نشأت على حب المعالي كما أشا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نشأت على حب المعالي كما أشا لـ عمر الرافعي

اقتباس من قصيدة نشأت على حب المعالي كما أشا لـ عمر الرافعي

نَشَأتُ عَلى حُبِّ المَعالي كَما أَشا

فَلا تَلمِ النشوانَ بِالحُبّ ما اِنتشى

أَروحُ وَأَغدو وَالمَعالي تُظِلّني

فَلا زِلتُ في ظِلِّ المَعالي مُعَرِّشا

أَروحُ وَأَغدو لا أطيق فراقَها

كَطَير رَأى غُصناً رَطيباً فَعَشَّشا

وَروّض في رَوض المَعالي متيَّماً

وَكان سَميراً كُلَّما اللَيل أَغطشا

يُطالِع أَحداث اللَيالي لَها كَما

تَشاءُ وَطوراً من حَديثي كَما أَشا

تَقول لَهُ إِذ أَدهَشَتها مقالَتي

لَك اللَهُ في ما قُلت كَم كُنت مُدهِشا

عَرَفتُ الفَتى مُنذُ الصِبى فَأَلِفتهُ

فَما لي أَراهُ في المَشيب تَشَوّشا

عَرَفت الفَتى شَيخاً أَديباً وَحاكِماً

نَزيهاً قَضى بِالحَقّ حيناً وَما اِرتَشى

عَرَفتُ الفَتى إِذ قامَ لِلَّهِ وَحدَه

يُجاهِد في الإِلحاد جَيشاً تَجيَّشا

فَما بالهُ قَد خارَ عَزماً كَمُقعَدٍ

عَن الكَسبِ لَم يَملِك غَداءً وَلا عَشا

تكلّفه الأَيّام عوداً إِلى القَضا

لِيُنعِش في الحكّام يَقضي فَيُنعَشا

فَقُلت لَها أَستَغفِر اللَهِ بالَّذي

تَقولين مَهما كُنت لا أَقبَل اِرتشا

وَلكِن حَديثُ النَفس لِلنَّفسِ مُزعِجٌ

وَقَد شَوَّشَ الأَحوالَ من كان شَوَّشا

رَضيتُ بِحُكم الاضطِرار وَظيفَةً

أُريد بِها عيشَ الكَفاف تَعَيُّشا

وَقُمتُ عَلى اِسمِ اللَه أَسعى لِلقمةٍ

بِحُكم زَمانٍ كَم أَجاع وَعطشا

تَرَبَّعتُ في دَست القَضاءِ كَحاكِمٍ

بِقَومٍ بِهِم داء الرَشى عَمَّ إِذ فَشى

فَقالَت ليَ النَفسُ الأَبِيَّة إذ رَأَت

سُمُوَّ اِفتِقاري كانَ أُنساً فَأَوحَشا

لَك اللَهُ ما حالي وَبِالصبر وَالمُنى

تعلّلني في ما تُريد وَما تَشا

لَك اللَهُ هَلّا سِرتَ في الناسِ سيرَهُم

لِيَمشي بِأَنواعِ الرَشا لَكَ من مَشى

لَكَ اللَهُ هَلّا لنتُ لِلنّاسِ جانِباً

كَما لانَ في الحكّام من يَأخذ الرَشا

عَساكَ إِذا أَعدَدتَ لِلأَمرِ عُدَّة

وَلم تَخشَ من واشٍ عَلَيكَ إِذا وَشى

قَضَيت لأَربابِ الدُيونِ دُيونَهُم

وَأَخمدتَ نيراناً تَأَجَّج في الحَشا

وَبتّ قَرير العَينِ بِالمالِ وافِراً

لَدَيكَ وَفقدُ المالِ كَم كانَ موحِشا

فَقُلت لَها كَفّي المَلامَ فإنّ لي

فُؤاداً عَلى حُبّ العلى شَبَّ وَاِنتَشى

وَلَستُ أَرى غَيرَ المَكارِمِ مَغنَماً

وَلَست أَرى غَيرَ الفَضائِلِ مُنعِشا

دَعيني وَشَأني حَسبِيَ اللَهُ وَحدَهُ

عَلَيهِ اِتِّكالي وَهو يَفعَلُ ما يَشا

تَبَرَّأتُ من حولي إِلَيهِ وَقُوَّتي

لِيُعطيني وَاللَهُ إِن يُعطِ أَدهَشا

وَمن ضَلَّ عَن سبل الهدى نابَهُ العمى

فَمن ذا الَّذي يَهديهِ أَو يَرفَع الغشا

وَمن يَتّقِ يَجعَل لَهُ اللَهُ مخرَجاً

منَ الضيق مَهما الكرب قَد كانَ جَيَّشا

إِذا عِشتُ قالَ الناس عاشَ بِعفّةٍ

وَإن متُّ قالَ الناسُ ماتَ وَما اِرتَشى

اِلَيكَ رَسولَ اللَهِ قِصَّتي الَّتي

أحطت بِها عِلماً وَقد جِئتُ مجهشا

أجرني أجرني من زَمانٍ يَكيدُ لي

لِيَخدشَني أضعاف ما كانَ خَدَّشا

وَما لي عَلى حَمل الأَذى مِنهُ طاقَةٌ

إِذا قامَ يَوماً لِلعُداةِ مهوشا

وَعدني لِذيّاك الحِمى خير عودَة

فَما زِلت شَوقاً لِلحِمى مُتعطّشا

عَلى أَنّ روحي مُذ عَرَفتُكَ في الحِمى

وإِن كانَ جِسمي لَم يَزَل بَينَ من نَشا

أَروحُ وَأَغدو في الرِحابِ مُمتّعاً

وَفي الرَوضَةِ الغَرّا من الصبح لِلعِشا

أشاهد أنوارَ الحَبيبِ مُنَعماً

بِروحي وَجِسمي بَعدما ذابَت الحَشا

أقيم بِظِلّ المُصطَفى متستّراً

فَلَيسَ يَراني الدَهر إِذ كان أَخفَشا

وَلَستُ أُبالي إن جَفا الدَهرُ أَو وَفا

فَحَسبِيَ الرِضى العالي بهِ كُلّ ما أَشا

وَهل عِندَ أَيّام له غَير فِتنَةٍ

كَفِتنَة دَجّالٍ وَأُخرى فَتُختَشى

أَرى فِتناً كَاللَيلِ شَرقاً وَمَغرِباً

تَعُمُّ الوَرى بِالشَرِّ مِنها تَحرّشا

عَلى فوهَةِ البُركانِ صاروا كَما ترى

فإن ثارَ ذا البُركانُ قل فيهِ ما تَشا

وَلكِن لوجه اللَهِ أَدرك بِلادنا

فَمن ضعفها تَخشى السِلاح مخشخشا

وَأَدرك رجال العُرب حيثُ تَفَرَّقوا

غَدوا غنماً لِلذِّئبِ وَالذئب أَنفَشا

وَهذي فلسطينُ الشَهيدَة حالها

تدلّ عَلَيها من أَتاها مفتِّشا

فَأَينَ رِجالُ العُربِ تنقذ قُدسَها

وَأَينَ أَمير المُؤمِنينَ ليبطشا

وَأَينَ رجال التُركِ أَينَ كَمالها

فَقَد قيل غازيها أَبو التُرك جَيَّشا

وَأَينَ رِجالُ الغيبِ من كلّ فرقَةٍ

وَأَينَ الفَتى المَهدي يجيء لِيُنعِشا

أَرانِيَ مغتمّاً وَغَمّي مُلازِمي

لأَجل فلسطين وَفِكري تشوّشا

فَهَل لِرَسولِ اللَهِ أَكرم مُرسلٍ

يُبَشِّر بِالنَصرِ المُبين مُرقّشا

عَلَيهُ وَآل البَيت وَالصَحب سَرمَدا

صَلاةُ الَّذي قَد خَصَّ ما شا بِما يَشا

شرح ومعاني كلمات قصيدة نشأت على حب المعالي كما أشا

قصيدة نشأت على حب المعالي كما أشا لـ عمر الرافعي وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن عمر الرافعي

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام. قاضي اديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربية وصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله: مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب. انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور. له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.[١]

تعريف عمر الرافعي في ويكيبيديا

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (17 أغسطس 1882 - 1964) (3 شوال 1299 - 1384) فقيه مسلم وقاضي ومتصوف نقشبندي وصحفي وشاعر عربي لبناني. ولد في مدينة صنعاء باليمن حيث كان والده رئيسًا لمحكمة استئناف الحقوق. تلقى دروسه الأولى بطرابلس ثم بيروت. ثم أكمل دراساته الحقوقية في أسطنبول والقاهرة. من مشايخه المصريين محمد عبده، حسين المرصفي ومحمد بخيت المطيعي. مارس المحاماة بمدينة طرابلس. تنقل في محاكم عدة مدن في بلاد الشام. كما مارس التدريس في عدة مدارس وكليات. سجن مدة سنتين أثناء الحرب العالمية الأولى. ثم أطلق سراحه بعد الحرب ليتولي قضاء في عدة مدن لبنانية. سلك النقشبندية في المدرسة الشمسية بطرابلس. توفي بها. له مؤلفات في الأدب وديوان مديح نبوي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عمر الرافعي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي