نسالم هذا الدهر وهو لنا حرب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نسالم هذا الدهر وهو لنا حرب لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة نسالم هذا الدهر وهو لنا حرب لـ السري الرفاء

نسالمُ هذا الدهرَ وهو لنا حَرْبُ

ونعتُبُ والأيامُ شيمَتُها العَتْبُ

ونَخطُبُ صُلحَ النَّائباتِ ولم يزَل

لأنفسِنا من خَطْبِها أبداً خَطْبُ

تَهُمُّ بنا أفراسُها وسيوفُها

فلا هذه تَكبو ولا هذه تَنبو

وكنا نعُدُّ المَشرفيَّةَ والقَنا

حصوناً إذا هزَّت مضاربَها الحربُ

فلما مَضى المِقدارُ قلَّ غناؤها

فلم يمضِ حَدٌّ من ظُباها ولا غَرْبُ

تبلَّدَ هذا الدهرُ فيما نرومُه

على أنَّه فيما نحاذرُه نَدْبُ

فسَيْرُ الذي يرجوه سَيْرُ مُقيَّدٍ

وسيرُ الذي يَخشى غوائلَه وَثْبُ

إذا فاجأتْنا الحادثاتُ بمصرَعٍ

فليس سِوى الجَنْبِ الكريمِ لنا جَنْبُ

فعَزِّ الأميرَ التَّغِلِبيَّ ورهطَه

بمن غَرَبَتْ عنه الغَطارفَةُ الغُلْبُ

بسِّيدَةٍ عمَّت صنَائِعُها الوَرَى

فأعربَ عن معروفِها العُجْمُ والعُرْبُ

ومُشرِفَةِ الأفعالِ لم يَحوِ مثَلها

إذا عُدِّدَ النِّسوانُ شرقٌ ولا غَربُ

تَساوَتْ قلوبُ الناسِ في الحُزْنِ إذ ثَوَتْ

كأنَّ قلوبَ الناسِ في موتِها قَلْبُ

وكانَتْ سهولُ الأرضِ دونَ هِضابِها

فلما حَواها السَّهلُ ذَلَّ له الصَّعبُ

فإن كانَ فيمن غَيَّبَ التُّرْبُ تِربُها

فمريمُ من دونِ النساءِ لها تِربُ

وطُوبى لماءِ المُزنِ لو أنَّ ظهرَها

لرَيَّقِه ما فاضَ رَيِّقُه السَّكبُ

وأقسِمُ لو زادَتْ على المِسكِ تُربةٌ

لزادَ على المِسكِ الذكيِّ بها التُّربُ

فضائلُ يُنفِذنَ الثَّناءَ كأنما

ثَناءُ ذواتِ الفضلِ من حُسنِها ثَلْبُ

لقد جاورَت من قومِ يُونُسَ مَعْشراً

أحبَّت بروحٍ لا يجاورُه كَرْبُ

فقد بردَت تلك المضاجعُ منهم

فأشرقَ ذاك النُّورُ فيها فما يخبو

فللهِ ما ضَمَّ الثَّرى من عَفافِها

وما حَجَبْتها من طهارتِها الحُجُبُ

لَئِن كان وادي الحُصنِ رحباً لقد ثوى

بعَرصَتِه المعروفُ والنائلُ الرَّحبُ

وإن عَذُبَتْ رَيَّاه أو طابَ نَشرُه

فقد مَلَّ في بطحائها الكرَمُ العَذْبُ

عَجِبْتُ له أنّي تضمَّنَ مثلَها

ولا كِبَرٌ يَعروه ذاك ولا عُجْبُ

ولو عَلِمَت بطحاؤُّه ما تضمَّنَت

تطاولَتِ البطحاءُ وافتخرَ الشَّعبُ

تُذالُ مصوناتُ الدموعِ إزاءَها

وتَمشي حُفاةً حولَها الرَّجْلُ والرَّكْبُ

فلا زالَ رَطْبُ الرَّوضِ من رَيِّقِ النَّدى

كأنَّ النَّدى من فوقِه الُّلؤلُّؤ الرَّطْبُ

أبا تغلِبٌ صبراً وما زلتَ صابراً

إذا زَلَّ حَزمٌ ثابتٌ أو هَفا لُبُّ

فقد أعقبَتْ منكم أُسودَ شجاعةٍ

وكم مُعقبٍ في الناسِ ليسَ له عُقْبُ

وأنتم جَنابُ المكرُماتِ ولم يكن

لتهفو رواسيها وإن عَظُمَ الخَطْبُ

فكلُّ حياً للجودِ أنتم سَحابُه

وكلُّ رحىً للحربِ أنتم لها قُطبُ

ولو أنه غيرُ الحمامِ صَببتُم

عليه سَحاباً قَطْرُهُ الطَّعنُ والضَّربُ

أرى أرضَكم أضحتْ سماءً بعزِّكم

فأنتم لها الأقمارُ والأنجمُ الشُّهبُ

تموتُ عِداكم قبلَ سَلِّ سيوفِكم

ويَفنيهِمُ من قبلِ حَربِكمُ الرُّعبُ

وكيفَ تنالُ الحربُ منكم وإنما

بأمركم تمضي العواملُ والضَّربُ

إذا أنتَ كاتبتَ العِدا مُثِّلت لها

ظُباكَ فنابت عن كتائِبك الكُتْبُ

دعانا الأميرُ التغلبيُّ إلى النَّدى

فنحن له شَرْبُ النَّدى وهو الشُّربُ

نصاحبُ أياماً له عَدَوِيَّةً

محاسنُ أيامِ الشبابِ لها صَحْبُ

هو الغيثُ نال الخافقَينِ نوالُه

إلى أن تساوَى عندَه البُعْدُ والقُرْبُ

يزورُ النَّدى زُوَّارَه متواتراً

عليهم وزُوّارُ الحَيا أبداً غِبُّ

أأعداءَه كفُّوا فإنَّ نصيبَكم

إذا رمتُمُ إدراكَ غايتِه النَّصْبُ

وهل يستوي عذْبُ المياهِ ومِلحُها

وهل يتكافا الخِصبُ في الأرضِ والجَدبُ

فإن عَجِزَ الأقوامُ أو بانَ نقصُهم

فليس لمن بانَتْ فضيلتُه ذَنبُ

رأيتُكَ طِبّاً للقريضِ ولم يكن

ليَنظِمَه إلا الخبيرُ به الطِّبُّ

ولا بدَّ أن أشكو إليك ظُلامةً

وغارةَ مِغوارٍ سجيَّتُه الغَضْبُ

تخيَّلَ شِعري أنه قَومُ صالحٍ

هلاكاً وأن الخالديَّ له السَّقْبُ

رعَى بين أعطانٍ له ومَسارحٍ

ولم تَرْعَ فيهنَّ العِشارُ ولا النُّجبُ

وكان رياضاً غضَّةً فتكدَّرَتْ

موارِدُها واصفرَّ في تُربها العُشبُ

يُسَاقُ إلى الهُجْنِ المَقَارِفِ حَلْيُهُ

وَتُسْلَبُهُ الغُرُّ المحجَّلةُ القُبُّ

غُصِبْتُ على ديباجِه وعُقودِه

فديباجُه غَصبٌ وجوهرُه نَهبُ

وأبكارُها شَتَّى أذيلَ مَصونُها

وريعَت عَذارها كما رُوِّع السِّربُ

يعرِّيكُمُ من عَصبِه وبُرودِه

عصائبَ شَتَّى لا يَليقُ بها الغَصبُ

فإن رِيعَ سِربي أو تُمرِّدَ دونَه

ولم يُنجِني منه الحمايةُ والذَّبُّ

فعندي هِناءٌ للعدوِّ يُهِينُه

إذا اختلفتْ منه خلائقُه الجُربُ

فكنتُ إذا ما قلتُ شِعْراً حدَت به

حُداةُ المطايا أو تغنَّت به الشَّربُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نسالم هذا الدهر وهو لنا حرب

قصيدة نسالم هذا الدهر وهو لنا حرب لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي