نحن للأيام غنم ونفل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نحن للأيام غنم ونفل لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة نحن للأيام غنم ونفل لـ السري الرفاء

نَحنُ للأَيَّامِ غُنْمٌ ونَفَلْ

تَرحَلُ الأحداثُ عنَّا أو تَحُلّْ

نَقبَلُ الضَّيْمَ مِنَ الدَّهْرِ وهَلْ

للَّذي نأباهُ بالدَّهْرِ قِبَلْ

وإذا ما زَلَّتِ النَّعْلُ بِنا

فمِنَ الأيَّامِ لا منَّا الزَّلَلْ

نُوَبٌ قُلْنا لِعادٍ قبلَنا

إنَّ مِن ذاتِ العِمادِ المُرتَحَلْ

فانثَنَوا عن ذلك الشُّربِ الذي

صار عَلاً لسِواهُم ونَهَلْ

بعدَما غَصَّتْ بأسيافِهِمُ

كُثُبُ السَّهْلِ وأوعارُ الجَبَلْ

ورَمَتْ طَسْماً فُقلْ في غَرَضٍ

تَتحَدَّاهُ يداها بشُعَلْ

وأظَلَّتْ صاحبَ الحَضْرِ فما

بَرِحَتْ حتى غدا تحتَ الأَظَل

وأرى الأملاكَ من أُسرَتِنا

قَصَدَتْ مُلْكهُمُ حتّى اضمَحَلّ

أَلبَسَتْ قَوماً سِواهُم حَلْيَهُم

ثم بَزَّتْهُ فراحُوا بالعَطَلْ

فكأَنَّ الدَّهرَ لم يَجْمَعْ لَهُمْ

رَغَدَ العَيْشِ وإرغامَ الدُّوَلْ

فاسأَلِ الحِيرَةَ عن جَبَّارِها

حينَ يَوماه حياةٌ وأجَلْ

يَرتَدي ظِلَّ السَّديَرْينِ فإنْ

شَبَّتِ الحربُ ارتدى ظِلَّ الأَسَلْ

والمَنايا الحُمْرُ في ساحَتِه

ماثلاتٌ بين وَمْضٍ وزَجَلْ

وسَلِ الإيوانَ عن أربابِه

كيفَ جَدَّتُ لَهُمُ تلكَ الرِّحَلْ

نَفَلَتْهُم عن فَضاءٍ واسعٍ

يَسرَحُ الطَّرْفُ به حتى يَمَلّ

وجِنانٍ ذُلِّلَتْ أثمارُها

بينَ أمواهٍ نَميراتٍ وظِلّ

نحنُ أغراضُ خُطوبٍ إن رَمَتْ

حَيَّرَتْ في دِقَّةِ الرَّمْيِ ثُعَلْ

وإذا ما اختلفَتْ أسهُمُها

فأَصابَتْ بَطَلَ القومِ بِطَلْ

يا بني فَهْدٍ هو الدهرُ الذي

نالَ من عِزِّكُمُ ما لم يَنَلْ

أشرَقَتْ أيَّامُكُمْ ثمَّ دَجَتْ

وسجَى ظِلُّكُمُ ثم انتقَلْ

نَقَضَ الدَّهْرُ بكم أوتارَه

من ملوكٍ ذَلَّلُوا الدَّهْرَ فذَلّ

أين أَيديكُم إذا الخطبُ عَرَا

وأياديكم إذا الجَدْبُ شَمَلْ

وَدّعَتْ دُنياكُمُ بَهجَتَها

واستوَى الأربابُ فيها والخَوَلْ

ولو أنَّ العِزَّ أثوَى دَهْرَه

في قَبيلٍ لَثَوى فيكم وحَلّ

وعَسى الأيّامُ تَرتاحُ لكُمْ

فيَعودَ الهَمُّ بِالعَوْدِ جَذِلْ

فلَكَمْ مُشْفٍ على الحَتْفِ نَجا

ومَريضٍ قد رَأيناه أبلّ

هل أرى أيديَكُمْ مبسوطةً

بينَ حاَليْنِ سَماحٍ وقُبَلْ

والعَطايا الغُرُّ تَنْهَلُّ على

آملي جُودِكُمُ أو تَستَهِلّ

بعدَما وَدَّعتُها مُقْلِعَةً

مِثْلَما وَدَّعَ ذو الشَّيْبِ الغَزَلْ

وهَلِ الناسُ الأخيرونَ إذا

جَرَتِ الأقدارُ إلاّ كالأُوَلْ

وضَحَتْ آثارهُمْ ثم عَفَتْ

وبدا سَعدُهُمُ ثمَّ أَفَلْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نحن للأيام غنم ونفل

قصيدة نحن للأيام غنم ونفل لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي