نحن الذين بنا استجار فلم يضع
أبيات قصيدة نحن الذين بنا استجار فلم يضع لـ الوزير المغربي

نحن الذين بنا استجار فلم يضع
فينا وأصبح في أعزِّ جوارِ
بسيوفنا أمست سخينةُ بُرَّكاً
في بدرِها كنحائر الجزّار
ولنحن في أحدٍ سمحنا دونه
بنفوسنا للموتِ خوفَ العار
فنجا بمهجته فلولا ذبنا
عنه تنشبَ في مخالبِ ضار
وحمية السعدين بل بحماية الس
دين يوم الجحفلِ الجرّار
في الخندقِ المشهور إذ ألقى بها
بيدٍ ورام دفاعها بثمار
قالا معاذ الله إن هضيمةً
لم نعطِها في سالفِ الأعصار
ما عندنا إلا السيوفُ وأقبلا
نحو الحتوف بها بدارِ بدارِ
ولنا بيوم حنينَ آثارق متى
تذكر فهنّ كرائمُ الآثار
لما تصدَّعَ جمعُهُ بغدا بنا
مستصرخاً بعقيرةٍ وجؤار
عطفت عليه كماتنا فتحصنت
منا جموعُ هوازنٍ بفرار
وفدتهُ من أبناءِ قيلةَ عصبةٌ
شروى النقيرِ وجنةِ البقار
أفنحن أولى بالخلافة بعده
أم عبدُ تيمٍ حاملو الأوزار
ما الأمر إلا أمرُنا وبسعدِنا
زُفَّت عروسُ الملكِ غير نوار
لكنما حسدُ النفوسِ وشحُّها
وتذكر الأذحال والأوتار
أفضى إلى هرجٍ ومرجٍ فانبرت
عشواءَ خابطةً بغير نهار
وتداولتها أربعٌ لولا أبو
حسنٍ لقلتُ لؤمت من أستار
من عاجزٍ ضرعٍ ومن ذي غلظةٍ
جافٍ ومن ذي لوثةٍ خوَّار
ثم ارتدى المحرومُ فضلَ ردائها
فغلت مراجلُ إحنةٍ ونفار
فتأكلت تلك الجذى وتلمظت
تلك الظبا ورقى أجيجُ النار
تالله لو ألقوا إليه زمامها
لمشى بهم سجحاً بغيرِ عثار
ولو أنها حلت بساحةِ مجده
بادي بدا سكنت بدارِ قرار
هو كالنبي فضيلةً لكن ذا
من حظّه كاسٍ وهذا عار
والفضلُ ليس بنافعٍ أربابهُ
إلا بمسعدةٍ من الأقدار
ثم امتطاها عبدُ شمس فاغتدت
هزؤاً وبدل ربحها بخسار
وتنقلت في عصبة أمويةٍ
ليسوا بأطهارِ ولا ابرار
ما بين مأفون إلى متزندق
ومداهن ومضاعفٍ وحمار
شرح ومعاني كلمات قصيدة نحن الذين بنا استجار فلم يضع
قصيدة نحن الذين بنا استجار فلم يضع لـ الوزير المغربي وعدد أبياتها سبعة و عشرون.
عن الوزير المغربي
الحسين بن علي بن الحسين، أبو القاسم المغربي. وزير، من الدهاة، العلماء الأدباء، يقال إنه من أبناء الأكاسرة، ولد بمصر، وقتل الحاكم الفاطمي أباه، فهرب إلى الشام سنة 400هـ، وحرض حسان بن المفرج الطائي على عصيان الحاكم، فلم يفلح، فرحل إلى بغداد، فاتهمه القادر (العباسي) لقدومه من مصر، فانتقل إلى الموصل واتصل بقرواش بن المقلد وكتب له، ثم عاد عنه، وتقلبت به الأحوال إلى أن استوزره مشرف الدولة البويهي ببغداد، عشرة أشهر وأياماً، واضطرب أمره فلحجأ إلى قرواش، فكتب الخليفة إلى قرواش بإبعاده، ففعل، فسار أبو القاسم إلى ابن مروان (بديار بكر) وأقام بميافارقين إلى أن توفي، وحمل إلى الكوفة بوصية منه فدفن فيها. له كتب منها (السياسة- ط) رسالة، و (اختيار شعر أبي تمام) ، و (اختيار شعر البحتري) ، و (اختيار شعر المتنبي والطعن عليه) ، و (مختصر إصلاح المنطق) في اللغة، و (أدب الخواص) ، و (المأثور في ملح الخدور) ، و (الإيناس) ، و (ديوان شعر ونثر) وهو الذي وجه إليه أبو العلاء المعري (رسالة المنيح) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب