نجد أحب معاهدي ومراسمي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نجد أحب معاهدي ومراسمي لـ عبد الباقي العمري

اقتباس من قصيدة نجد أحب معاهدي ومراسمي لـ عبد الباقي العمري

نجدٌ أحبَّ معاهدي ومراسمي

فيها قضيتُ مع الحسانِ مواسمي

دارٌ بها الآرام تسرحُ والطلا

مرحا تهادى في سماح نعائم

ومعالمٌ منها الأماني تجتنى

أثمارُها من غصنِ قدٍّ ناعم

ومراتِعٌ فيها الجآذر تجتلى

لنواظرِ في حسنِهنَّ عوائم

مغنى إذا رقصت معاطفُ بانِهِ

هتفت عليه من جواي عمائمي

فَبِدوحهِ كم من حمام صادحٍ

وبسوحهِ كم من غزال باغمِ

عهدي به غصنُ الشبيبةِ ناضرٌ

ريّانَ يصبيهِ الهوى بنسائم

أيامَ كنتُ من الشبابِ وشرخهِ

جذلانَ اعبثُ في عقودِ تمائي

وأجرُّ مرطي عزةًّ ومسرةً

برحابهِ في طيب عيشٍ ناعم

مَع كل غانيةٍ مخاذمُ لحظِها

منها جروحي في الهوى ومراهمي

تختالُ في حُلل الجمالِ قشيبةً

قد طُرِّزت من حسنِها بعلائم

ان لاحَ بالكفِّ الخضيبِ ذراعُها

تدعُ البدورَ أساوراً بمعاصم

فتكت بيضِ الهندِ سودُ عيونِها

فللحظِها بالفتكِ صولةُ صارم

وسقت بماءِ الغَنجِ سهمَ جفونِها

فعُدمتُ فيه مناصفي ومُساهمي

ظمأي يدومُ إلى مراشِفها التي

تعطيكَ لذة ثاملٍ من لاثم

يهزُو بسمر الخطّ عادلُ قدِّها

ويميلُ منه الغصنُ ميلة هائم

وبمهجتي الظبي الذي علَّقتهُ

وبحبِّهِ ألغيتُ قولَ نوائمي

لم أنسَ في حزوى مؤانستي به

وبما أردتُ مطاوعي وملائمي

عانقتهُ وهصرتُ غصنَ قوامِه

ولثمتُ من خدّيهِ وردَ كمائم

طبوراً يعاطيني سلافة ريقهِ

فأروحُ ذا ثملٍ ولست بآثم

ويحوم طورا حول شعلةِ خده

طرفي فيعشو كالفراش الحائم

ويعومَ سبحا في غدير جماله

انسانُ عيني ياله من عائم

ساومتَهُ روحي على حفظِ الولا

أن لا يزولَ فكنتُ آخرَ سائم

فلوى وقد عزمَ الرحيلَ عن اللوى

روحي تروحُ له الفدا من عازم

رغماً نأى عنى فشط مزاره

ان النوى للصب احكم راغم

ما كنتُ أحسبُ قبلَ ذلي في الهوى

انا لهوان يكون فيه ملازمي

ولقد الحَّ العاذلون فما ارعوى

قلبُ الكئيبِ إلى كلامِ الناقم

قالوا كأنّ الحكمَ أوقرَ سمعه

وجداً فلا يصغى للومةِ لائم

رعياً لمألفهِ القديمِ وإن غدا

ظبي الصريمِ مقاطعي ومصارمي

فَلَكَم وقفتُ على حفيظةِ عهده

وبأنملي ربطتُ عقودُ رتائمي

قَصَمَت عُرى السلوان مني بعدَه

والبينُ للسلوانِ اقطع قاصم

للَه ليلةَ بالغضى ودَعتهُ

والركبُ مشتغِلٌ بشدّ محازم

ساررتُه خوفَ الوشاةِ فلحظَهُ

بالغمزِ راح مكلّمي ومكالمي

وغدا مع الركبِ اليماني كاتماً

سرّي فواهتكي لفَقدِ الكاتم

ساروا فسارت مُهجتي في إثرهِم

تقفوا رواحلَهم ولست بعالم

فزجرتُ عيسي نحوَ حاجرَ ترتمي

بالوخدِ تقري كلّ رسمٍ طاسمِ

وعجلبُ في قطع السباسبِ اقتفي

آثار الخمص عيسهم بمناسمي

للَهِ وقفتهم على الجرعاءِ من

بان النقا مرّت كحُلم النائم

وعلى هضابِ الرقمتين خيامهُم

شرعَت سرادقَها القنا بدعائم

قالوا لقد أزف الرحيلُ عن اللوى

يوم النوى فلويتَ عنهُ علائمي

رحلوا فأيةُ لوعةٍ من بعدهِم

تطغى وأيةُ مهجةٍ لم تألم

لعسٌ مراشفهُم تخال ثغورهم

منضودةً تزهو بدُرِّ مباسم

نفثت بأجفان الظبا الحاظهُم

سحراً فحلّوا فيه عقدَ عزائمي

وتلاعبت أفعى غدائرهم بنا

فقلوبنا مُلئت بلسع أراقم

وعن الأقاحِ تبسّموا لبكائنا

والزهرُ يضحكُ عن بكاء غمائم

رصدت عقاربُ صدغِهم أفوافهم

فكأنها مرصودةٌ بطلاسم

وحمت خدودَهم اللحاظُ كأنها

جناتُ عدنٍ تحت ظل صوارم

عرَبٌ ربوعهُم الجنانَ تزخرفت

بربائبٍ نشأت بطيبِ جرائم

تأوى قلوبُ العاشقينَ لكهفهم

وتقيل منهُ تحتَ ظل دائم

ليس المُحِبُّ جوىً يموتُ بحيهم

أبداً ويحيا فيه حي العالم

ما همّ في أمرٍ يعز وقوعُه

إلا وأوجدَهُ يعزِّ عزائم

فإذا دعا الخصمَ الألدَّ لقولهِ

يومَ الجدالِ يُجيبُ غير مخاصم

وحسامُه البتار امرُ اللَه مِن

فتكاتهِ للعاصي هل من عاصم

يختارهُ في الحربِ كلُّ سميدَع

إذ فيهِ يضرب خيرةً بملاحم

لا زالَ مشغوفاً يُراعي المجدَ في

بذلِ المراحمِ لا بهَتكِ محارم

ويرى الصغار من العيوب كبائراً

وعظاعمُ الأنعامِ غير عظائم

ليثٌ إذا ظَمِئت صوارِمُ نصرِه

في الحرب أوردها حياضَ جماجم

وإذا علا نقعٌ ببرقِ فرِندها

قشَعَت قتاما عن وجوهِ قشاعم

ومن المهابة أن سمعن زئيرَه

الآسادِ يحجم كل ليثٍ هاجم

هو مصدر الاجلال مشتقٌّ به

قلبُ الحسودِ وماله من لاحم

أغنى الجيوشَ من اللُهى بغنائم

وقرى الوحوش من اللَهى بولائم

وأخو العزائِم يُشبِع العُقبان من

جثثِ العدى بمشاربٍ ومطاعم

ان قامَ سوقٌ للحرب وابتاعت به

الأرواح سعرها بقيمةِ سائم

يسطو فيكسر ان عدا جمع العدى

ويعودُ في جميع صحيح سالم

وإذا لحاظ البيض أرمدها الوغى

في كفِّه أذرت دماء ضراغم

قد أرهبَ الاعداءَ خوفا بطشُه

حتى تنكّرَ هازمٌ من هازم

فهُم الحمير تنافروا عن حيِّهم

والحمر تنفر عن اكف اللاجم

هو مصقعُ البلغاء ضدَّهُ

عن بحثِهِ كم من بليغٍ واجم

وسدادُ ثغرِ الحاسدينَ كأنما

أفواههُم لجُمَت بقيدِ شكائم

نصبوا حبالَ المكرِ فانجرَّت بها

اعناقهُم رغماً بزيّ بهائم

قد أفسدوا بالظلم رونقَ ملكهم

والظلمُ مفسَدتٌ لملكِ الظالم

لم يُحظَ من عاداه في عزٍّ ولم

يُبصِر مناهُ ولا برؤيةِ حالِم

هيهاتَ قد بَعدت نجومُ علائهِ

عن أن تنالَ براحِ كفِّ الرائم

طمعَ العدا بقيامِ دولة ضدِّه

طمعَ بانتظار

ذو همةٍ حفِظَ الرعية شأنَها

ما شأنها بالحُكمِ خطفُ عمائم

قد مهّدَ الحدباءَ عدلا بعدما

مالت قواعِدُها بجَور الهادم

وكذلك الدينُ الحنيفُ نظامهُ

لم يستقِم إلا بعدلِ الحاكِم

يعفو عن الجاني المسيء تكرمّا

والعفو والاحسان دأبُ الحازم

غيثٌ إذا نثرت فرائد جودهِ

نظَمَت إياديه عقودَ مكارم

كرماً إذا بخِلَ الغمامُ أفاضَ من

يمناهُ للراجينَ خمسَ غمائم

هو كعبةٌ تسعى الوفودُ لبابِه

وتطوفُ حولَ رحابهِ بتزاحم

بحرُ نميرُ ورودهِ لمبِّهِ

قد جرَّع الاعداءَ كأسَ علاقِم

لو لم يكُن بالفضلِ قاموساً لما

ظهرَت جواهِرُ مدحهِ للناظم

وروى حديثَ نداهُ عن ماءِ السما

فروى الانامَ بغبثهِ المتراكم

وإذا تحدّث بالفضائل عَنعَنَ الأس

ناد يروي جودَه عن حاتم

وله إياد بالعطا لو جسّمت

رجَعت عطايا الناسِ غيرَ جسائم

ولدى المشورةِ من كنانةِ فكرهِ

سهمُ القضا يبدو برأي جاسم

فلكُ السعادةِ من مطالعِ فرقهِ

للعين يظهر كلَّ نجم ناجم

طلقُ المحَيّا بالحياءِ مشرَّبٌ

منه الجبينُ عليه خيرُ معالم

كهفٌ منيع الجاهِ عالٍ شأوَهُ

يحمي الذمارَ بجاههِ المتعاظم

لي سابغاتٌ من سوابغِ فضلهِ

وعنايةُ المخدومِ درع الخادم

وحياتهُ وهو الذي يحيا بهِ

وبجودهِ الهامي وجودِ القاسم

ما للمعالي قبلهُ كفء ولا

من بعدهِ تلقى اخاً لمراحم

فانظم لهُ عِقدَ الثمينِ قصائداً

من درِّ بحرِ نوالهِ المتلاطم

واثنِ عليهِ بالمدائحِ خنصر

الآمالِ واهديها بحسنِ تراجم

فالحُكمُ قد وافاهُ يقدمهُ من السل

طان تبشيرٌ بعزٍّ دائم

ومقررٍ قرت به الدنيا كما

قرتّ عيونٌ في إيابِ القادم

يا حسنَ منطوقِ بطرةِ صحةٍ

طبقَ المنى وافى كنفسِ الخاتم

خطٌ شريفٌ في مدادِ سعودهِ

أقلامهُ تجري بكفِّ الراقِم

بقدومِه عاد الهناءُ ملازمى

والوقتُ صافٍ والزمانُ مسالمي

وعلى ذرى كيوانَ من أوجِ العلى

كالصبح تُشرقُ فيهِ سبع أقالم

منشورُ حكم عاد منشورا به

أرخ لوا يحيى نظامُ العالمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نجد أحب معاهدي ومراسمي

قصيدة نجد أحب معاهدي ومراسمي لـ عبد الباقي العمري وعدد أبياتها مائة و اثنان.

عن عبد الباقي العمري

عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي. شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد. وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي) . له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و (نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر) ، و (نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و (الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و (أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.[١]

تعريف عبد الباقي العمري في ويكيبيديا

عبد الباقي افندي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي يمتد نسبه إلى عاصم ابن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث انه من ابرز ما انجبت الاسرة العمرية الشهيرة في العراق ومن أشهر رجالات هذه الاسرة في مجالي السياسة والأدب. ولد في الموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ولي بغداد أعمالاً حكومية رفيعة في الدولة العثمانية منها منصب كتخدا بغداد والموصل و (منصب كتخدا يعني منصب نائب الوالي)، وحينما شغل العمري وظيفة الكتخدائية أختار من اعيان الموصل وفداً رأسه بنفسه ووفد به على داود باشا والي بغداد يلتمسه في تولية يحيى باشا، وكان داود باشا والي بغداد معروفا بالأبهة والكبرياء مايملأ مراجعيه وزائريه هيبة وخوفاً، حتى في يوم الجمعة وهو يوم جلوسه لاستقبال الضيوف وأكثر من ذلك فقد نقل عن مدى تأثير جبروته وغلظته على زائريه أنهم لم يجرؤوا على تناول القهوة التي تقدم في مجلسه. وعلى وضعية هذا الوالي المليئة بالمهابة. دخل عليه الوفد الموصلي برئاسة الشاعر العمري وجلس بجانب الوالي وتناول قهوته التي قدمت له من دون أن تؤثر هيبة الوالي عليه. وبعد أن استفسر الوالي حاجته. اجابه بالبيتين التاليين: يامليك البلاد منيتي حاشاك..... مثلي يعود منك كسيرا أنت هارون وقته ورجائي..... أن أرى في حماك يحيى وزيرا فاعجب الوالي بموقفه ولباقته وجمال توريته فأصدر أمره برفع الطلب إلى السلطان العثماني للموافقة عليه، ولما تميز به الشاعر عبد الباقي من ذكاء ومهارة سياسية وإدارية فضلا عن مهارته الأدبية التي اهلته لتقلد، ومنذ فترة مبكرة من سني حياته منصب كتخدا ولاية الموصل في عهد الوالي يحيى باشا الجليلي وله في الوزير يحيى باشا الجليلي ديوان من الشعر وهو الديوان المسمى نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى. وعبد الباقي العمري هو ابن عم قاسم باشا العمري الذي قاد أول ثورة شعبية ضد الدولة العثمانية في العراق انتهت بمصرع الوالي المعين من قبلها في الموصل وتنصيبه واليا على الموصل، ومن ثم قيادته للحملة العسكرية الموجهة لاسقاط داود باشا والي بغداد وانهاء حكم المماليك في العراق، حيث رافق عبد الباقي العمري ابن عمه قاسم باشا في هذه الحملة وتولى قيادتها بعد مقتله ولحين وصول الجيش الذي يقوده علي رضا باشا اللاز والي حلب، حيث قتل قاسم باشا بعد دخوله بغداد وتنصيبه واليا عليها بفترة قصيرة. وعبد الباقي العمري هو شقيق محمود منيب الذي تولى تربية وتوجيه الملا عثمان الموصلي بعد ان كف بصره وفقد والديه وهو طفل صغير. وعبد الباقي العمري هو عم أحمد عزت باشا العمري الفاروقي رئيس تحرير جريدة الزوراء وهي أول صحيفة عراقية صدرت في عهد الوالي مدحت باشا، والذي شغل منصب متصرف في شهرزور، ثم متصرفا في الأحساء ثم متصرفا في تعز في اليمن. ثم عاد ليقيم في الاستانة مشتغلا بالعلم والأدب ونظم الشعر والتأليف، ومن مؤلفاته كتاب الطراز الانفس في شعر الاخرس. والشاعر عبد الباقي العمري هو أيضا عم والد سامي باشا العمري الفاروقي ابن علي الرضا، عضو مجلس الأعيان العثماني، والملحق العسكري العثماني في برلين، وقائد الحملة العثمانية (الحملة الحورانية) على جبل الدروز في سوريا، وقائد الحملة العثمانية على الكرك في الأردن، ووالي المدينة المنورة لاربع سنوات (1320هـ - 1324هـ)، وقائد الحملة العثمانية التي جهزتها الدولة العثمانية لمحاربة ابن سعود. وعبد الباقي العمري هو جد رشيد العمري متصرف لواء الرمادي في اواخر عهد الدولة العثمانية، وعبد الباقي العمري هو والد جد ناظم العمري صاحب الندوة العمرية في الموصل وعضو اللجنة التنفيذية للدفاع عن عروبة الموصل ضد محاولات ضمها إلى تركيا عام 1925 (وهي لجنة منتخبة من قبل اهالي ووجهاء الموصل كلفت بالدفاع عن عروبة الموصل وعراقيتها). ومن انجازات عبد الباقي العمري قيادة الحملة العسكرية التي جهزتها الدولة العثمانية للقضاء على الفتنة التي شبت بين قبيلتي الزكرت والشمرت في النجف حيث قضى على الفتنة دون أن يريق قطرة واحدة من الدماء ونال بذلك ثناء القبيلتين المتحاربتين ويعد الشاعر عبد الباقي العمري من ابرز الشعراء في مدح آل البيت رضوان الله عليهم حيث اجاد في مدحهم بشعر كثير شغل معظم ديوانه الشهير (الترياق الفاروقي) إضافة إلى ديوانه الباقيات الصالحات، ومن ابرز قصائده في هذا المجال قصيدته الشهيرة في مدح الخليفة الراشد علي بن أبي طالب والتي مطلعها: أنت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا _ ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا_ سمتك امُك بنت الليث حيدرةً _ اكرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا_ وأنت حيدرة الغاب الذي اسد البرج _ السماويِ عنه خاسئاً رجعا_ وأنت باب تعالى شأنُ حارسه _ بغير راحة روح القدس ما قُرعا وللعمري قصائد غزل عذبة تمور بالرقة والشاعرية، إضافة إلى كتابته أكثر من موشح غني بالصور والظلال وفرح الألوان في الطبيعة المتألقة المتفتحة، وهي موشحات تحتفي بالحياة وتمجد الجمال. وكان له مجلس في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، وله مخاطبات ادبية وشعرية رقيقة مع ادباء وشعراء النجف الاشرف، وهو أول من أطلق لقب (الملائكة)، على عائلة الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوانه المعروف ب (الترياق الفاروقي) والذي طبع طبعتين في مصر وطبع طبعة أخرى على مطابع النعمان في النجف الاشرف، ولقد ترجم له الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه نهضة العراق الأدبية بطبعتيه الأولى والثانية ترجمة وافية إضافة إلى تراجم أخرى كثيرة لكتاب اخرين. وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]». خلف عبد الباقي العمري ثلاثة من الأبناء الذكور هم كل من (سليمان فهيم) و (حسين حسني) و (محمد وجيهي)، هاجر اثنان منهم إلى مصر وهم كل من حسين حسني ومحمد وجيهي وشغلا هناك مناصب مهمة في مصر الخديوية منها متصرفية حلوان وانقطعت ذريتهم هناك، وكان آخر من تبقى من ذريتهم هناك السفير محمد طاهر العمري سفير مصر في الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي، اما سليمان فهيم فقد بقي في العراق وتقطن ذريته حاليا في مدينة الموصل ويعدون من ابرز اعيانها ويمتهن معظمهم زراعة الأراضي الزراعية التي يمتلكونها هناك. ومن عائلته (ياسين ابن خير الله العمري) المتوفى بعد سنة 1235هـ/ 1818م، وهو أحد المؤلفين المشهورين في الموصل. حيث قام الدكتور بدري محمد فهد بتحقيق كتابه (منهج الثقات في تراجم القضاة) وطبع في دار الغرب الإسلامي عام 2010.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي