نزعتك من يدها قريش صقيلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نزعتك من يدها قريش صقيلا لـ محمد سعيد الحبوبي

اقتباس من قصيدة نزعتك من يدها قريش صقيلا لـ محمد سعيد الحبوبي

نزعتكَ من يَدها قريشٌ صقيلا

وطوتك فذاً بل طوتك قبيلا

فجعت بفقدك واحداً فكأَنها

فجعت بآل النضر جيلاً جيلا

وتذكرت في يوم فقدك فقدها

مضراً فأوصلت العويل عويلا

وغدت تطوف خلال نعشك ولهاً

وأتت على أعواده تقبيلا

بكر النعي لها بواشج أصلها

فلتبك يومك بكرةً وأصيلا

أكسبتها العز الكثير محامداً

تبقى فعز بأن تعيش قليلا

صبغت عليك مدامها لولم تكن

حمراً لخيلت البطاح النيلا

حسرت فكنت السرد من أدراعها

وضحت لظل لم تجده ظليلا

يا سيفها وسنامها غادرتها

ظهراً أجب وساعداً مشلولا

ولأنت معقلها أصاب تصدعاً

ولأنت صارمها أصاب فلولا

لسلت بك البطحاء عن أشياخها

إذ أنت أكرم من نموه سليلا

فمقام إبراهيم يعلو صارخاً

حزناً عليك وحجر إسماعيلا

مهلاً أبا موسى فإنك والعلى

ولك السلامة مزمعان رحيلا

يأيها الجبل الممنع ركنه

هول لعمرك أن نراك مهيلا

نكد الإقامة أن نقيم ولم تقم

فينا تنيل جزيلة وجزيلا

ومن الردى أن لا نشاطرك الردى

ومن الغليل بأن نبل غليلا

ملأت محاسنك البلاد فضيقت

حتى لشخصك لم يدعن مقيلا

لوقفت ما بين النوائب والورى

حصناً تقي الخطب الجليل جليلا

حتى تخبط عاثراً بك ظفرها

إذ لم تجد بك للأنام سبيلا

أردى أبا موسى الردى فتكوري

يا شمس وادرعي عليه أفولا

المنعش الآمال غادر نعشه

راجي الجدا لا يعرف التأميلا

وعليه عولت الورى وأظنها

فقدت بفادح خطبه التعويلا

كان المحرم مخبراً فأريتنا

يا جعفر فيه الحسين قتيلا

فكأن جسمك جسمه لكنه

كان العفير وكنت أنت غسيلا

وكأن رأسك رأسه لو لم يكن

عن منكبيه مميزاً مفصولا

وجبينك الوضاح مثل جبينه

بلجاً وليس كمثله تجديلا

وحملت أنت مشرفاً أيدي الورى

وثوى بنعش لم يكن محمولا

أن تنأ عنا راحلاً كرحيله

فلرب سجاد تركت عليلا

ولفقد مهدي لجعفر مورث

من جعفر في فقد إسماعيلا

يا أيها المهدي يا علم الهدى

أعيا التصبر من سواك فعيلا

أيقنت حين نعي إليك مصدقاً

ونخال أنك خلته تخييلا

حوشيت من جلد القساه وإنما

هدي النبي قد اجتباك خليلا

أنت الذي ترضى بما يرضى به

باري البرية هيناً وجليلا

أأقول صبراً لا وصبرك إن لي

جزعاً وصبرك لا يزال جميلا

بك نهتدي لسبيل كل فضيلة

وعلى منالك نجتدي تعويلا

ولمن وجدت كمن فقدت شمائلاً

والكل عن كل ينوب بديلا

إن لم يماثل من ولدت مماثل

فلقد ترى هذا لذاك مثيلا

تلك الجواهر كلها من معدن

ما حال عن حالاتها تبديلا

ثقفت من ذاك الوشيج ذوابلاً

وصقلت من ذاك الفرند صقيلا

يا قاصد الفيحاء في تفاحة

زيافة تصل الوجيف ذميلا

عنس كتيس القاع أرسل شارداً

أو كالظليم مذعراً إجفيلا

كوماء ما بين الهذاب كهضبة

شاء الإله لنقلها تحويلا

أنست إذا أنس الرعاة بشكلها

فحلا يسابق شدقماً وجديلا

لم تكحل عين بمرأى ردفها

إلا وجاوزت النواظر ميلا

وكأنها بين التنائف آصف

في عرش بلقيس يمر عجولا

لا يهتدي كعب لبارع وصفها

فيما تفنن مقصراً ومطيلا

أنخ النياق لصالح هو صالح

من قبل أوتي ناقة وفصيلا

وأعقل يديها في مرابع معقل

للوفد يحسبه النزيل نزيلا

المشرف الجفنات في غسق الدجى

والقائد الصعب الحرون ذلولا

المحتبي بالدست تحسب أنه

أسد تصدر بالندي الغيلا

المحتبي بالدست تحسب وجهه

قمر السماء وتاجه إلا كليلا

المحتبي بالدست تحسب خلقه

روضاً يباكريه النسيم عليلا

المحتبي بالدست تحسب لفظه

دار يفصل نظمه تفصيلا

المحتبي بالدست تحسب شخصه

شخص النبي وقوله التنزيلا

أن أطرق استولى الأنام مهابة

فإذا تبسم طارحوه القيلا

تسمو لطلعته العيون إذا بدا

كالسيف أرهفه القيون صقيلا

يتباشرون إذا رأوه كأنه

برق سما للمحلين مخيلا

فإليكها جهد المقل وإن تكن

قصرت وكان بك المجال طويلا

ولو استطعت نظمت في أبياتها

آي الكتاب مرتلاً ترتيلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة نزعتك من يدها قريش صقيلا

قصيدة نزعتك من يدها قريش صقيلا لـ محمد سعيد الحبوبي وعدد أبياتها تسعة و خمسون.

عن محمد سعيد الحبوبي

محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي. شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً. وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.[١]

تعريف محمد سعيد الحبوبي في ويكيبيديا

السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحَبّوبي (16 أبريل 1850 - 14 يونيو 1915) (4 جمادى الآخرة 1266 - 2 شعبان 1333) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات. اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر طبع مرّات.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي