نزولك في القرى فضل كبير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نزولك في القرى فضل كبير لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة نزولك في القرى فضل كبير لـ أحمد الكاشف

نزولك في القرى فضلٌ كبيرُ

وفتح الخط بالعقبى بشيرُ

حديد من يديك امتدَّ فيه

ونار للحديد بها يسير

كأن صفيره نغم المغني

لركبك والدخان له عبير

يقل الزائرين إلى مقامٍ

هو اليوم الخورنق والسدير

ضيوفاً في حماك غدوا وراحوا

وكلُّهمُ قبيلك والعشير

كأن أديم هذي الأرض لما

مشت فيها مواكبهم حرير

تلاقوا ساعة في رحب دار

هي الدنيا وساعتها الدهور

وجاءوا مهرجاناً فيه يتلو

ويشرح سورة الفتح الوزير

نقيُّ الجو مصقول الحواشي

تظلله الخوافق والطيور

رآه الغائبون بما تلقَّوا

من النجوى كأنهمُ حضور

مظاهرة لدولتك استحقت

وأنت لكل مصري ظهير

تكاد إليك تستبق النواحي

وتنعطف الجداول والجسور

وتنضج قبل موعدها ثمار

وتبسم قبل موعدها زهور

وتصبح هذه الأكواخ مما

أنلت الزارعين هي القصور

ولولا الحقل والفلاح فيه

لأقفرت المدائن والثغور

تريه حقه وهو الموفَّى

وترفع قدره وهو الأجير

ولو يُجزَى بما صنعت يداه

لأصبح وهو في الوادي أمير

أتيت اليوم تكمل ما نواه

وأزمع أمس ندك والنظير

وحولك سبعةٌ وزراء صدقٍ

وإخوانٌ همُ المدد الطهور

تسير إلى المدى بهمُ قوياً

ويشرف مثل نيتك المصير

هو الحزم الذي لا بد منه

لمصر لتستقيم به الأمور

وحسبك بعد تجربة وعلم

مراسك والعزيمة والضمير

فهل للغاضبين عليك عذر

سوى ضغن تضيق به الصدور

توالت مرجفاتهمُ وطالت

فأين وعيدهم لك والنذير

أخافوا أن تواريهم سجونٌ

فوارتهم من الخجل الخدور

فإن هم قاطعوك فليس فيهم

قويٌّ تتقيه ولا خطير

وكم قوم كثيرهمُ قليلٌ

وكم قوم قليلهم كثير

أصابك ما أصاب سواكَ منهم

وليتك من خصومهمُ الأخير

وأنت بكل جهدهم محيط

وأنت بكل سرهم بصير

وأصعب ما تعالج من رجال

شعورهم إذا اختل الشعور

ولو أمهلت صحفهم امتهاناً

لطار بهذه الصحف الفجور

وبات رواتها وهمُ ذئاب

وبات الكاتبون وهم نسور

ظفرت بأكثر الباغين شراً

وأنت على بقيتهم صبور

وما اعتبروا بما آلوا إليه

وهل تدري فتعتبر الصخور

وظنوا أنه لا الدهر يجري

بما كرهوا ولا الدنيا تدور

مجانينٌ بحب الحكم حتى

تكاد عقولهم منهم تطير

يريدون الزعامة وهو أمر

عليهم بعد عثرتهم عسير

وهل بعد الشهور السود منهم

تعود إليهمُ تلك الشهور

يعللهم سفيرهمُ بما لا

يصدقه من الأمل السفير

مهازل ليس يرضاها فقير

لعيشته وإن هلك الفقير

ومن جاءت غنائمه جزافاً

تولاه فطاح به الغرور

هل الدستور للأهواء سوق

ليتَّجر المشاور والمشير

وهل هو بين أيدي الرهط ملهىً

كما يلهو بدميته الصغير

فإن ثاروا عليك وأنت سلمٌ

فحجَّتُك القوية أن يثوروا

وإن آبوا فأنت لهم شفيع

وإن تابوا فأنت لهم غفور

وما يرضيك ما تجني عليهم

نفوسهمُ وليس لهم مجير

وإن تك أزمة بالناس حلت

فأنت بحل أزمتهم خبير

نصرتك يا ابن إقليمي وإني

لمثلك في رعايته نصير

فخور أنت بي فيه وإني

على كل العباد بك الفخور

أقر صنيعَك الملك المفدى

وأيد رأيك الشعب الغيور

وأنت بكل إعجاب خليق

وأنت بكل تكريم جدير

شرح ومعاني كلمات قصيدة نزولك في القرى فضل كبير

قصيدة نزولك في القرى فضل كبير لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي