أسْهُمِهِ ذواتُ تحفّظ

فاشربْ كؤوس الرَّاح من يدِ شادِنٍ

يَسْبِي بمُهْجَتِهِ عُيونَ اللحَّظ

ورشاً تزيد تغيظاً أجفانه

إذ لا يقابل ظُلمَها بتغيّظ

سَكنَ النواظرَ والقلوبَ خياله

سكنى مُشتٍّ منهُما ومُقَيّظِ

تُجْلى لآلئ لفظِه في مسقط

من مسمعٍ أو ملقط من مَلْفَظِ

فجميع مَنْ نالَ السُّرور بلفظه

وبلحظه بالبشرِ والبُشْرى حَظِي

فيَفُوقُ نَفْحَةَ كلِّ مسكٍ نَشْرُهُ

ويفوتُ مدحةَ مادحٍ ومُقَرِّظِ

مِنْ لَحْظِهِ لَحْظُ الشَّقيق ولفظهُ

إنْ خاطب العشَّاق لفظُ المُغْلِظِ

حفظتْ عهودَ هواهُ أبناء الهوى

فاعجبْ لحفظِ عهودِ مَنْ لم يَحْفَظِ

حَمِّلْ كُمَيْتَ الرَّاحِ هَمَّك فهي إنْ

حَمّلْتَها أعْباءهُ لم تُبْهَظِ

قد حبَّبت مُقلاً مِنَ الحبَبِ الَّذي

فيها طفا مثل العيون الجُحَّظ

تستيقظ السَّرَّاءُ إنْ هي أيْقَظَتْ

وتُقيمُ يُتْمَ النَّفْسِ بَعْدَ تَيَقُّظ

وترى الهمومَ طوارقاً فتَذُودُها

عنَّا وتلحظ كلَّ ما لم يُلْحَظِ

ومع التعجُّب فاعتبرْ في منظرٍ

وعَظتْ به الأَيَّامُ مَنْ لم يُوعظ

وأصِخْ لما يُملي لسان الحالِ مِنْ

حِكَمٍ ورُبَّ مقالةٍ لم تُلْفَظِ

ولربَّما غَنيَ الفتى بالعقل عَنْ

وعْظِ الخُطوبِ وعنْ خطاب الوعَّظ

لا تُخْلِ موضعَ عبْرَةٍ من عَبْرَةٍ

واخشَعْ ولِنْ قلباً ولا تَسْتَغْلِظ

وتَرَجَّ عَفْوَ اللهِ أن يمحو الَّذي

خَطَّتْهُ أيدي الكاتِبِين الحُفَّظ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نبه جفونك للصبوح وأيقظ

قصيدة نبه جفونك للصبوح وأيقظ لـ حازم القرطاجني وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن حازم القرطاجني

حازم بن محمد بن حسن، ابن حازم القرطاجني أبو الحسن. أديب من العلماء له شعر، من أهل قرطاجنة شرقي الأندلس، تعلم بها وبمرسية وأخذ عن علماء غرناطة وإشبيلية وتتلمذ لأبي علي الشلوبين ثم هاجر إلى مراكش. ومنها إلى تونس، فاشتهر وعُمّر وتوفي بها. وله (ديوان شعر - ط) صغير وهو صاحب المقصورة التي مطلعها: لله ما قد هجت يا يوم الندى على فؤادي من تباريح الجوى شرحها الشريف الغرناطي في كتاب سماه (رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة - ط) . من كتبه (سراج البلغاء) طبع طبعة أنيقة محققة باسم (مناهج البلغاء وسراج الأدباء) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي