نصبت أضالعي غرض السهام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نصبت أضالعي غرض السهام لـ محمد توفيق علي

اقتباس من قصيدة نصبت أضالعي غرض السهام لـ محمد توفيق علي

نَصَبتُ أَضالِعي غَرَضَ السِهامِ

وَمَلَّيتُ الشَبابَ مِنَ الغَرامِ

وَفاتِنَتي وَإِن نَزَلَت بِمِصر

مَهاةٌ مِن فَراديسِ الشَآمِ

شُوَيعِرَةٌ لَو انَّ الخَمرَ حَلَّت

عَصَرتُ خَيالَها وَمَلَأتُ جامي

عَشقتُ وَما رَأَيتُ سِوى خَيالٍ

لَها في يَقظَةٍ لا في المَنامِ

أَيَأسِرُني لَها رَسمٌ جَمادٌ

فَكَيفَ إِذا رَنَت لِيَ بِاِبتِسامِ

أَراني مِلتُ عَن جَدَدِ المَعالي

وَطالَ بِمِصرَ في لَعِبٍ مُقامي

وَعَهدي لَحظَة لِلغيدِ قَلبي

وَدَهراً لِلمَعامِعِ وَالصِدامِ

وَسَيفي لا لِقَيدِ الغِمدِ لَكِن

لِقَدٍّ أَضالِع وَلِفَلقِ هامِ

مَشَت لِلأَربَعينِ بِيَّ اللَيالي

وَتِلكَ مَنازِلُ الرَجُلِ التَمامِ

فَإِن أَبلُغ مِنَ الدُنيا مَحَلّي

فَبي لِبرودِ مَشرَعِهِ أُوامي

وَإِن يَقنَع لِمَنطِقِهِ لِساني

بِوَصفِ خَريدَةٍ رَيّا القَوامِ

فَمَن لِلعادِياتِ يصيحُ فيها

وَقَد ضاقَ المكرُّ إِلى الأَمامِ

أَرى عَزمي يُطالِعُ بي خطوباً

شَحَذتُ لِغَربِها غَربَ الحُسامِ

وَنَفسي تَشرَئِبُّ إِلى فَعالٍ

يُقِضُّ مَضاجِعَ الأُمَمِ النِيامِ

بَلَوتُ بَني الزَمانِ فَآنَسَتني

مُباعَدَةُ الأَصاغِرِ وَالطَغامِ

وَلَمّا أَن وَزَنتُ الناسَ أَربى

حَقيرهُمُ عَلى الملكِ الهُمامِ

فَلَم أَنظُر لِأَموالٍ جِسامٍ

وَلَم أَحفِل بِأَلقابٍ ضِخامِ

فَرُبَّ وَزيرِ قَومٍ أَو أَميرٍ

تَمَرَّغَ في الدَناءةِ وَالأَثامِ

وَقاضٍ عادِلٍ عِن كُلِّ خَيرٍ

يُشايِعُهُ عَلى ظُلمٍ مُحامي

تَعامى في النَهارِ عَنِ الدَعاوى

وَحَدَّقَ لِلرَشاوى في الظَلامِ

وَمَأمورٌ عَلى ضِعَةٍ تَعالى

وَضَنَّ عَلى الرَعِيَّةِ بِالسَلامِ

تَوَرَّمَ مِن سَقامٍ جانِباهُ

وَهامَ بِلَذَّةِ الكَسبِ الحَرامِ

وَرُبَّ مُتَوَّجٍ يَختالُ عُجباً

بِما يَغتالُ مِن تِلكَ الحُطامِ

يجِدُّ إِذا رَمى غَرَضاً خَسيساً

وَيَلعَبُ بِالحُكومَةِ وَالنِظامِ

وَرُبَّ جَهولِ فِتيانٍ مُصِرٍّ

عَلى الدَعوى أَصَمَّ عَنِ الملامِ

يُبارِزُ رَبَّهُ بِالفسقِ جَهراً

وَيَهزَأُ بِالصَلاةِ وَبِالصِيامِ

وَشَيخٍ مُدمِنٍ لِلخَمرِ عاصٍ

عَلىعذالِهِ صَعبِ المرامِ

تَذَبذَبَ في البَقاءِ فَلَيسَ يَحيا

وَلا يَرضى مضاجَعَةَ الرَغامِ

سَيَنتَصِرُ الصَلاحُ عَلى المَعاصي

وَتَنتَقِمُ الحُروبُ مِنَ السَلامِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نصبت أضالعي غرض السهام

قصيدة نصبت أضالعي غرض السهام لـ محمد توفيق علي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن محمد توفيق علي

محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي. شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي. نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب. ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف. في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته: شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي