نبيت على علم يقين من الدهر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نبيت على علم يقين من الدهر لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة نبيت على علم يقين من الدهر لـ لسان الدين بن الخطيب

نَبيتُ على عِلْمٍ يَقينٍ من الدّهْرِ

ونعْلَمُ أنّ الخَلْقَ في قبْضَةِ القَهْرِ

ونرْكَنُ للدُّنْيا اغْتِراراً بلَهْوِها

وحسْبُكَ مَنْ يرْجو الوَفاءَ منَ الغَدْرِ

ونَمْطُلُ بالعزْمِ الزّمانَ سَفاهةً

فيوْمٌ الى يوم وشهْرٌ الى شهْرِ

ونُغْري بما يَفْنى المَطامِعَ والهَوى

ونرْفُضُ ما يَبْقى فيا ضيْعَةَ العُمْر

وندْفَعُ أحْباباً كِرامًا الى الرّدى

ونسْلو ونلْهو بعْدَ ذاكَ عنِ الأمْرِ

هوَ الدّهْرُ لا يَبْقى على حَدَثانِهِ

جَديدٌ ولا ينْفَكُّ عنْ حادِثٍ نُكْرِ

وبيْنَ الخُطوبِ الطّارِقاتِ تَفاضُلٌ

كفَضْلِ مَنِ اغْتالَتْهُ في رِفْعَةِ القَدْرِ

ألَمْ ترَ أنّ المجْدَ أقْوَت رُبوعُهُ

وصوّحَ منْ أدْواحِهِ كلَّ مخْضَرِّ

ولاحَتْ على وجْهِ العَلاءِ كآبةٌ

فقطّبَ منْ بعْدِ الطّلاقَةِ والبِشْرِ

أمَوْلاتَنا الكُبْرى وفاؤكِ أنّنا

بَرينا الى الأشْجانِ منْ شيمَة الصّبْرِ

فقَدْناكِ لا فَقَدَ النّواظر نورَها

وكُنْتِ لنا نوراً يُضيءُ لمَنْ يَسْري

عجِبْتُ لمُغْتالِ الرّدى كيْفَ لمْ يُرَعْ

لمَنزِلِكِ المحْفوفِ بالنّهْيِ والأمْرِ

وكيْفَ انْبَرى صرْفُ الحِمامِ مصَمِّماً

خِلالَ الصِّفاحِ البيضِ والأسَلِ السُّمْرِ

سُتورٌ منَ الدّينِ المَتينِ كثيفَةٌ

وكمْ دونَها للمُلْكِ والعِزِّ منْ سِتْرِ

نعِدُّ الرِّماحَ المشْرَفيّة والقَنى

ويَطْرُقُ أمْرُ اللهِ من حيث لا ندْري

هوَ الدّهْرُ يجْري في البريّةِ حُكْمُهُ

فعِزُّ الغِنى سِيّانِ أو ذِلّةُ الفَقْرِ

رَمَي تُبَّعاً بالحَتْفِ قصْداً فلمْ يكُنْ

لأتْباعِهِ في ذلكَ الخَطْبِ منْ نصْرِ

وأرْدَى أنُوشِرْوانُ كِسْرى بصَرْفِهِ

كَسيراً ولم يتْرُكْ لقَيْصَرَ من قصْرِ

لقدْ فُجعَ الإسْلامُ منْكِ وأهْلُهُ

بذُخْرٍ بَعيدِ الصّيتِ مُشْتَهِرِ الذِّكْرِ

وواحِدَةٍ فاقَتْ نِساءَ زَمانِها

كَما فضَلَتْ أمْثالَها ليلةُ القَدْرِ

وهلْ خفَضَ التّأنيثُ للشّمْسِ رُتْبةً

وهلْ رفَعَ التّذْكيرُ منْ رُتْبَةِ البَدْرِ

أصالةُ آراءِ وفَضلُ سياسةِ

وفخْرُ انْتِماءٍ دونَه مُنْتَهى الفخْرِ

وديوانُ مجْدٍ ضُمِّنَتْ صَفحاتُهُ

خِلالَ المُلوكِ الغالِبينَ بَني نصْرِ

بإبْقاءِ معْروفٍ برَعْيِ وسيلَةٍ

بإيواءِ مَلْهوفٍ بنُصْرَةِ مُضْطَرِّ

أرى سَفَرَ الدُّنْيا يُرَجّى إيابُهُ

أعيدي لقَصْرِ المُلْكِ منْك التِفاتَةً

ولوْ بمَزارٍ للخَيالِ الذي يَسْري

فكَمْ فيهِ من قلْبٍ لبُعْدِك خافِقٍ

ومنْ لوْعةٍ تُذْكى ومنْ عبْرَةٍ تَجْري

وشمْلٍ جميعٍ فرّقَتْهُ يَدُ النّوى

ومرْأىً بديعٍ غيّرتْهُ يَدُ الدّهْرِ

ومنْصِبُ مُلْكٍ أوْحَشَتْ جَنَباتُهُ

وهالة إيوان تراءت بلا بدر

وما كنت إلا الشمس يحيا بك الورى

على بُعدِ العَلْياءِ أو رِفْعَة القَدْرِ

وهيْهاتَ مَنْ للشّمْسِ منْكِ بمُشْبِهٍ

كمالٌ بِلا نقْصٍ ونفْعٌ بِلا ضُرِّ

حَمَلْنا على الأعْناقِ منْكِ سَحابةً

مُبارَكَةَ السُّقْيا مقدّسَةَ القَطْرِ

ولمّا أتيْنا اللّحْدَ في غلَسِ الدُّجى

رأيْنا أفولَ الشّمْسِ في مطْلَعِ الفَجْرِ

فلَوْ أنّ قبْراً صارَ للنّاسِ قِبْلَةً

جعَلْنا مُصَلاّنا الى ذلِكَ القَبْرِ

ولوْ وجَدَ الخَلْقُ السّبيلَ لتُرْبَةٍ

حوَتْ لحْدَك المَكْفوفَ بالفَضْلِ والبِرِّ

لَطافوا بِها سبْعاً ولبّوا وأحْرَموا

فَفازوا لدَيْها بالمَثوبَةِ والأجْرِ

وذادَتْ عنِ العَلْياءِ عزْمَةُ يوسُفٍ

سَليلِ عُلاكَ الطّاهِرِ المَلِكِ البِرِّ

ولكنّهُ حُكْمٌ منَ اللهِ نابعٌ

يُقابَلُ بالتّسْليمِ والصّبْرِ والشُّكْرِ

ودونَكِ منْ عبْدٍ لمُلْكِكِ نادِبٍ

ثَناءً كما هبّ النّسيمُ على الزّهْرِ

ولوْ كان في وُسْعي غَناءٌ بلَغْتُهُ

بِما يَقْتَضيهِ قدْرُكِ الضّخْمُ لا قَدْري

وواللّهِ ما وفّيْتُ حقَّكِ واجِباً

ولكنّهُ شيءٌ أقَمْتُ بهِ عُذْري

شرح ومعاني كلمات قصيدة نبيت على علم يقين من الدهر

قصيدة نبيت على علم يقين من الدهر لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي